أقرب شركاء أمريكا.. كولومبيا تعتزم الانضمام لـ«الحزام والطريق» الصينية

أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أمس الثلاثاء أنّه يعتزم خلال زيارته المقررة إلى الصين الأسبوع المقبل، توقيع خطاب نوايا لانضمام بلاده إلى مبادرة "الحزام والطريق" الاقتصادية والتجارية، في خطوة من شأنها إعادة الزخم للمبادرة.
وتُعد مبادرة الحزام والطريق ركيزة أساسية في مساعي الرئيس الصيني شي جين بينغ لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي لبلاده في الخارج.
ولأكثر من عقد من الزمان، وفرت المبادرة استثمارات في البنية التحتية وغيرها من المشاريع الكبرى حول العالم، مانحةً بكين مساحات مشتركة للتعاون سياسياً واقتصادياً.
أقرب وأوثق شركاء الولايات المتحدة
وحتى الآن، كانت كولومبيا من أقرب وأوثق شركاء الولايات المتحدة في التجارة والأمن في أمريكا اللاتينية.
لكن وصول أول رئيس يساري لكولومبيا، وولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية المليئة بالرسوم الجمركية، عرقلا العلاقة.
وتجادل الزعيمان علناً على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن عمليات الترحيل للمهاجرين، وتبادلا التهديدات بفرض رسوم جمركية متبادلة.
وفي 26 يناير/كانون الثاني، منع بيترو دخول طائرتين عسكريتين أمريكيتين تقلان مئات الكولومبيين المرحّلين.
وردّ ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الكولومبية، وهو ما ردّت عليه بوغوتا بالمثل قبل أن تتراجع وترسل طائراتها لإعادة المهاجرين إلى ديارهم.
ومنذ ذلك الحين، تحدث بيترو عن ضرورة توجيه تجارة كولومبيا نحو الصين، لكن إعلان يوم الثلاثاء هو أول خطوة رئيسية في هذا الاتجاه.
تشجيع صيني
ويشجع المسؤولون الصينيون في بوغوتا، حكومة بيترو على الانضمام إلى الاتفاقية قبل مغادرته منصبه العام المقبل.
وأشار بيترو إلى أن خطاب النوايا لن يكون ملزمًا، بقوله "ستقرر الحكومات المستقبلية ما إذا كانت هذه النية ستُصبح حقيقة واقعة".
لكن توقيع كولومبيا سيُمثّل دفعة قوية لبكين في صراعها على النفوذ مع الولايات المتحدة.
ويأتي هذا بعد أشهر فقط من إعلان بنما انسحابها من المبادرة، بعد ضغوط أمريكية شرسة.
صدمة في قطاع البيزنس
وأعربت مجموعات الأعمال الكولومبية عن صدمتها من خطوة بيترو.
وتساءل بروس ماك ماستر، رئيس الرابطة الوطنية لرجال الأعمال الكولومبيين: "هل تريد كولومبيا القيام بذلك الآن؟ مقابل ماذا؟".
وتابع: "ما هو مبرر الاستراتيجية الدولية الحالية؟ كيف يؤثر ذلك على علاقتنا مع حلفائنا التجاريين الذين يشترون معظم صادراتنا؟".
وتُعدّ الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لكولومبيا، إلا أن وارداتها من الصين فاقت مؤخرًا وارداتها من الولايات المتحدة.
ووصف خافيير دياز، رئيس الجمعية الوطنية للتجارة الخارجية، قرار بيترو بأنه "غير ملائم".
ولم يُعلن رسميًا بعد عن موعد زيارة بيترو للصين.
aXA6IDMuMTQ1LjIxNi4zOSA= جزيرة ام اند امز