الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية للتنمية تترسخ بـ«الحزام والطريق»
تبرز مبادرة الحزام والطريق كأحد أهم المشروعات العالمية التي شهدت مشاركة فاعلة ومؤثر من دولة الإمارات، حيث تعد الإمارات بإمكاناتها التنموية وموقعها الاستراتيجي ودورها الاقتصادي الريادي في المنطقة مشاركا فاعلا في المبادرة.
والمبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، تركز على دور الإمارات المحوري في التجارة الدولية وتتماشى مع توجهات مئوية الإمارات التنموية، كما أن المبادرة تدعم حركة إعادة التصدير التي تشكل ركنا أساسيا من تجارة الإمارات غير النفطية مع دول العالم.
ويأتي ذلك بينما يحتفي البلدان بمرور 40 عاما على علاقاتهما الدبلوماسية.
واليوم الجمعة، بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، برقية تهنئة إلى شي جين بينغ رئيس الصين، بمناسبة مرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
مبادرة الحزام والطريق
تستند مبادرة الحزام والطريق إلى مفهوم طريق الحرير القديم، وتشكل منطقة التنمية الاقتصادية الجديدة في غرب الصين، وتمثل رؤية اقتصادية طموحة تسعى لبناء جسر يربط بين دائرة اقتصادية في آسيا والمحيط الهادئ شرقيا ودائرة اقتصادية أوروبية متقدمة غربياً، ليكون أطول ممر اقتصادي رئيسي ذي إمكانات أكبر في العالم.
وتدعم دولة الإمارات جهود الصين في تطوير هذه المبادرة المثمرة، لا سيما أنها حققت تطورات هائلة وقفزات نوعية مع العديد من دول العالم والمنظمات الدولية.
وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام"، فقد ضخت دولة الإمارات العربية المتحدة 10 مليارات دولار في صندوق استثمار صيني – إماراتي مشترك لدعم مشاريع المبادرة في شرق أفريقيا.
وسجلت التجارة بين دولة الإمارات والدول الواقعة ضمن مبادرة الحزام والطريق، نحو 560 مليار دولار خلال العام 2022، بنسبة نمو 20% مقارنة مع العام 2021، وجاءت الصين والهند والسعودية والعراق وتركيا واليابان وسلطنة عمان والكويت وهونغ كونغ ضمن قائمة أهم 10 شركاء تجاريين للإمارات.
وبلغت قيمة تجارة الإمارات غير النفطية مع الدول الواقعة ضمن مبادرة الحزام والطريق، خلال النصف الأول من العام 2023 نحو 305 مليارات دولار، تمثل نسبة 90% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال هذه الفترة، وبنمو تجاوز 13% مقارنة مع النصف الأول من عام 2022، و88% من واردات الإمارات من تلك الدول وما نسبته 94% من صادرات الإمارات غير النفطية إليها، فيما يتجه 92% من نشاط إعادة التصدير إلى هذه الدول.
وتعد هذه المؤشرات ركيزة أساسية وداعمة للمساهمة في دعم جهود الصين في تنفيذ هذه المبادرة وبالشراكة مع جميع الدول المساهمة في إنعاش التجارة بين دول هذه المناطق التي تشمل آسيا وأفريقيا وأوروبا.
التزام بالتعاون الدولي
تعكس المبادرة التزام الصين بتعزيز التعاون الدولي المبني على التجارة والنمو الاقتصادي المتبادل، وأن هذه الممرات ليست مجرد قنوات لتدفق السلع والخدمات، بل هي جسور تربط بين الثقافات، وتوفر حلولاً مبتكرة للتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم اليوم.
نجاح مبادرة "الحزام والطريق" المنصة العالمية لتعزيز التواصل والتكامل والتبادل الاقتصادي بين دول العالم ينقل دول المبادرة نحو مرحلة جديدة من النمو والازدهار في ظل دعم المبادرة التوسع في القطاعات الاقتصادية الجديدة وتحفيز حركة التجارة العالمية وتوسيع الشراكات الدولية.
تمثل دول مبادرة الحزام والطريق التي يبلغ عددها نحو 65 دولة نسبة 30% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وتشير التوقعات إلى أن هذه الدول ستمثل بحلول عام 2040 ما يقرب من ثلثي إجمالي الناتج المحلي العالمي مما يجعلها من أهم محركات النمو الاقتصادي في العالم.
وتشكل مبادرة الحزام والطريق حالة إيجابية لتحقيق الأهداف الاقتصادية المتضمنة في وثيقة مبادئ الخمسين وعلى رأسها التنويع والاستدامة الاقتصادية كما أنّ المبادرة من شأنها مضاعفة الأهمية التنافسية لدولة الإمارات، وتنمية تجارتها الخارجية، خاصة نشاط إعادة التصدير، حيث يمثل الحزام والطريق منصة مثالية لعقد الشراكات والتحالفات الاقتصادية المؤثرة، ومعبراً لمرور حركة التجارة لمختلف دول العالم، بالنظر إلى وجود أكثر من 70 دولة حول العالم منخرطة في هذه المبادرة التنموية الضخمة.
علاقات راسخة بين الإمارات والصين
وترتبط الإمارات بعلاقات اقتصادية وتجارية واسعة ومتعددة مع الصين التي تعد من أهم الشركاء الاستراتيجيين للدولة على المستوى العالمي وكذلك مع الدول التي ستكون مساهمة في الممرات التجارية لطريق الحرير التي ستربط الشرق بالغرب.
كما تمتلك الإمارات عضوية فاعلة ونشطة بصفتها عضوا مؤسسا في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي تقوده الصين ويسعى إلى تعزيز علاقات التنمية في القارة الآسيوية والدول الأخرى.
وتتمتع الإمارات بقدرات لوجستية متطورة والممثلة في مطاراتها الضخمة وموانئها العالمية التي باتت تصنف بوصفها أكبر مناول للحاويات في منطقة الشرق الأوسط وذلك علاوة على قدراتها في نقل كميات كبيرة من البضائع والتي يمكن أن تستخدم في دمج الطرق البرية مع الممرات الملاحية في مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وفي ظل هذه الميزة التنافسية للإمارات فإن مبادرة الحزام والطريق ستسهم في تعزيز قوة ومكانة الدولة مركزا عالميا للتجارة السلعية والخدمات اللوجستية، ما يرسخ مكانتها كنقطة اتصال استراتيجية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.
كما تنعكس مشاركة الإمارات ودعمها للمبادرة إيجابيا على زيادة التجارة ومشاريع البنية التحتية والنقل وتقليل كلفة الاستثمار وهو الأمر الذي سيفتح المجال أمامها لتأسيس شراكات اقتصادية وتجارية جديدة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA==
جزيرة ام اند امز