الانفجارات الشمسية.. عواصف ووهج يفاقمان احترار الأرض
أظهر آخر تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أن عام 2023 كان العام الأكثر دفئاً على الإطلاق.
وقد لا تكون الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة هي السبب الجذري لهذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، لكنها عوامل تفاقم، ولكن أيضا النشاط الشمسي وتحديدا الانفجارات الشمسية لها علاقة.
شعر عالمنا العربي وعدد من المناطق حول العالم بموجة حر قياسية صيف 2023، وسط تقارير أن صيف 2024 قد يكون أشد قسوة جراء ارتفاع معدلات النشاط الشمسي، ووجود عواصف شمسية تضرب الأرض بكثافة.
ويتداول غير المتخصصين ونشطاء التواصل الاجتماعي الحديث ب أن الشمس اقتربت من ذروة نشاطها وهي التي تتسبب في موجات حارة غير معتادة.
ولفهم الحقيقة علينا معرفة ماهية الانفجارات الشمسية وما علاقتها بالمناخ وموجات الحر التي تضرب الأرض.
الوهج الشمسي والانفجار
تتميز شمسنا بصفات مغناطيسية خاصة تُنتج أشكالا لا نعهدها على الأرض، ومنها تلك الحلقات الهائلة التي تسمى بالوهج الشمسي، وهي ضخمة لدرجة أن الواحدة منها قد تسع أكثر من ثلاث كرات بحجم كوكب الأرض.
وفي بعض الأحيان قد تنفجر واحدة من حلقات الوهج الشمسي مُطلِقة كمًّا هائلا من الطاقة والمادة إلى الفضاء بسرعات كبيرة جدا، وهو ما نسميه بـ"الانفجار الشمسي".
ولكن رغم أن التوهجات الشمسية وما يرتبط بها من أنشطة أخرى يمكن أن تقصف الغلاف الجوي الخارجي للأرض بكميات هائلة من الطاقة، فإن معظم هذه الطاقة تنعكس مرة أخرى في الفضاء بواسطة المجال المغناطيسي .
تُمتص الكثير من الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية من الشمس في غلافنا الجوي، وعندما تكون الشمس نشطة للغاية وينبعث منها المزيد من الإشعاع عالي الطاقة من القذف الكتلي الإكليلي أو العواصف الشمسية، فإن زيادة الإشعاع الممتص في الغلاف الحراري يمكن أن يتسبب في زيادة سخونة الغلاف الجوي.
والحقيقة العلمية أن التوهجات الشمسية أو أيًّا من صور النشاط الشمسي لا تتسبب في حدوث موجات حرارية على الأرض، لكن لها تأثيرات أخرى على كوكبنا.
ومن تلك التأثيرات أن يؤدي النشاط الكهرومغناطيسي المتزايد بسبب العواصف الشمسية أيضا إلى تعطيل شبكات الطاقة والاتصالات اللاسلكية، وقد يتعرض ركاب الطائرات التجارية التي تطير في مسارات قطبية إلى زيادة الإشعاع الكهرومغناطيسي.
ففي أبريل/نيسان 2022 تسبب اضطراب شمسي هائل في عدد من الانقطاعات بالاتصالات الراديوية في قارتَيْ آسيا وأستراليا، وفي 8 فبراير/شباط من نفس العام أعلنت شركة "سبيس إكس" (SpaceX) عن سقوط أكثر من 40 قمرا صناعيا تابعا لمشروع "ستارلينك" من مداره في الفضاء إلى الأرض، وذلك بعد 5 أيام فقط من إطلاقها، بسبب عاصفة جيومغناطيسية قوية ارتبطت بانفجار هائل على سطح الشمس أطلق نحو مليار طن من الجسيمات المشحونة إلى الفضاء باتجاه الأرض.
تغير المناخ وليس الشمس
أصبح من شبه المسلم به لدى علماء المناخ أن التغير المناخي هو المتسبب الرئيسي في التطرف المناخي حول العالم مثل موجات الحر الشديد التي نمر بها حاليا، إلى جانب موجات الجفاف أو العواصف والأعاصير الاستثنائية.
وفي تقرير سابق لها بالتعاون مع قد أوضحت (10) بالتعاون مع وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" أوضحت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أن النسبة المئوية لقدرة التغير في الإشعاع الشمسي خلال الدورة الشمسية على إحداث تغير في المناخ طفيفة للغاية ولا تكاد تُذكر، وإن كان لها تأثير ما -وهو أمر لا يزال موضع دراسة- فلا بد أنه سيكون مترافقا مع تأثيرات أخرى أقوى.
لكن ذلك لم يمنع بعض الباحثين من الافتراض أن تأثير النشاط الشمسي على مناخ الأرض يمكن أن يكون أكبر من المتوقع، لكن إلى جانب ذلك، فإنه حتى مع احتمالات وجود تلك التأثيرات، فإن العلماء يُجمعون أنها ستكون ضعيفة التأثير على المدى الطويل مقارنة بالتغير المناخي، الذي يُعتقد أنه المتسبب الرئيسي في موجات الحر الشديدة التي نمر بها حاليا، إلى جانب موجات الجفاف أو العواصف والأعاصير الاستثنائية، وغيرها.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS4xNDkg جزيرة ام اند امز