ختام الأسواق.. انتصار كبير للأسهم رغم الإصابات والنفط أبرز الخاسرين
رغم تأثيرات الإغلاق على الأسواق العالمية، فقد دعمت الصفقات الأسهم الأوروبية، بينما قادت القطاعات الآمنة صعود "الأمريكية".
ووسط تنامي إصابات كوفيد تنازل النفط عن مكاسبه عند الإغلاق، بضغوط أن تعرقل المخاوف من تنامي الإصابات الطلب على الوقود.
قال مايكل راين، المدير المسؤول عن الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إنه على مدى 36 يومًا حصل نحو 28 مليون شخص على جرعة من أحد اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في نحو 46 دولة حول العالم.
وعلى الرغم من بدء حملات التطعيم، عبر راين عن قلقه بشأن سرعة انتشار الفيروس الملحوظة في بعض البلدان، لا سيما بسبب المتحورات الجديدة الأكثر عدوى.
وتقترب حصيلة الوباء من مليوني وفاة بعد أكثر من سنة من ظهوره في الصين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس الأربعاء استنادًا إلى مصادر رسمية.
ستاندرد أند بورز يغلق مرتفعا
أغلق المؤشر ستاندرد أند بورز 500 على ارتفاع طفيف بختام جلسة الأربعاء في مكاسب قادتها القطاعات الآمنة نسبيا بينما يرقب المستثمرون مزيدا من التفاصيل عن خطة التحفيز المالي الأمريكية الجديدة ويشرع الكونجرس في جلسات لمساءلة الرئيس دونالد ترامب تمهيدا لعزله.
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد ارتفاعها لست جلسات متتالية، مما دعم القطاعات الآمنة الحساسة لسعر الفائدة مثل المرافق والعقارات، بينما اتسم أداء القطاعات الحساسة للدورة الاقتصادية بالضعف مقارنة بها.
وارتفع سهم إنتل ارتفاعا سريعا، بعد أن قالت شركة صناعة الرقائق إن بات جلسينجر الرئيس التنفيذي لشركة في.إم وير سيحل من الشهر القادم محل رئيسها التنفيذي بوب سوان.
كانت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية بلغت ذرى قياسية الأسبوع الماضي توقعا لحزمة ضخمة للإغاثة من كوفيد-19 حتى مع تصاعد عدم التيقن السياسي بعد واقعة اقتحام مبنى الكونجرس.
لكن المستثمرين بدوا عازفين قبل يوم من إعلان تفاصيل خطة إغاثة مالية يعتزمها الرئيس المنتخب جو بايدن.
وقالت منى مهاجان، مخططة الاستثمار لدى أليانز جلوبال إنفستورز في نيويورك، "المستثمرون يتطلعون منذ بعض الوقت إلى النصف الثاني من 2021. مازال الأمل يساورهم في إعادة فتح حقيقية للاقتصاد."
وبناء على بيانات غير رسمية، تراجع المؤشر داو جونز الصناعي 8.22 نقطة بما يعادل 0.03 بالمئة إلى 31060.47 نقطة، وزاد ستاندرد أند بورز 8.65 نقطة أو 0.23 بالمئة مسجلا 3809.84 نقطة، وتقدم المؤشر ناسداك المجمع 56.52 نقطة أو 0.43% ليصل إلى 13128.95 نقطة.
الصفقات ترفع أسهم أوروبا
أغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع طفيف ختام جلسة الأربعاء، إذ عوضت مكاسب أطلقتها الصفقات في كارفور الفرنسية وتليفونيكا الإسبانية أثر المخاوف حيال تشديد إجراءات الإغلاق المرتبطة بمكافحة كوفيد-19.
وصعد سهم كارفور 13.4 بالمئة إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس/آب 2019 بعد عرض استحواذ مفاجئ بقيمة 16.2 مليار يورو (19.72 مليار دولار) من شركة كندية لتشغيل المتاجر.
وقاد سهم شركة متاجر التجزئة مكاسب المؤشر كاك 40 في باريس، في حين ارتفع سهم منافستها الفرنسية كاسينو 3.9%.
وقفز سهم تليفونيكا 9.7% بعد أن اتفقت على بيع أبراج الهاتف المحمول التابعة لها في أوروبا وأمريكا اللاتينية إلى شركة تشغيل البنى التحتية للاتصالات أمريكان تاورز في الولايات المتحدة مقابل 7.7 مليار يورو (9.4 مليار دولار).
ورغم أن نشاط الصفقات أثار تحركات بالأسواق والقطاعات في المنطقة، فلم تزد مكاسب المؤشر ستوكس 600 على 0.1 بالمئة، إذ هدأت تعاملات المستثمرين بعد صعود قوي الأسبوع الماضي.
وكانت أسهم البنوك وشركات السفر وصناعة السيارات الأكثر نزولا بسبب المخاوف من أن طول أمد القيود المفروضة في أوروبا لكبح وتيرة الإصابات بفيروس كورونا قد يبطئ بدرجة أكبر تعافي الأرباح والنمو الاقتصادي.
قالت ألمانيا وبريطانيا وهولندا إن القيود المشددة لمواجهة كوفيد-19 ستستمر إلى أوائل فبراير شباط، وقالت إيطاليا إنها ستمدد حالة الطوارئ المفروضة بها إلى نهاية أبريل نيسان.
وارتفع سهم بورصة لندن 1.8 بالمئة بعد أن أعطت جهات مكافحة الاحتكار بالاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لاستحواذها على رفينيتيف.
مكاسب النفط تتبدد عند الإغلاق
تراجعت أسعار النفط ختام نعاملات الأربعاء، متخلية عن أحدث مكاسبها، بفعل المخاوف من أن يعرقل تنامي إصابات كوفيد-19 الطلب على الوقود.
كانت السوق عثرت على بعض الدعم من بيانات المخزون الأسبوعية التي أظهرت تراجعا في مخزونات الخام وزيادة إنتاج المصافي.
وانخفض خام برنت 52 سنتا بما يعادل 0.9% ليتحدد سعر التسوية عند 56.06 دولار للبرميل. وأغلق الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط على 52.91 دولار للبرميل، منخفضا 30 سنتا أو 0.6%.
انتعش الطلب على الوقود بعد تراجعه الصادم خلال الربيع الماضي في ظل تفاقم جائحة كوفيد-19، لكن الحكومات تواصل فرض قيود على السفر بما سيكبح، بحسب المحللين، الطلب على الوقود لأشهر.
وقال جيوفاني ستاونوفو محلل سوق النفط في يو.بي.إس "في حين أتوقع ارتفاع أسعار الخام على مدار الأشهر المقبلة، فحري بالمستثمرين ألا يغفلوا عن أن مسار ارتفاع الطلب على النفط وأسعاره سيظل مسارا وعرا."
تراجعت مخزونات الخام بالولايات المتحدة للأسبوع الخامس على التوالي، منخفضة 3.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما كانت توقعات المحلين في استطلاع أجرته رويترز لهبوط لا يتجاوز 2.3 مليون برميل، حيث زاد معدل استهلاك الخام بشركات التكرير، حسبما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وقال فيل فلين، كبير المحللين لدى برايس فيوتشرز جروب في شيكاجو، "شركات التكرير بدأت تلحظ تحسنا في مشهد الطلب وهذا لا يظهر فيما نراه بالولايات المتحدة فقط، بل في الخارج أيضا."