تغيرات المناخ.. الخطر يهدد غابات أمريكا نهاية القرن الحالي
تمتلك الأشجار، بموجب عملية البناء الضوئي، قدرة على امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون.
ولا تسبب هذه العملية، بالتحديد في الغابات، أي ارتفاع في مستوى ثاني أكسيد الكربون المؤدي إلى تغير المناخ، ما دفع كثيرين للسعي إلى استغلال الأشجار في مواجهة زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة.
لكن مع ارتفاع حدة التغيرات المناخية بحسب ما نوهت إليه دراسات سابقة، بات هذا الحل مهددًا، نتيجة عدد من العوامل التي كشف الستار عنها متخصصون.
تأثر تخزين الكربون
أشار علماء من جامعة يوتا الأمريكية، خلال ورقة بحثية، إلى أن قدرة الأشجار على إبعاد ثاني أكسيد الكربون عن الغلاف الجوي بتخزينه فيها، ربما تتأثر بسبب تغير المناخ.
وأكد العلماء، خلال الدراسة المنشورة في مجلة "Nature"، أن الأماكن التي جرى فيها إنشاء العديد من برامج تعويض الكربون في الغابات هي الأكثر عرضة لخطر فقدان الكربون لأسباب عدة، منها حرائق الغابات ونفوق الحشرات.
صرّح كبير مؤلفي الدراسة، ويليام أنديريج، بأنه وفريقه يبحثون عن أداة تفاعلية يمكنها تخزين الكربون في الغابات بالولايات المتحدة، موضحًا: "الكمية المخزنة في الغابات متغيرة".
وعليه، سعى "أندريدج" وفريقه إلى دراسة كيفية نجاح الأشجار في تخزين الكربون ببيئة متغيرة، وهو ما فرض عليهم فحص البيانات المناخية السابقة، والاطلاع على التنبؤات المناخية المستقبلية، إلى جانب مجموعة بيانات خاصة بقطع الغابات، وأخيرًا التعلم الآلي لتحديد المنافذ المناخية التي تفضلها أنواع معينة من الأشجار.
واستخدم العلماء، بموجب الخطوات السابقة، نماذج متطورة تأخذ في الاعتبار كيفية تفاعل النظام البيئي والغلاف الجوي.
توصل الخبراء، خلال دراستهم، إلى أنه بحلول نهاية القرن الحالي، من المتوقع زيادة صافي الكربون داخل غابات الولايات المتحدة بمعدل يتراوح ما بين 3 إلى 5 بيتاغرام، على أن تكون هذه الأماكن قادرة على تخزين صافي 9.4 بيتاغرام من الكربون بدون ضغوط المناخ.
صرّح "أندريدج" بأن ضمان فاعلية تعويض الكربون ترتبط بتخزينه لفترة زمنية طويلة قد تصل إلى قرون، لكن إذا اشتعلت النيران بها أو نفقت الحشرات، قد يقوض ذلك إلى حد كبير فعاليتها كحلول لمواجهة تغيرات المناخ.
كما توقع العلماء أن مشروعات غابات تعويض الكربون، التي جرى تدشينها في جنوب شرق الولايات المتحدة وعلى الساحل الغربي، ستفقد الكميات المخزنة بنهاية القرن الحالي.
تابع "أنديريج": "العمل على معالجة تغير المناخ في أسرع وقت ممكن والانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون يقلل بشكل كبير من المخاطر التي من المحتمل أن تواجهها الغابات، كما يزيد الفوائد المحتملة التي قد نحصل عليها منها".