استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة عن COP28: إنجاز غير مسبوق
أكد الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، أن التخارج من الوقود الأحفوري بجميع أنواعه أهم مخرجات الاتفاق النهائي لـCOP28، وهذا إنجاز غير مسبوق، ولأول مرة يتم النص عليه صراحة.
وأشار الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، عضو الهيئة الدولية الحكومية لتغير المناخ، إلى نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية في دورته الثامنة والعشرين COP28، وبذل رئاسته جهودا كبيرة قبل وفي أثناء المؤتمر، وهناك جهود كثيرة منتظرة لمتابعة التنفيذ الشامل والكامل لما تم اتخاذه من قرارات وتوصيات في ختام مؤتمر الأطراف.
وأوضح طنطاوي لـ"العين الإخبارية"، أن القرار الرئيسي للمؤتمر الذي تم اتخاذه المدرج في الوثيقة 17، في إطار اجتماعات الأطراف لاتفاق باريس، يأتي نتيجة لاجتماعات الحصيلة العالمية لخفض الانبعاثات المراجعة الأولى، وهذا القرار واجه صعوبات كثيرة للوصول إلى الصياغة النهائية التي تم اعتمادها اليوم، خاصة الفقرة 28، التي تشمل 8 فقرات فرعية، تتحدث عن الإجراءات التي يجب اتخاذها الفترة المقبلة.
وأضاف أن ما تم الإشارة إليه في هذه الفقرة يعتبر إنجازا غير مسبوق خاصة في الفقرة 28 د، التي تشير إلى الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري، ولأول مرة يتم ذكر الوقود الأحفوري، وتشمل (النفط والغاز والفحم)، وكان COP26 غلاسكو، ذكر الفحم وما بعده COP27، أشار إلى ما أشار إليه COP26، لكن لأول مرة يُذكر بشكل صريح "الوقود الأحفوري" على الرغم من أن التوقعات والأمنيات كانت تدعو إلى التخارج الكامل من الوقود الأحفوري، إلا أن الصياغة التي تم التوافق عليها بالابتعاد عنه هي صيغة توافقية وأفضل من لا شيء، وتمثل خطوة جيدة على مسار تحقيق الهدف الخاص بالاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية، بحلول 2050، لتحقيق التعادل الكربوني في قطاع الطاقة بوجه خاص طبقا للعلوم التي أشارت إليها الهيئة الحكومية الدولية للمناخ.
تحديات كبيرة
وذكر طنطاوي، أن التحديات التي سيواجهها نص الاتفاق النهائي لمخرجات مؤتمر الأمم المتحدة في دورته الثامنة والعشرين الذي عقد في دبي، هي "التنفيذ"، فالتنفيذ -حسب طنطاوي- يتطلب إرادة سياسية من القادة وتعاونا دوليا كبيرا وشفافا وإعداد تقارير الشفافية التي ستصدرها الدول كل عامين، وتبدأ من نهاية 2024، فكل الدول ملزمة بتقديم هذه التقارير.
ويتطلب كذلك الاتفاق النهائي لـCOP28، توفير آليات التنفيذ، وتتمثل في توفير التمويل وتوفير التكنولوجيات اللازمة والتدريب وبناء القدرات.
واعتبر طنطاوي أن هذه تحديات كبيرة ومهمة لتنفيذ هذه القرارات، وسوف تكون مشروطة بتوفير التمويلات اللازمة لتنفيذها.
ولفت طنطاوي إلى أن الفقرة الفرعية هـ تتحدث عن التخارج التام من دعم الوقود الأحفوري غير الكفء، وعدم تقديم الحكومات دعما للوقود غير الفعال أو غير الضروري والضار أكثر وانبعاثات كثيفة للكربون، وهذا القرار جديد، ويأخذ الكثير من التحليلات والجدال، وهناك بنود أخرى للهدف العالمي للتكيف الذي لم يتم الوصول إليه بشكل تام.
اتفاق تاريخي
واتفق ممثلون من نحو 198 دولة في قمة COP28 اليوم، الأربعاء على البدء في خفض الاستهلاك العالمي من الوقود الأحفوري لتجنب أسوأ ما في تغير المناخ، وهو أول اتفاق من نوعه يشير إلى نهاية النفط في نهاية المطاف. عمر.
وكان الهدف من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في دبي بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة هو إرسال إشارة قوية إلى المستثمرين وصانعي السياسات بأن العالم متحد في رغبته في التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري، وهو أمر يقول العلماء إنه آخر أمل لتفادي ذلك قبال الوقوع في كارثة المناخ.
تشمل الإنجازات الرئيسية لخطة عمل المؤتمر ما يأتي:• إطلاق دولة الإمارات صندوق "ألتيرّا" للاستثمار المناخي، وهو أداة تحفيزية خاصة لتمويل استثمارات العمل المناخي بقيمة 30 مليار دولار، ويسعى إلى جمع وتحفيز 250 مليار دولار إضافية لدعم العمل المناخي العالمي
• إقرار "إعلان الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي" من جانب 158 دولة، حيث يُدمج النُظم الغذائية والزراعة المستدامة بصفتها مكونات أساسية لتقديم استجابة حاسمة وشاملة لتداعيات تغير المناخ
• إقرار "إعلان الإمارات بشأن المناخ والصحة" من جانب 144 دولة، وذلك لتسريع التقدم المنشود في تطوير منظومات صحية عادلة ومستدامة ومرنة مناخياً
• إطلاق "المُسرِّع العالمي لخفض الانبعاثات"، وهو مجموعة من المبادرات الهادفة عبر القطاعين العام والخاص لتحفيز تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، ويشمل كلاً من:
• إقرار التعهد العالمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الذي يستهدف زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات إلى ما لا يقل عن 11 ألف غيغاواط، ومضاعفة المعدل السنوي لزيادة كفاءة الطاقة ليصل إلى أكثر من 4% بحلول 2030، ودعمته 130 دولة
• التوقيع على ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، الذي يُلزم المُوقعِّين عليه بإزالة انبعاثات غاز الميثان ووقف عمليات حرق الغاز بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 أو قبله، وانضم إليه حتى الآن 52 شركة تُمثِّل أكثر من 40% من شركات إنتاج النفط العالمي
• إطلاق تحالف "الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح" للمساهمة لدعم إدماج القادة المحليين في عمليات صنع القرارات المعنية بالعمل المناخي، ودعمته 67 دولة
• تَسلُّم رئاسة COP28 لبيان الشباب العالمي، الذي يتضمن مقترحات العمل المناخي الجماعية للأطفال والشباب من أكثر من 160 دولة حول العالم، ويأتي تسليمه بعد عام من المشاركات الشبابية التي رعتها سعادة شما المزروعي، أول رائدة مناخ للشباب.
وأكدت رئاسة COP28 عزمها على العمل لضمان تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في COP28، ومتابعته حتى COP29 وCOP30، مع وضع آليات لتتبع التقدم المحرز مقابل مستوى التنفيذ المطلوب، وبالفعل، وقعت رئاسة المؤتمر مذكرة تفاهم مع البرازيل، الدولة المستضيفة لـ COP30، لتعميق التعاون ورفع سقف الطموحات المناخية بحلول COP30.
وستدعم رئاسة COP28 تنفيذ اتفاقها مع البرازيل من خلال التعاون البناء مع أذربيجان الدولة المستضيفة لـ COP29 لضمان حضور الأطراف إلى COP30 بعدد من خطط العمل المناخية الطموحة التي تواكب التغيرات في هذا العقد الحاسم، بالإضافة إلى تشجيع الأطراف على تقديم مساهمات محددة وطنياً تشمل كافة القطاعات الاقتصادية، وتستند إلى الزخم الناتج عن COP28.