لمحبي القهوة.. تقلل مخاطر الإصابة بـ"مرض عقلي"
كشف بحث أسترالي أن زيادة استهلاك القهوة يمكنه الحماية من مرض ألزهايمر عن طريق الحد من التدهور المعرفي المرتبط بهذا النوع من الخرف.
وقيّم البحث، الذي أجراه متخصصون في جامعة إديث كوان في ضاحية جوندالوب بأستراليا الغربية، آثار استهلاك القهوة على الصحة الإدراكية لأكثر من 2000 أسترالي لمدة 10 أعوام، وأظهر نتائج واعدة لمحبي هذا المشروب، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
وأجرى الباحثون الأستراليون تقييمات معرفية باستخدام مجموعة مختارة من المقاييس النفسية.
وقاست هذه التقييمات 6 مجالات معرفية، هي ذاكرة الاسترجاع العرضية، وذاكرة التعرف، والوظيفة التنفيذية، واللغة، والانتباه وسرعة المعالجة، والمركب المعرفي لمرض ألزهايمر قبل السريري.
وخضعت مجموعة فرعية من 60 مشاركاً لفحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (تقنية تصوير في الطب النووي تبين صور ثلاثية الأبعاد لبعض أعضاء الجسم) للدماغ لتقييم تراكم بيتا أميلويد (نوع من البروتينات التي تتواجد على امتداد أغشية خلايا الثدييات وبعض أنواع الديدان والحشرات) في الدماغ.
وقامت مجموعة فرعية أخرى من 51 مشاركاً بإجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم ضمور حجم الدماغ.
ونُشر التحليل، الذي يعد جزءاً من الدراسة الأسترالية للتصوير والعلامات الحيوية وأسلوب الحياة للشيخوخة، في مجلة Frontiers of Aging Neuroscience.
وأظهر تحليل البيانات أن زيادة استهلاك القهوة أدت إلى نتائج إيجابية تتعلق بمجالات محددة من الوظيفة الإدراكية، وخاصة في الوظيفة التنفيذية، والتي تشمل التخطيط وضبط النفس والانتباه.
كما ربطت الزيادة في استهلاك القهوة بإبطاء تراكم بروتين الأميلويد في الدماغ على مدى 126 شهراً، وهو جانب مهم في تطور مرض ألزهايمر.
وأوضحت الدكتورة سامانثا جاردينر المؤلفة الرئيسية للتحليل: "وجدنا أن المشاركين الذين لا يعانون من مشاكل في الذاكرة وكانوا يستهلكون كميات أكبر من القهوة في بداية الدراسة كانوا أقل عرضة للإصابة بالضعف الإدراكي (الذي غالباً ما يسبق مرض ألزهايمر) أو الإصابة بمرض ألزهايمر على مدار الدراسة".
وتشير الأبحاث إلى أنه قد يكون من الأفضل شرب كوبين من القهوة يومياً بدلاً من كوب واحد، على الرغم من أن الدراسة لم تحدد عدد الأكواب التي يمكن أن توفر تأثيراً مفيداً.
وأوضحت جاردينر: "إذا كان متوسط فنجان القهوة محلي الصنع هو 240 جراماً، فإن زيادته إلى فنجانين يومياً يمكن أن تقلل التدهور المعرفي بنسبة 8% بعد 18 شهراً، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى انخفاض بنسبة 5% في تراكم الأميلويد في الدماغ خلال الفترة الزمنية نفسها".
ومع ذلك، لم ينجح الباحثون في تحديد أي مركب في القهوة يبدو أنه يؤثر بشكل إيجابي على صحة الدماغ، على الرغم من ارتباط الكافيين بالنتائج.
وتشير البيانات الأولية إلى أن الكافيين قد لا يكون المركب الوحيد الذي يحتمل أن يؤخر مرض ألزهايمر.
وأيضاً لم تتمكن الدراسة من التمييز بين استهلاك القهوة التي تحتوي على الكافيين أو منزوعة الكافيين، وكذلك تأثير طريقة التحضير أو كمية السكر أو الحليب التي يمكن إضافتها.
وأشارت جاردينر إلى أن هذه النتائج "يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص المعرضين لخطر التدهور المعرفي ولكن لم تظهر عليهم أي أعراض".
يذكر أن أكثر من 55 مليون شخص حول العالم مصابون بالخرف، وأكثر أنواع الخرف شيوعاً هو مرض ألزهايمر (AD)، والذي يعتقد الخبراء أنه مسؤول عن 50-75% من حالات الخرف.