الاستغلال الإيراني تفضحه أزمة فنزويلا.. بنزين طهران مقابل ذهب كاراكاس
مع استمرار عجز إيران عن إيجاد طرق للالتفاف على العقوبات الأمريكية، خاصة المرتبطة بالنفط وتسويقه، تواصل طهران استغلالها لأزمة فنزويلا.
وضمن خطوات البحث عن قنوات للحصول على مقابل لبيع النفط أو مشتقاته، وجدت أن تسويق المشتقات النفطية لفنزويلا قد يساعدها على توفير السيولة النقدية الأجنبية، والتي تواجه طهران شحا في الحصول عليها.
وخلال وقت سابق الإثنين، أفادت وسائل إعلام أمريكية بوصول ناقلة نفط إيرانية إلى السواحل الفنزويلية لتحميل كميات من النفط، ضمن إطار الاتفاقات المشتركة بين البلدين.
- طهران تواصل الاستفزاز.. ثاني ناقلة إيرانية محملة بالوقود تصل فنزويلا
- أزمة طوابير الوقود في فنزويلا تنعش الاستغلال الإيراني
ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية نقلا عن وثائق لديها أن ناقلة تسمى "ندروس" استأجرتها شركة النفط الإيرانية وصلت إلى ميناء جوزيه لتحميل نحو 1.9 مليون برميل من النفط. وقالت الوكالة إن طهران تزود فنزويلا بالبنزين والمواد الغذائية وكاراكاس تزود إيران بالذهب كدفع مقابل هذه المساعدات.
وتعاني فنزويلا من نقص في المحروقات، على الرغم من أنها تملك احتياطيات هائلة من النفط، بسبب تراجع الإنتاج، في أزمة زادها تفشي وباء كوفيد-19 ونتائجه الاقتصادية حدة.
إلا أن الخطوة الحالية بين إيران وفنزويلا تعتبر وسيلة غير ناجعة لحصول طهران على السيولة النقدية، خاصة وأن النفط الخام اللازم لتكرير المشتقات هو نفط فنزويلا ويعود إليها على شكل مشتقات.
وبحسب تقرير سابق لـ"بلومبرج"، فإن طهران تتقاضى من فنزويلا قيمة التكرير والنقل من سواحلها وإليها، وهو سيولة لن تغطي أيا من التزامات طهران المقومة بالنقد الأجنبي، والذي أسهم شح وفرتها إلى انتعاش سوق العملة الموازية.
وهذه المرة الثانية التي يتم فيها تحميل الخام من فنزويلا لصالح الشركة الوطنية الإيرانية للنفط، بعد أن قامت سفينة أخرى تحمل اسم "هورس" التي ترفع العلم الإيراني، في سبتمبر/ أيلول الماضي، بتحميل الخام الفنزويلي لصالح الشركة الحكومية الإيرانية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة النفط الفنزويلية، في إطار سلسلة من الإجراءات للضغط على الرئيس الفنزويلي المطعون في شرعيته، نيكولاس مادورو، وفرضت عقوبات على قطاع النفط الإيراني في محاول لكبح جماح برنامج طهران النووي.
ويشير مسؤولون أمريكيون وغربيون إلى أن إيران تحصل على الذهب مقابل الوقود من ودائع فنزويلا الضخمة، وقد عطلت الولايات المتحدة بعض شحنات الوقود هذه.
وتظهر بيانات (أوبك) حجم الضرر الذي تعرضت له طهران منذ العقوبات الأمريكية عليها في أغسطس/ آب 2018 وارتفعت حدتها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في تقريرها الشهري الصادر الشهر الماضي، إن إنتاج إيران النفطي، بلغ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نحو 1.958 مليون برميل يوميا.
ومنذ مارس/ آذار الماضي، لم تنجح إيران في زيادة إنتاجها النفطي لمليوني برميل يوميا، وسط تعليق الطلب العالمي على الخام، امتثالا للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ أغسطس/ آب 2018 وتم تشديدها في نوفمبر/ تشرين الثاني لنفس العام.
وفي 2018، بلغ متوسط الإنتاج اليومي للنفط الخام من جانب إيران نحو 3.553 مليون برميل يومياً، بينما بلغ متوسط إنتاجها اليومي في 2019، نحو 2.356 مليون برميل يوميا، وفق بيانات المنظمة الرسمية.