كوارث المناخ في 2022.. أمطار طوفانية وفيضانات وجفاف
شهد عام 2022، الكثير من تداعيات التغير المناخي من فيضانات وجفاف وموجات حر حول العالم.
كما شهد أيضا الجهود الهائلة التي لا يزال ينبغي بذلها لمحاولة ضبط هذا التبدل مع قرارات مهمة يجب أن تتخذ في الأشهر المقبلة.
يقول روبير فوتار مدير معهد "بيار-سيمون لابلاس" المتخصص بعلوم المناخ: "سيكون العام 2022 من أكثر السنوات حرا في العالم مع كل الظواهر التي ترافق درجات حرارة أعلى من موجات حر وأمطار طوفانية وفيضانات وجفاف".
وطبعت سلسلة من الظواهر القصوى تسارع التداعيات الكارثية للاحترار العالمي من منطقة الساحل إلى القرن الأفريقي مرورا بنيجيريا وباكستان.
في هذا البلد الأخير لحقت أضرار بنحو 33 مليون نسمة جراء أمطار وانزلاقات تربة وفيضانات عارمة غمرت ثلث البلاد.
وعرفت أوروبا أيضا أكثر مواسم الصيف حرا على أراضيها مع حرائق غابات هائلة وجفاف أنهر وتراجع كبير في المحاصيل.
"مجرد بداية"
يحذر روبير فوتار "للأسف إنها مجرد بداية. نرى على نطاق محدود ما يمكن أن يحصل على نطاق أوسع" مستقبلا.
ويشير إلى أن الحر الذي سجل في 2022 لافت، لأن السنة المنصرمة تميزت بتواصل ظاهرة إل نينيا التي تتسبب ببرودة جزء من مياه سطح المحيط الهادئ.
وعندما ستنقلب هذه الظاهرة، سيشهد العالم على الأرجح ارتفاعا أكبر للحرارة.
على الصعيد السياسي، شكلت هذه الصورة القاتمة خلفية لمؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) الذي انعقد في نوفمبر/تشرين الثاني في مصر إلا أن النتائج أتت متفاوتة تاركة الكثير من القضايا التي ينبغي معالجتها خلال النسخة المقبلة للمؤتمر بعد سنة من الآن.
ووافق هذا المؤتمر الدولي الكبير الذي تنظمه الأمم المتحدة سنويا على مبدأ إنشاء صندوق مالي محدد لتعويض الأضرار الناجمة عن التغير المناخي في أفقر دول العالم والذي ينبغي الآن وضعه على سكة التنفيذ.
في المقابل، لم يحدد أي أهداف جديدة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة ووحدها ثلاثون دولة زادت أهدافها خلال 2022.
ويقول هارجيت سينغ من شبكة "كلايمت أكشن نتوورك" الدولية لمنظمات غير حكومية "ترك مؤتمر كوب 27 لنا الكثير من العمل على صعيد تخفيف" الانبعاثات بدءا بالحاجة إلى الضغط "لإنهاء كل مصادر الطاقة الأحفورية من فحم وغاز ونفط"، داعيا الدول الغنية إلى توفير المساعدة لبلدان الجنوب في عملية انتقال الطاقة.
مؤتمر كوب 28
ويشدد سينغ على أن كوب 28 الذي يعقد في دبي بدولة الإمارات بعد عام من الآن "سيكون المرحلة الحيوية المقبلة لتعزيز الطموحات على صعيد خفض انبعاثات غازات الدفيئة".
وتتوقع لورانس توبيانا إحدى مهندسات اتفاق باريس للمناخ في 2015: "في مؤتمر كوب سنناقش كثيرا وفي محطات مختلفة أخرى أيضا، هذه المشكلة المتعلقة بقطاع النفط والغاز ومساهمته المالية المحتملة".
وسيشكل مؤتمر كوب 28 فرصة لنشر حصيلة عالمية مرتقبة جدا حول تعهدات الدول لاحترام الأهداف المحددة في اتفاق باريس الذي نص على احتواء الاحترار دون الدرجتين مئويتين بكثير لا بل حصره بـ1,5 درجة إن أمكن.
لكن المناخ سيكون أيضا في صلب "اجتماعات الربيع خصوصا الخريف للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي" -على ما تقول توبيانا- لأن مؤتمر كوب الأخير أفضى "إلى طلب رسمي للنظر إلى النظام المالي العالمي ومراجعة دور المؤسسات المالية الدولية".
وبين هذين الموعدين، تستضيف باريس قمة للتوصل إلى "ميثاق مالي جديد" مع الدول الضعيفة، على ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يريد أن يتعاون في هذا الشأن مع ميا موتلي رئيسة وزراء جزيرة باربادوس.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg
جزيرة ام اند امز