ما الأحواض العلوية الباردة التي أغرقت 10 دول عربية بالأمطار؟ (خاص)
كشف خبير في الأرصاد الجوية السر وراء الأحوال الجوية غير المستقرة التي تضرب 10 دول عربية، مُسببة أمطارا رعدية متفاوتة الشدة.
وقال د.خالد زين الدين، الجبير في الأرصاد الجوية، إن الأمطار الممتدة من المغرب العربي حتى العراق وشمال الجزيرة العربية، «ليس مجرد حالة مطرية عابرة»، بل نتيجة مباشرة لاندفاع أحواض علوية باردة في طبقات الجو العليا، وهي مناطق واسعة من الهواء شديد البرودة تهبط من القطب الشمالي مع اضطرابات التيار النفاث، وتعمل كمحرك رئيسي للحالات الجوية العميقة في منطقتنا.

وأوضح أن البداية جاءت مع الاحترار الاستراتوسفيري المفاجئ فوق الدوامة القطبية، وهو حدث نادر يؤدي إلى إضعاف التيار النفاث وانكساره إلى موجات، مما يسمح بانزلاق كتل هوائية باردة نحو خطوط عرض أدنى، خاصة منطقة المغرب العربي.
ومع وصول هذا الهواء البارد لطبقات الجو العليا، حدث تفاعل قوي مع رطوبة دافئة مدارية قادمة من الجنوب، ما ولد اضطرابات جوية شديدة في المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
وأضاف زين الدين، أن نماذج الطقس الحاسوبية رصدت لاحقا تحرك هذه الأحواض الباردة شرقا، لتصل إلى الحوض الشرقي للمتوسط مع بداية الأسبوع الجاري، بالتزامن مع استجابة فعالة لمنخفض البحر الأحمر، ما أدى لاندفاع إضافي للرطوبة المدارية من السودان والبحر الأحمر.
وتابع الخبير: "هذا المشهد الجوي المركب هو ما جعل الأمطار تهطل على مصر وبلاد الشام والسعودية والعراق وربما الكويت في آن واحد، فيما يشبه سلسلة مترابطة من الأحداث الجوية امتدت من الأطلسي حتى الخليج".

وأكد أن الأحواض العلوية الباردة تعمل كمنظومة ديناميكية تُعزز تطور السحب الركامية العميقة، فكلما اندفع حوض بارد جديد ازدادت قوة الحالة، وهو ما يفسر استمرار الأمطار لأيام وامتدادها الجغرافي الواسع.
وختم زين الدين تصريحاته قائلًا: "نحن أمام مثال واضح لكيف يمكن للتغيرات في طبقات الجو العليا، خصوصًا الأحواض الباردة، أن تعيد رسم خريطة الطقس في العالم العربي خلال أيام معدودة، وفهم هذه الظواهر بات ضرورة للتنبؤ الدقيق وتقليل المخاطر على السكان والبُنى التحتية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg جزيرة ام اند امز