لا شك أن تغير المناخ يؤثر بشكل كبير على الأنظمة الطبيعية والبيئية، في تغير نمط الأمطار، وارتفاع مستوى البحار والمحيطات، وتغير درجات الحرارة العالمية.
وتؤثر هذه التغيرات على عدد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الزراعة، والموارد المائية.
ومن أجل الحد من تأثيرات تغير المناخ ومنع تفاقم الأضرار في المستقبل، تم اتخاذ عدد من الإجراءات المهمة، بما في ذلك تحسين كفاءة استخدام الطاقة، وزيادة استخدام الطاقات المتجددة -مثل الطاقة الشمسية والرياح والماء- وتحويل الزراعة إلى نماذج أكثر استدامة، وتحفيز التنوع الحيوي، وحماية الغابات والمناطق البرية والمحيطات، وتحسين تدابير إدارة النفايات، وتحسين نوعية الهواء والمياه والتربة.
ومن الأهمية بمكان أيضاً، تعزيز التوعية حول تأثيرات تغير المناخ، وكيفية تحسين الاستدامة البيئية، وحض الحكومات والشركات والأفراد على اتخاذ إجراءات فعّالة للحد من الانبعاثات الغازية، وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا النظيفة، والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.
ومن أجل ذلك، يجب على الدول والمجتمعات الدولية العمل المشترك للحد من تأثيرات تغير المناخ، وتحقيق الهدف الرئيسي لاتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية، وهو الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأقل من 2 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.
تشكل تغيرات المناخ تحديًا هامًّا يتطلب بذل جهود جماعية، وعملاً مشتركًا للحد من تأثيراتها. ومن ثم يمكن للأفراد أن يلعبوا دورا مهما في ذلك من خلال تعديل نمط حياتهم، وتحفيز المجتمعات على اتخاذ إجراءات فعّالة. فمن خلال التعاون والتحرك معًا -إذن- يمكننا تخفيف تأثيرات تغير المناخ والتغييرات السلبية على كوكبنا.
تغير المناخ في بلادنا العربية وأفريقيا
إن المناخ من أهم العوامل التي تؤثر على الحياة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ تتعرض هذه المناطق لتغيرات مناخية كبيرة تؤثر على الأراضي والموارد الطبيعية، والاقتصاد، والصحة العامة.
وتشهد المنطقة درجات حرارة مرتفعة جدا في فصل الصيف، وعدم انتظام تساقط الأمطار في فصل الشتاء، ما يؤثر على الزراعة والثروة الحيوانية، ويزيد من مشكلة الجفاف وندرة المياه. وفي المقابل هناك في المنطقة أيضا، مناطق تتعرض للفيضانات والأعاصير، والعواصف الرملية بشكل متكرر، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
كما تؤدي التغيرات المناخية في المنطقة إلى زيادة معدلات التصحر وتآكل التربة، وهذا يتسبب في انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية والحيوانية، ويشكل تحديا كبيرا أمام جهود الحفاظ على الأمن الغذائي. كما أن ارتفاع مستوى درجات الحرارة يزيد من تبخر المياه، وذلك يعني زيادة الطلب على المياه الجوفية والسطحية، ومن ثم زيادة مشكلة ندرة المياه في المنطقة.
ومما يجدر ذكره في هذا الصدد، أن التغيرات المناخية تؤثر -كذلك- على الصحة العامة في المنطقة، إذ تزيد من انتشار الأمراض المعدية، والحشرات والقوارض التي تنتقل عبر المياه والهواء، وتزيد أيضا من انتشار حرائق الغابات، والتلوث البيئي، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية.
هذا وتحاول الحكومات في المنطقة التصدي لهذه التحديات من خلال سياسات مستدامة تحسّن إدارة الموارد الطبيعية، وذلك للتغلب على مشكلة ندرة المياه والتصحر، وتعزيز الزراعة المستدامة والطاقة المتجددة، والتخفيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وأيضا تعزيز الجهود الدولية المشتركة لمكافحة التغيرات المناخية.
يتعين علينا -إذن- العمل المشترك، لتوعية المجتمعات المحلية والعالمية بأهمية حماية البيئة، والتصدي لتغيرات المناخ من خلال العمل على تحسين الوعي البيئي، وتبني الممارسات الحياتية المستدامة، وتشجيع التكنولوجيا الحديثة، والابتكارات البيئية التي تساعد على تقليل السلبيات للتغيرات المناخية.
وأخيرا، ينبغي أن ندرك أن التغيرات المناخية تشكل تحديا كبيرا لحياة البشر والبيئة على مستوى العالم، والتصدي لهذه التحديات يتطلب تعاونا دوليا جادا، وجهودًا مشتركة من جميع المجتمعات والأفراد لتحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. ولا شك أن الدول النامية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، هي الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، حيث تعاني هذه الدول من ضعف البنية التحتية والقدرات الاقتصادية والتنموية، ما يعرّضها للخسائر الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الجسيمة.. ولحل هذه المشكلة، يجب تعزيز التعاون الدولي، والمساعدات الموجهة لتحسين قدرات هذه الدول على التكيف مع التغير المناخي، للحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا الصدد، يحتاج العالم إلى العمل بجدية على خفض الانبعاثات الكربونية، ومعالجة تأثيرات التغيرات المناخية، من خلال تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا المستدامة، والاستدامة البيئية والتنموية، وتشجيع التعاون الدولي، والابتكار في مجال الطاقة المتجددة، والتخفيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة