طهران تواصل الاستفزاز.. ثاني ناقلة إيرانية محملة بالوقود تصل فنزويلا
إيران تنوي تسليم 820 ألف برميل من البنزين الإيراني وأصناف وقود الأخرى إلى شركة النفط الوطنية الفنزويلية عبر 3 ناقلات
تواصل إيران استفزاز واشنطن بإرسال شحنات الوقود إلى فنزويلا، لتصريف نفطها الراكد تحت ضغط العقوبات الأمريكية منذ أشهر، فيما تتابع واشنطن بقلق أعمال إيران المتعلقة بكاراكاس التي تخضع أيضا لعقوبات أمريكية.
ودخلت الناقلة الثانية من مجموعة من 3 ناقلات إيرانية المياه الفنزويلية، الأربعاء، لتنقل الوقود إلى البلد الذي تشتد حاجته إلى البنزين، والذي يعاني في ظل انهيار صناعته النفطية، وعقوبات أمريكية أصابت الواردات والصادرات بالشلل.
وتفيد بيانات تتبع الناقلات على رفينيتيف أيكون ومصادر أن السفينة "فورشين" التي ترفع العلم الإيراني قد دخلت مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة لفنزويلا في الساعة 05:45 بتوقيت جرينتش، متخذة نفس مسار السفينة "فورست" التي رست بميناء البالتيو الفنزويلي، الاثنين، لتفريغ حمولتها من الوقود.
ومن المنتظر وصول السفينة الثالثة "فاكسون" في وقت لاحق هذا الأسبوع، متممة بذلك تسليم نحو 820 ألف برميل من البنزين الإيراني وأصناف وقود أخرى إلى شركة النفط الوطنية الفنزويلية، حسبما تفيده البيانات.
وعبرت السفن الثلاث المحيط الأطلسي دون أي مشاكل حتى الآن.
ولم ترد الشركة الفنزويلية ولا وزارة النفط على طلبات للتعليق.
وتخضع فنزويلا وإيران لعقوبات أمريكية شلت صناعة النفط في البلدين، لكنهما عززتا تعاونهما هذا العام بزيادة التجارة الثنائية التي شملت حتى الآن النفط الخام والمكثفات ومكونات مصافي التكرير والذهب والمواد الغذائية
وتعاني فنزويلا من أزمة نقص الوقود ، والبنزين، ما أدي مجددًا لطوابير طويلة بالعاصمة، ما يزيد المخاوف الدولية حول استغلال إيران لأزمتها لتسويق نفطها الراكد تحت غطاء إنقاذ الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.
وكانت الولايات المتحدة حذرت من رحلات مشبوهة بين طهران و العاصمة الفنزويلية، وسط تقارير عن دفع فنزويلا "الذهب" لإيران مقابل شحنات النفط.
وفي 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن 3 ناقلات إيرانية كانت قد أوصلت الوقود إلى فنزويلا في وقت سابق من العام أغلقت أجهزة التعقب الخاصة بها لمدة تصل 3 أسابيع، مما أثار الشكوك بين متعقبي السفن العالميين حول أن الناقلات توجهت إلى الحليف الإيراني مجددًا.
وتتبع إيران أسلوب التخفي لتجنب أن ترصدها الولايات المتحدة التي تسعى لمنع توصيل الشحنات إلى فنزويلا، في حملة تستهدف إجبار الرئيس نيكولاس مادورو على التنحي من السلطة.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن فنزويلا لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم، لكنها غير قادرة على تكرير ما يكفي من الخام لتلبية احتياجاتها المحلية.
وتلقي حكومة مادورو باللوم في ذلك على العقوبات الأمريكية المقوضة، بينما يقول المنتقدين إن عقدين من الفساد وسوء الإدارة تحت حكم اشتراكي جعل صناعة النفط التي كانت مزدهرة تعيش حالة انهيار.
واستقبلت السلطات الفنزويلية في مايو/آيار الماضي 5 ناقلات إيرانية محملة بالوقود. وفي حين قوبلت إمدادات الوقود الإيرانية البالغة نحو 1.53 مليون برميل من البنزين، بترحيب من فنزويلا، إلا أنها تعرضت لانتقادات من السلطات الأمريكية لأن البلدين العضوين في منظمة أوبك يخضعان لعقوبات أمريكية.
ولم تعلن الحكومة الفنزويلية كيف تدفع ثمن شحنات الوقود و خزائنها فارغة.. لكن المعارض خوان جاريدو يتهم نيكولاس مادورو بشراء الوقود الإيراني بواسطة الذهب المستخرج بشكل غير شرعي من المناطق الغنية بالمعادن في جنوب البلاد. وهي اتهامات تدعمها واشنطن.
لكن منذ شهر صادر مسؤولون أمريكيون شحنات وقود إيرانية في طريقها إلى مادورو في أسطول مكون من أربع سفن ذات ملكية يونانية وترفع علم ليبيريا.
ولم تستخدم القوة العسكرية في عمليات الضبط ولم تتم مصادرة السفن ماديًا، غير أن المسؤولين الأمريكيين هددوا ملاك السفن والقباطنة بالتعرض للعقوبات من أجل إجبارهم على تسليم الشحنة.
ويضرب الحظر الأمريكي على النفط الفنزويلي بقوة قطاعاً كان ينهار أصلاً.
ولم تعد فنزويلا تنتج سوى 620 ألف برميل في اليوم مقابل ثلاثة ملايين برميل منذ عشر سنوات، وفق منظمة منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك".
وبالتالي فإن فنزويلا عالقة في حلقة مفرغة. وبما أن خزائنها فارغة بسبب انهيار إنتاجها النفطي، ليس لديها المال لاستيراد المحروقات.
ومن دون محروقات، النشاط الاقتصادي متعثّر، وهو ما يزيد فرص طهران لاستغلال أزمة البلد الواقعة في أمريكا اللاتينية تحت غطاء المساعدة.
وقبل العزل الذي فُرض في منتصف مارس/آذار الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المتسجدّ، كانت فنزويلا تستهلك بين 70 و80 ألف برميل يومياً، وفق المحلل خوسيه تورو هاردي، الرئيس السابق لشركة النفط الحكومية في فنزويلا.