آخر جلسات عام كورونا.. كيف ودعت أسواق الأسهم والمعادن والنفط 2020؟
اختتمت المؤشرات الرئيسية بوول ستريت، عام الجائحة العاصف بمستويات قياسية، فيما خسرت أسعار النفط 20%، بينما حقق الذهب مكاسب قوية.
وأنهت الأسهم الأمريكية عاما مضطربا بمستويات قياسية للمؤشرين داو جونز الصناعي، وستاندرد آند بورز 500.
وحققت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة جميعها مكاسب سنوية قوية إلى مذهلة بالرغم من أن الاقتصاد عصف به فيروس كوفيد-19، إذ اتجهت أنظار المستثمرين إلى عالم ما بعد الجائحة.
مكاسب قياسية
فعلى أساس سنوي، حقق ستاندرد آند بورز 500 ربحا 16.3%، وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 7.2%، وتقدم ناسداك 43.6%.
وهي أكبر زيادة سنوية منذ 2009 بالنسبة للمؤشر الذي تشكل أسهم التكنولوجيا ثقلا عليه.
وفي جلسة الخميس، صعد المؤشر داو جونز الصناعي 196.92 نقطة، بما يعادل 0.65% إلى 30606.48 نقطة.
وأغلق المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا 24.03 نقطة، أو 0.64%، إلى 3756.07 نقطة.
وزاد المؤشر ناسداك المجمع 18.28 نقطة، أو 0.14%، إلى 12888.28 نقطة.
النفط يخسر 20% سنويا
ارتفعت أسعار الخام العالمية، الخميس، لكنها فقدت اكثر من خمس قيمتها في 2020، إذ تسببت إجراءات العزل العام لمكافحة فيروس كورونا المستجد في تقويض نشاط الاقتصاد العالمي، ودفعت أسواق النفط للتخبط.
وفي آخر أيام التداول في 2020، صعد برنت 17 سنتا ليبلغ سعر التسوية 51.80 دولار للبرميل.
وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 12 سنتا، لتجري تسويتها عند 48.52 دولار للبرميل.
خسائر سنوية
وعلى أساس سنوي، فقد برنت 21.5%، في حين خسر غرب تكساس الوسيط 20.5%.
وبلغت الأسعار في 2020 قاعها في أبريل/نيسان، إذ انهار الطلب على الوقود بسبب جائحة كوفيد-19 وبعد حرب سعرية بين عملاقي النفط السعودية وروسيا.
وهوى غرب تكساس الوسيط لمستوى متدن غير مسبوق عند سالب 40.32 دولار للبرميل، في حين تراجع برنت إلى 15.98 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 1999.
وارتفعت الأسعار عن هذه المستويات، وتسارعت وتيرة الزيادة بفضل التفاؤل في الأسواق حيال اللقاحات.
عام استثنائي
وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال مانجمنت بنيويورك "كان النصف الأول استثنائيا وغير مسبوق بما شهده من انحدار شديد ثم العودة المفاجئة للزيادة".
وأضاف: "كان الأمر فيما بعد أشبه بمتابعة لوحة وهي تجف بعد رسمها لعدة أشهر حتى أكتوبر/تشرين الأول".
ورغم أن الأسعار صعدت في الشهرين الأخيرين، ضغطت إجراءات الإغلاق الإضافية من جديد على الزيادة في الطلب على الوقود، كما زادت المخاوف بفعل سلالة جديدة شديدة العدوى من الفيروس.
وخلص استطلاع رأي شهري لرويترز اليوم إلى أنه من غير المتوقع أن تحقق أسعار النفط تقدما كبيرا في 2021.
مكاسب قوية للذهب
واستقر الذهب مع استمرار خسائر الدولار، الخميس، ليتجه المعدن لتحقيق أفضل أداء سنوي في عقد بدعم من الضبابية الاقتصادية وفي ظل توزيع الحكومات حول العالم تحفيز ضخم لتخفيف أثر جائحة كوفيد-19.
وجرى تداول الذهب في المعاملات الفورية عند مستوى 1892.97 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 18:53 بتوقيت جرينتش.
وجرت تسوية العقود الأمريكية الآجلة للذهب على زيادة 0.1% إلى 1895.10 دولار.
وربح المعدن النفيس 25% منذ بداية 2020، إذ تبنت بنوك مركزية وحكومات عالميا إجراءات تحفيز اقتصادي، مما يمهد الطريق لارتفاع التضخم وتراجع قيمة العملة.
يعتبر الذهب الذي لا يدر عائدا تحوطا في مواجهة التضخم الذي من المرجح أن ينجم عن إجراءات التحفيز المالي غير المسبوقة والسياسات النقدية فائقة التيسير.
أفضل أداء الفضة
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فاق أداء الفضة الذهب هذا العام بمكسب 48% تقريبا، وهو أفضل أداء سنوي منذ 2010، لكن السعر الفوري للفضة نزل 1.2% اليوم إلى 26.30 دولار للأوقية.
وقال أولي هانسن المحلل لدى بنك ساكسو "نتوقع مزيدا من التفوق لأداء الفضة في 2021 على أساس وجود المزيد من الظروف المواتية بفعل التحول نحو الطاقة الأكثر نظافة، مما يرفع الطلب الصناعي، إلى جانب التعافي الاقتصادي المتوقع، وهو ما يعود بالنفع على الفضة أكثر منه على الذهب".
ويتجه البلاديوم لتسجيل مكاسب للعام الخامس على التوالي، إذ ربح 25% في 2020، في حين يتجه البلاتين لتحقيق ثاني زيادة سنوية على التوالي بارتفاعه 10%.
وقفز البلاديوم اليوم 3% إلى 2433.61 دولار، وتراجع البلاتين 0.2% إلى 1063.52 دولار للأوقية.