أزمة طوابير الوقود في فنزويلا تنعش الاستغلال الإيراني
ثلاث ناقلات إيرانية كانت قد أوصلت الوقود إلى فنزويلا في وقت سابق من العام أغلقت أجهزة التعقب الخاصة بها
ما زالت الحكومة الإيرانية تحاول بشتى الطرق تصريف نفطها الراكد تحت ضغط العقوبات الأمريكية منذ أشهر، ومواصلة الاستفزاز بإرسال شحنات الوقود إلى فنزويلا، فيما تتابع واشنطن بقلق أعمال إيران المتعلقة بكاراكاس.
وعاد نقص البنزين إلى فنزويلا مجددًا متسببًا في طوابير طويلة بالعاصمة، ما يزيد المخاوف الدولية حول استغلال إيران لأزمتها لتسويق نفطها الراكد تحت غطاء إنقاذ الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.
وكانت الولايات المتحدة حذرت من رحلات مشبوهة بين طهران و العاصمة الفنزويلية، وسط تقارير عن دفع فنزويلا "الذهب" لإيران مقابل شحنات النفط.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أمس الثلاثاء، أن ثلاث ناقلات إيرانية كانت قد أوصلت الوقود إلى فنزويلا في وقت سابق من العام أغلقت أجهزة التعقب الخاصة بها لمدة تصل ثلاثة أسابيع، مما أثار الشكوك بين متعقبي السفن العالميين حول أن الناقلات توجهت إلى الحليف الإيراني مجددًا.
وتتبع إيران أسلوب التخفي لتجنب أن ترصدها الولايات المتحدة التي تسعى لمنع توصيل الشحنات إلى فنزويلا، في حملة تستهدف إجبار الرئيس نيكولاس مادورو على التنحي من السلطة.
وقال أمير مدني، العضو المؤسس بشركة "تانكر تراكرز" المستقلة المتخصصة في تتبع ناقلات النفط إنه من الممكن أن تكون الثلاث ناقلات أطفأت أجهزة الإرسال والاستقبال طوال رحلتها بأكملها إلى فنزويلا.
وأضاف مدني، الذي يتتبع الشحنات باستخدام تصوير الأقمار الصناعية وبيانات التتبع البحرية: "صراحة، لن أتفاجأ الآن في هذه المرحلة، بالنظر إلى أن الإيرانيين يجربون أسبوعًا باستخدام أساليب مراوغة جديدة. إنهم يتلاعبون حقًا في هذا الأمر، للتهرب من الرقابة الأمريكية الصارمة."
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن فنزويلا لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم، لكنها غير قادرة على تكرير ما يكفي من الخام لتلبية احتياجاتها المحلية، وتلقي حكومة مادورو باللوم في ذلك على العقوبات الأمريكية المقوضة، بينما يقول المنتقدين إن عقدين من الفساد وسوء الإدارة تحت حكم اشتراكي جعل صناعة النفط التي كانت مزدهرة تعيش حالة انهيار.
- أمريكا تدرج 4 أفراد في القائمة السوداء لتدخلهم بانتخابات فنزويلا
- إدارة ترامب تدرس فرض عقوبات أكثر شدة على "نفط فنزويلا"
ولم يتضح ما إن كانت إيران تحاول إرسال الوقود عبر سفنها، وحال ثبت صحة الأمر، ستصبح هذه هي المرة الثالثة هذا العام التي ترسل فيها إيران شحنات وقود إلى فنزويلا في إطار الشراكة بين البلدين اللذين تستهدفهما الولايات المتحدة بسبب نظامي الحكم الاستبدادي هناك، وفقا لـ"أسوشيتد برس"
واستقبلت السلطات الفنزويلية في مايو/آيار الماضي 5 ناقلات إيرانية محملة بالوقود. وفي حين قوبلت إمدادات الوقود الإيرانية البالغة نحو 1.53 مليون برميل من البنزين، بترحيب من فنزويلا، إلا أنها تعرضت لانتقادات من السلطات الأمريكية لأن البلدين العضوين في منظمة أوبك يخضعان لعقوبات أمريكية.
ولم تعلن الحكومة الفنزويلية كيف تدفع ثمن شحنات الوقود و خزائنها فارغة.. لكن المعارض خوان جاريدو يتهم نيكولاس مادورو بشراء الوقود الإيراني بواسطة الذهب المستخرج بشكل غير شرعي من المناطق الغنية بالمعادن في جنوب البلاد. وهي اتهامات تدعمها واشنطن.
لكن منذ شهر صادر مسؤولون أمريكيون شحنات وقود إيرانية في طريقها إلى مادورو في أسطول مكون من أربع سفن ذات ملكية يونانية وترفع علم ليبيريا.
ولم تستخدم القوة العسكرية في عمليات الضبط ولم تتم مصادرة السفن ماديًا، غير أن المسؤولين الأمريكيين هددوا ملاك السفن والقباطنة بالتعرض للعقوبات من أجل إجبارهم على تسليم الشحنة.
ويضرب الحظر الأمريكي على النفط الفنزويلي بقوة قطاعاً كان ينهار أصلاً. ولم تعد فنزويلا تنتج سوى 620 ألف برميل في اليوم مقابل ثلاثة ملايين برميل منذ عشر سنوات، وفق منظمة منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك".
وبالتالي فإن فنزويلا عالقة في حلقة مفرغة. وبما أن خزائنها فارغة بسبب انهيار إنتاجها النفطي، ليس لديها المال لاستيراد المحروقات. ومن دون محروقات، النشاط الاقتصادي متعثّر، وهو ما يزيد فرص طهران لاستغالا أزمة البلد الواقعة في أمريكا اللاتينية تحت غطاء المساعدة.
وقبل العزل الذي فُرض في منتصف مارس/آذار الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المتسجدّ، كانت فنزويلا تستهلك بين 70 و80 ألف برميل يومياً، وفق المحلل خوسيه تورو هاردي، الرئيس السابق لشركة النفط الحكومية في فنزويلا.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز