احتجاجات كولومبيا.. أسبوع ثان من الضغوط على الرئيس دوكي
دخلت كولومبيا الأربعاء أسبوعها الثاني من التظاهرات المناهضة للحكومة اليمينية برئاسة الرئيس إيفان دوكي.
في المقابل، لا يزال الرئيس الكولومبي يندّد بـ"التخريب العنيف"، حتى مع دخوله في حوار لكن بدون ممثلين عن الحراك.
وشهدت كولومبيا الأربعاء يوم تعبئة جديدًا ضد الحكومة اليمينية برئاسة دوكي، بعد أسبوع من التظاهرات التي شهدت أعمال عنف وأدان المجتمع الدولي قمعها من جانب السلطات.
وقامت نقابات عمالية وأفراد من قطاعات أخرى وطلاب بتعبئةٍ في كثير من المدن الكبرى في البلاد ضد السياسات الصحية والتعليمية والأمنية ومن أجل إدانة الانتهاكات التي ترتكبها الشرطة.
وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 24 شخصًا على الأقل، وفقًا لتقرير جديد صادر عن هيئة "الدفاع عن الشعب" العامّة لحماية الحقوق.
كما تحدثت الهيئة الاثنين عن أن هناك 87 مفقودًا. وسقط 846 جريحًا في المحصلة، خلال تظاهرات الأيام الفائتة.
لكن منظمات غير حكومية محلية أعلنت عن أرقام أعلى، خصوصا منظمة "تمبلوريس" التي أشارت إلى سقوط 37 قتيلا.
وأعربت مراسلون بلا حدود من جهتها عن الأسف لتسجيل 76 اعتداءً على صحفيّين، بينهم عشرة أصيبوا بأيدي الشرطة.
وندّد دوكي الأربعاء بـ"أعمال التخريب العنيف"، في وقتٍ أطلق وزير الداخلية دانيال بالاسيوس "دعوة إلى نبذ العنف".
وتظاهر الآلاف الأربعاء في بوغوتا، حاملين شعارات مثل "دوكي استَقِل". ودعت لجنة الإضراب الوطنيّ الذي كان وراء انطلاق الحراك، إلى تجمّع في ساحة بوليفار بوَسط العاصمة حيث يوجد مقرّ الرئاسة والبرلمان.
في بوغوتا أيضا، دارت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة التي فرقتهم بالغاز المسيل للدموع أثناء محاولتهم دخول البرلمان المجاور لمقر الرئاسة.
وتجمع حوالي 5000 شخص في قلب العاصمة ثم توجهت مجموعات إلى منزل الرئيس.
وقالت ناتالي (36 عاما) التي كانت تتظاهر مع مجموعة ترتدي ملابس حداد وفضلت عدم ذكر اسم عائلتها لوكالة فرانس برس "الشرطة تهاجمنا (...) نحن لسنا مخربين".
وبعد اشتباكات عنيفة في الليلة السابقة خلفت 46 جريحا كانت آثار العنف لا تزال ظاهرة للعيان في المدينة: مراكز للشرطة محترقة وتخريب طال محطات حافلات وفروع مصارف، وبقايا إطارات محترقة.
وقال الطالب هيكتور كوينيمي (19 عاما): "مؤلمٌ أن نرى ذلك. لكنّ ما يؤلمنا أكثر هو إهمال هذه الحكومة الصماء التي تفضل اللجوء إلى القوة وإلى دعم البنوك والشركات الكبرى بدلاً من مساعدة" الناس.
وفي وقت سابق دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات غير حكومية إلى الهدوء في كولومبيا، منددة بقمع الاحتجاجات.
بدأت التعبئة في 28 أبريل/نيسان ضد مشروع إصلاح ضريبي تم سحبه بعد ذلك، وتحولت إلى احتجاجات عامة ضد الحكومة اليمينية اتسمت بالعنف خصوصا في مدينة كالي في جنوب غرب البلاد.
وبدأ إغلاق طرق رئيسية يسبب نقصا في الوقود ويثير قلقا بشأن مرور شاحنات الأكسجين والمعدات الطبية في أوج جائحة كوفيد-19.
وقال وزير الدفاع دييغو مولانو عند إعلانه إرسال تعزيزات فورية من أكثر من 700 جندي و500 من القوات الخاصة لمكافحة الشغب و1800 ضابط شرطة، إن الاضطرابات كانت من تدبير مجموعات مسلحة.
وتحت ضغط الاحتجاجات استقال وزير المال الإثنين.
في الوقت نفسه تشهد كولومبيا موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا الذي سجلت أكثر من 2,9 مليون إصابة به، بما فيها أكثر من 75 ألف وفاة.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi4xMjQg جزيرة ام اند امز