الإخوان وقمة المناخ بمصر.. هدير النجاح يبتلع أجندة الفوضى
امتهنوا التشويه والكذب وبات الخداع والتضليل سبيلهم للتلاعب بعقول الناس ونفث سموم فوضى سرعان ما يبتلعها هدير النجاحات وصدى الإنجازات.
هكذا هم الإخوان، التنظيم الذي ولد من رحم التطرف وترعرع في محاضن الإرهاب، والجماعة التي تنشط بعقلية مليشيات وعصابات تندس بالمجتمعات لنخرها وضرب أمنها واستقرارها.
ولأن الإخوان أعداء النجاح، عادت سهامهم لتنغرس مجددا بجسد مصر، البلد الذي خرج من براثنهم بإصرار وإرادة من شعبه بعد عام تجريبي واحد كان كافيا لكتابة السطر الأخير لحكمهم.
لكن بالنسبة لتنظيم يحفر تاريخه بدماء الشعوب، لم تكن تلك النهاية، بل بداية حرب شعواء يشنها ضد النظام وكل من لا ينخرط بمشروعه الدموي، وما حدث مؤخرا خير دليل.
والأحد، انطلقت على أرض السلام قمة المناخ بحضور دولي واسع يبدو أنه أحبط الإخوان ممن سعوا جاهدين إلى تشويه سمعة مصر ونشر الإشاعات والأكاذيب بهدف ضرب نسبة المشاركة.
أجندة فوضى
تقول مصادر مقربة من الإخوان إن التنظيم خطط لحشد أتباعه للتظاهر قبيل المؤتمر، عبر إيقاع أكبر قدر من الفوضى الأمنية من حرق أقسام وسيارات الشرطة، وإلقاء القنابل الحارقة على وسائل المواصلات سواء القطارات أو المركبات العمومية.
مخطط كان يرمي إلى بث الرعب في قلوب الضيوف وإثبات عجز الدولة عن حمايتهم، لكن بفشله، انتقل التنظيم للخطة (ب)، والتي تعتمد على "الإساءة" لرموز الدولة المصرية، بغرض إحداث ردود فعل غاضبة والدخول في معارك جانبية، تجعل مصر منشغلة عن التحضير والتجهيز اللائق للحدث العالمي.
إلا أن القاهرة لم تلتفت لتلك المهاترات، وانشغلت بعقد الترتيبات المناسبة ووضع الخطط للاستفادة من الحدث اقتصاديا وسياسيا ومعنويا، وهو تراءت ثماره سريعا بإعلان قادة العالم المشاركة في قمة المناخ.
وشكل نجاح المؤتمر "صفعة مدوّية" على وجه الإخوان وقادتها في الخارج، ممن يحاولون تشويه صورة مصر وإفشال قمة المناخ.
خطة ثالثة كان تنظيم الإخوان يستعد لها حال فشل خططه السابقة -بحسب مصادر "العين الإخبارية"، تتضمن التشكيك في المؤتمر، واللعب على "مشاعر" و"عواطف البسطاء"، والزعم بأن الأموال التي أنفقت على المؤتمر وعلى الضيوف، كان الفقراء والبسطاء أولى بها.
وما إن فشلت تلك الخطة الأخيرة حتى استنجد التنظيم ببدائل تستهدف استغلال المؤتمر للدعاية السياسية المضادة وتشوية سمعة مصر بملف حقوق الإنسان وبعض المسجونين، وترويج تقارير حقوقية غير دقيقة و"مغرضة"، أمام الوفود الدولية، لإحراج الدولة المصرية، بحسب المصادر.
سموم إخوانية
أذرع خبيثة تنفث سموم الأكاذيب عبر استغلال حدث عالمي، في مسعى رصدته مصر حيث قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن مركز المعلومات بالمجلس رصد 150 مقالا مدفوعة الأجر لوسائل الإعلام الأجنبية تستهدف تشويه صورة مصر".
وأضاف مدبولي أن "هذا الكم الهائل من المقالات المدفوعة يعني تعرض مصر لحملة ممنهجة من قوى تريد إثارة البلبلة، والتشكيك في قدرتنا على مواجهة التحديات في ظل أزمة عالمية تعاني منها كبري الاقتصاديات".
الإخوان تورط تركيا.. حملة أكاذيب وفيديوهات مفبركة جديدة ضد مصر
وتعليقا على الموضوع، يرى منير أديب الكاتب والباحث في الإسلامي السياسي أن الإخوان لا يشغلهم المناخ ولا عمارة الأرض، بل ما يعنيهم إلقاء الضوء على تنظيمهم للعودة للمشهد السياسي.
وقال أديب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الإخوان تعمل على تسييس أي قضية وأي وضع اقتصادي أو اجتماعي، ولهذا فهم يسيسون أي فاعلية عالمية أو دولية، ومؤتمر المناخ اعتبره الإخوان فرصة لن تتكرر، لوجود العديد من رؤساء الدول فأرادوا اللعب بورقة الناشط علاء عبد الفتاح زاعمين أنه يتعرض للقمع وتقييد حريته لكونه معارضًا في حين أنه مسجون بسبب قضية نشر أخبار كاذبة.
وأضاف أن الإخوان يمرون باسوآ حالات ضعفهم لدرجة أنهم غير قادرين على تنفيذ مهمة تشويه مصر أو قمة المناخ، إلا بالحضور إلى مصر واستغلال المساحات الممنوحة للناشطين البيئيين، ليتظاهروا رافعين شعاراتهم السياسية في مؤتمر لا علاقة له بالسياسيين، وحقوق الإنسان، لكن الإخوان يريدون أن يكونوا في بؤرة الاحتجاجات.
ويتفق عمرو فاروق الكاتب والباحث في الجماعات الإسلامية مع أديب على أن الإخوان دائما ما يستقوون بالخارج ضد أوطانهم.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن تاريخ الإخوان في التعاون والتعامل مع الغرب مثير للتعجب، فكل المواقف التي كانت مصر تخوض فيها نضالا من أجل التحرر والاستقلال، كان الإخوان يتدخلون ليفسدوها أو يفشلوها، وهذا حصل مع مصطفى مؤمن القيادي الإخواني أثناء عرض حكومة النقراشي القضية المصرية على مجلس الأمن عام 1947، إذ غافل الحراس واندس للداخل وظل يهتف حتى أخرجه الحراس".
ويستطرد فاروق قائلا: "كثيرة هي مواقف الإخوان التي يستغلون فيها أحداثاً لصالح موضوعهم فقط، لعل أحدثها وليس آخرها استغلال مؤتمر قمة المناخ"، مشيرًا إلى أن عقد المؤتمرات الصحفية هدفها تشويه مصر.
وأبدى عمرو فاروق تعجبه من الموقف الرسمي لبريطانيا والتي لا يشغلها ما تعانيه الشعوب جراء سياستها التصنيعية، ويشغلها مواطن يقضي فترة عقوبته قررها القضاء على جريمة وقعت في مصر.
ولفت إلى أنه "ليس من العدالة إفراج عن شخص لمجرد حصوله على الجنسية البريطانية، ثم إن ذات القضية تشمل آخرين فلماذا لم يدافع عنهم أحد؟، إلا إذا كانت القضية لا تتعلق بقمع الحريات ولكن القضية أن هناك مواطن مزدوج الجنسية تريد بريطانيا أن تجعله سببًا في الضغط على الدولة المصرية أو إحراجها".
الاستقواء بالخارج
لم تكن جماعة الإخوان قادرة على "تسيس قمة المناخ" وحدهم، وربما شجعهم على ذلك تصريح رئيس الوزراء البريطاني "ريشي سوناك" بأنه سيثير قضية علاء عبد الفتاح مع القيادة المصرية، وكذلك تصريح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون، الذي دعا للإفراج الفوري عن الكاتب والناشط المصري علاء عبدالفتاح.
تلك التصريحات اعتبرتها جماعة الإخوان الإرهابية إشارة للبدء باستغلال الحدث لتوجيه الأنظار نحو قضاياهم، حيث شرعوا في إثارة قضية الإفراج عن الناشط علاء عبد الفتاح المسجون في قضايا جنائية، بحسب السلطات المصرية، ولن ينهوها إلا بإثارة قضية الإخوان أنفسهم، والضغط على الدولة المصرية للموافقة على عودتهم مرة أخرى، أو على أقل تقدير تعكير صفو القمة، بنشر مغالطات حول ملف حقوق الإنسان.
محاولات الإخوان كانت وراء هجوم البرلماني المصري مصطفى بكري على سياسة بريطانيا، مشيرا إلى أن ممارسة الضغوط على مصر للإفراج عن علاء عبد الفتاح يمثل تدخلا سافرًا في الشؤون الداخلية المصرية.
هذا الأمر أعطى جماعة الإخوان، مساحة في قنواتهم لتغطية إضراب علاء عبد الفتاح عن الطعام والشراب، ومحاولة إثارة التعاطف، ومساحة لأخبار شقيقته وتحركاتها وتصريحاتها، التي أطلقتها فور وصولها إلى شرم الشيخ وزعمها أنها "جاءت من أجل إلقاء الضوء على قضية أخيها وإنقاذه من السجن".
سناء التي كانت تقود اعتصاما في الآونة الأخيرة أمام مبنى وزارة الخارجية البريطانية في لندن، قالت أيضا "أنا هنا للضغط على جميع القادة القادمين لمؤتمر المناخ، وخاصة رئيس الوزراء ريشي سوناك".
وشهد المؤتمر الصحفي الذي نظمته مجموعة DCJ، واقعة مؤسفة من جانب المنظمين، حيث اشتبكت سناء عبد الفتاح مع البرلماني المصري عمرو درويش، وأحد أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب، زاعمة غياب الحريات، وروجت أن شقيقها معارض ومسجون سياسي، الأمر الذي دفع البرلماني المصري للرد عليها بأن ما أوردته من معلومات مغلوطة، وأن شقيقها مسجون على خلفية قضية جنائية.
وعن حرية الرأي تساءل البرلماني المصري، كيف يمكن أن يكون هذا الادعاء صحيحا؟، وهي تتحدث على بعد أمتار صغيرة من المؤتمر ومن رئيس الدولة، وبعد خروجه، كتب البرلماني المصري عبر صفحته بموقع فيسبوك يقول إن "التدليس والخداع والاستقواء بالخارج أبرز سمات المؤتمر الصحفي لأسرة علاء عبدالفتاح".
وتلك ليست المرة الأولى التي يسيس فيها الإخوان أحداثًا إنسانيةً لخدمةً مشاريعهم، فقديمًا قاموا بتسيس الأعمال الخيرية وحملات التبرع لمن تهدمت منازلهم في زلزال الذي تعرضت له مصر عام 1992، وجعلوه موسمًا للهجوم على الدولة المصرية.
كما سيسوا الجمعيات الخيرية والأهلية التي باتت وسيلتهم لاقتحام بيوت البسطاء وضم من يصلح منهم للتنظيم وحشد العديد منهم للحصول على أصواتهم الانتخابية.
لكن كل محاولاتهم باءت بفشل ذريع يحاولون اليوم رأبه عبر نفس الأدوات المسمومة، لكن بفارق كبير وهو ارتفاع منسوب الوعي الشعبي حول العالم بأجندتهم الخبيثة.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA==
جزيرة ام اند امز
