بعد انهيارها.. غرض وحيد تشتريه عملة فنزويلا
في العام الماضي خسرت عملة البوليفار الفنزويلي 95.7% من قيمتها، ثم تدهورت مجددا مطلع 2021 لتفقد 38,14%، ولم تعد صالحة إلا لغرض واحد.
وأمام هذا التدهور المتواصل في عملتهم والتضخم الخارج عن السيطرة، يلجأ الفنزويليون أكثر فأكثر إلى استخدام الدولار.
وتعززت أزمة الثقة هذه بالعملة المحلية جراء أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها فنزويلا في تاريخها الحديث.
- "لن نقبل".. واشنطن تحذر من تنامي وجود إيران بفنزويلا
- الاستغلال الإيراني تفضحه أزمة فنزويلا.. بنزين طهران مقابل ذهب كاراكاس
وانخفض إجمالي الناتج الداخلي في هذا البلد الأمريكي اللاتيني، الذي كان من بين أكثر دول القارة ازدهاراً، إلى النصف بين 2013 و2019.
ماذا يشتري البوليفار؟
وأمام هذا الربط غير الرسمي للاقتصاد بالدولار، يضطر التجار لاستخدام طرق الدفع الإلكترونية حصراً لكل المبيعات بالبوليفار، حتى ولو كان ذلك مقابل رغيف خبز فقط، لإ شيء واحد.. الحافلات.
في التنقلات الداخلية في البلاد، تتقاضى حافلات النقل بين المدن رسومها بالبوليفار عبر كافة طرق الدفع الإلكترونية، خصوصاً عبر الهواتف الذكية.
لكن هذا النوع من التحويلات المالية الذي يستلزم أن يكتب الشخص رقم هويته ثم كلمة مرور، يبدو من المستحيلات في حافلات العاصمة المكتظة، حيث لا يزال عدد من يستقلونها كبيراً على الرغم من تفشي وباء كوفيد-19.
أغراض جديدة للحافلات
وبسبب غياب شركة للنقل العام، تؤمن شركات تعاونية صغرى خدمات التنقل في العاصمة الفنزويلية. وهذا القطاع الوحيد الذي لا يزال يستخدم العملة المحلية نقداً بسبب غياب البديل.
تصعد امرأة على متن حافلة، تعطي السائق ورقة دولار ويعيد إليها حزمةً من البوليفار.
ويقول مارسيلو موريت الذي يقود حافلةً يملكها بنفسه "لقد تحولنا إلى مراكز صرف عملة!".
وتقول ليزبيث ليل البالغة 39 عاماً لفرانس برس إن "البوليفار يؤمن فقط رحلة في الحافلة (...) لا يمكن شراء أي شيء آخر به".
هذا التبادل في العملات يشكّل ربحاً للسائق كما الركاب.
وحين يدفع الراكب مقابل بطاقة الحافلة البالغ سعرها 150 ألف بوليفار (9 سنتات من الدولار)، يتلقى في المقابل ما يعادل 1,3 مليون بوليفار نقداً، يضمن بها عشرات الرحلات في الحافلة ويتجنّب الانتظار الذي لا نهاية له أمام المصارف.
ولا تعطي المصارف نقداً إلا 400 ألف بوليفار في اليوم في مدينة غالباً ما لا تعمل فيها الصرافات الآلية.
بالنسبة للسائقين، وأمام صعوبة الحصول على البوليفار، يشكّل سعر صرفهم للدولار الأدنى بنحو 30% من السعر الرسمي، صفقة رابحة.
لكن، من خلف عجلة القيادة، يخشى مارسيلو موريت من أن نقص السيولة سيجعل من عمله أمراً مستحيلاً، عاجلاً أم آجلاً، ويقول: "في كل مرة (يرتفع فيها سعر الدولار)، يجب أن نعيد (للركاب) مزيداً من البوليفار".
الربط بالدولار
وتعهد الرئيس نيكولاس مادورو، الذي اعتبر بنفسه أن ربط الاقتصاد بالدولار يشكل "صمام أمان" أمام العقوبات الأمريكية، بوضع نظام دفع إلكتروني للحافلات في العاصمة.
إلا أن الاقتصادي خيسوس كاسيك يرى أن ذلك "لا يعالج شيئاً".
ويضيف في حديث لفرانس برس "المشكلة الأساسية تبقى قائمة: البنك المركزي يواصل معالجة العجز بالنقد والحكومة، وبدل أن تصحح الاختلالات في الاقتصاد، تزيد من تعقيدها".
ويشير مكتب "إيكو أناليتيكا" إلى أن نصف السكان لا يملكون إمكانية للحصول على الدولار بشكل دوري، على الرغم من أن 65,9% من التحويلات التجارية في فنزويلا تتم بالدولار.
وتضخّم هذه الظاهرة يزيد الهوة الاجتماعية بحسب كاسيك، مع العلم أن أربعة من كل خمسة فنزويليين لا يحصلون على عائدات تكفيهم لشراء الطعام، وفق دراسة أعدتها الجامعات الرئيسية في البلاد.
ويقول السائق مارسيلو موريت "بعض الركاب يقومون بالمقايضة يقدمون كيلو من الأرزّ يدفعون به ثمن التذكرة ويحصلون على الفرق" بالبوليفار.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA=
جزيرة ام اند امز