"فارك" تسلم سلاحًا قتل ربع مليون شخص بكولومبيا
12 من عناصر الحركة اليسارية سلموا أسلحتهم كبداية لتسليم سلاح الحركة ككل، لطي صفحة من العنف حصدت أرواح أكثر من ربع مليون شخص
سلم 12 من عناصر حركة "فارك" اليسارية المسلحة في كولومبيا أسلحتهم في إطار اتفاق السلام الموقع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت بعثة الأمم المتحدة المكلفة بالإشراف على عملية نزع سلام حركة "فارك" في بيان، الجمعة، إنه تم تسليم هؤلاء العناصر شهادة إنجاز التسليم الفردي للأسلحة؛ ما يسمح ببدء دمجهم رسميا في الحياة العامة.
وبصفتها ممثلة للحكومة، منحتهم المفوضية العليا للسلام أيضا وثيقة تثبت نزع أسلحتهم.
وقالت هذه الهيئة إن "هذا الحدث يشكل بداية عملية متواصلة لأعضاء فارك الذين ينتقلون إلى الحياة المدنية بعدما تخلوا عن أسلحتهم".
وحركة فارك، وهي اختصار لـ"القوات المسلحة الثورية الكولومبية"، تضم آلاف المسلحين الذين يعتنقون الفكر الشيوعي ومنهج العنف ضد الدولة، وتعد أكبر وأقدم حركة تمرد في الأمريكيتين، وتقاتل ضد الحكومة منذ نحو نصف قرن، ما تسبب في مقتل اكثر من 260 ألف شخص وفقدان 45 ألفا وتشريد 6،9 ملايين.
وجاء تسليم السلاح في إطار اتفاق سلام تاريخي وقّعه الرئيس خوان مانويل سانتوس مع الحركة بعد محادثات استمرت 4 سنوات.
ويقضي الاتفاق بتحويل "فارك" إلى حزب سياسي، على أن يسلم عناصرها أسلحتهم بداية من أول مايو/أيار الجاري، ويضعونها في حاويات للأمم المتحدة مخصصة لذلك.
ويتم تجميع هذه الأسلحة وإبطال مفعولها لتصنع منها 3 نصب ترمز إلى انتهاء مواجهة مسلحة استمرت أكثر من نصف قرن.
ولكن تبقى مشكلة أخرى، وهي أن جزءا من المسلحين انشقوا عن حركة "فارك" لرفضهم توقيع اتفاق السلام، وأصروا على مواصلة أعمال العنف.
ومن أحدث عملياتهم كان اختطاف موظف تابع للأمم المتحدة في كولومبيا الشهر الجاري.
والموظف يعمل في برنامج أممي يهدف إلى إنهاء زراعة المخدرات في البلاد، وإحلال محاصيل مشروعة محلها.
والمخدرات ساعدت "فارك" في نشرها في البلاد؛ لأنها كانت، إلى جانب عمليات الخطف والابتزاز، من أهم مصادرها للدخل وشراء السلاح.
وقال الجيش إن المنشقين شكلوا عصابة إجرامية جديدة، وما زالوا يعملون في تجارة المخدرات.
ونشأت حركة "فارك" عام 1964 كجناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي، واعتمدت حرب العصابات.
وانتشرت في نحو 15-20% من أراضي كولومبيا، وترفع شعار دعم الفقراء، وأنها تحارب من أجل توزيع عادل للثروة، واعتمدت بشكل كبير على تجنيد الأطفال.