كولومبيا.. فوز اليمين المعارض لاتفاق السلام في الانتخابات التشريعية
مع أن اليمين لم يحصل على الغالبية، إلا أن فوزه يثير مخاوف.
فاز اليمين المعارض لاتفاق السلام مع المتمردين السابقين في حركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية"، في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد.
وجاء الفوز التاريخي لليمين المعارض في الانتخابات التي شارك فيها للمرة الأولى، ودخل عبرها إلى البرلمان.
ومع أن اليمين لم يحصل على الغالبية، إلا أن فوزه يثير مخاوف إزاء متابعة تطبيق الاتفاق الموقع في 2016 مع الحركة التي كانت أقدم وأقوى تمرد في القارة الأمريكية.
وللمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن من النزاع المسلح، صوّت الكولومبيون بدون معارك.
وأشاد الرئيس خوان مانويل سانتوس بـ"الانتخابات الأكثر أماناً وشفافية.. في التاريخ الحديث للبلاد"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
ويتصدر تحالف اليمين المركز الديموقراطي بزعامة الرئيس السابق، الفارو أوريبي، المعارض الشرس لاتفاق السلام مع 19 مقعدا في مجلس الشيوخ و33 في مجلس النواب.
وينص اتفاق السلام الذي وقعه الرئيس سانتوس مع حركة التمرد الماركسية السابقة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، على أن تشغل 10 مقاعد في البرلمان المقبل، الذي يتألف من 280 مقعداً، بعدما أصبح اسمها "القوة البديلة الثورية المشتركة" (فارك أيضا).
وأظهرت أرقام رسمية شملت أكثر من 90% من الأصوات أنه إذا كانت "فارك" حصلت على 0,35% فقط في مجلس الشيوخ و0,22% في مجلس النواب، فإن المركز الديمقراطي وأحزاب أخرى من اليسار حققوا تقدما.
ودعي أكثر من 36 مليون ناخب إلى المشاركة بعد حملة شهدت أعمال عنف ضد "فارك" التي ألغت تجمعاً ونسبت "أعمال التخريب" إلى "الجهات التي لم تتقبل أن الحرب انتهت".
بدوره، قال القيادي السابق في "فارك"، بابلو كاتاتومبو: "إنها أول مرة في حياتي أدلي فيها بصوتي وأفعل ذلك من أجل السلام".
ويلقي فوز اليمين بظلاله على الانتخابات الرئاسية، التي يفترض أن تجرى الدورة الأولى منها في 27 مايو/ آيار االمقبل، والثانية في 17 يونيو/ حزيران المقبل.
وكان الرئيس سانتوس، الذي يحكم كولومبيا منذ 2010، يأمل في التوصل إلى "سلام كامل" عبر توقيع اتفاق مع "جيش التحرير الوطني".
وقانونيا لم يعد يستطيع الترشح بعد ولايتين، بينما تراجعت أغلبيته ليمين الوسط بعد سلسلة من فضائح الفساد.
وجرت، الأحد، أيضا الانتخابات التمهيدية للتيارين اليميني واليساري، واختار الأول السناتور إيفان دوكوي، بينما انتقى الثاني جوستافو بيترو الرئيس السابق لبلدية بوجوتا.