أعمدة الكوميديا المغربية تتهاوى.. وفاة عبدالجبار الوزير
عاش الوزير سنواته الأخيرة في معاناة مريرة مع مرض السكري الذي جعله حبيساً بين منزله ومصحات مدينة مُراكش المغربية.
بعد مُعاناة امتدت لسنوات مع مرض السكري، توفي، الأربعاء، الكوميدي المغربي عبدالجبار الوزير، بإحدى مصحات مدينة مراكش المغربية، عن عمر يناهز 96 عاماً.
مُعاناة وآلام
وعاش الوزير سنواته الأخيرة في معاناة مريرة مع مرض السكري، الذي جعله حبيساً بين منزله ومصحات مدينة مُراكش المغربية. أحياناً في غيبوبة، وأحياناً أخرى في حالة يُرثى لها تتطلب إدخاله على وجه السرعة قسم الإنعاش لتلقي العناية الطبية اللازمة.
وإلى جانب مرض السُكري ومُضاعفاته المُتعددة التي تسللت خُفية إلى جسد الراحل منذ عام 2004، عانى الراحل قيد حياته من مُخلفات الشيخوخة نظراً لتقدمه في السن، وهو ما لاحظه مُتتبعوه في آخر عمل فني له، إذ قدم جُل المشاهد وهو جالس إما على سريره أو على كُرسي أو كنبة.
وقبل سنوات، قرر الطبيب بتر ساق عبدالجبار الوزير، إثر مضاعفات جسدية تسبب فيها مرض السكري له، مما زادها مُعاناته النفسية بسبب غياب الرعاية الاجتماعية من لدن المسؤولين الحكوميين عن الشأن الثقافي، بحسب تصريحات مُتعددة لأحد أبناءه.
صناعة رياضة فن ومقاومة
ومنذ ولادته عام 1928، تنقل الراحل بين محطات عديدة في الحياة، بدأ مُغامراته فيها حين كان طفلاً، إذ قرر التوجه نحو عالم الصناعة التقليدية فاراً إليها من مقاعد الدراسة وعمره بعيد عن الـ15 عاما، ليعمل صانعاً للحقائب التقليدية الجلدية، ثُم صانعاً للحبال، قبل أن يستقر به المقام في الدباغة، حيث عمل في مُعالجة الجُلود وتصنيعها.
وعام 1947 قفز الراحل من ورشات الصناعة التقليدية إلى مياديين كُرة القدم، ليلتحق بفريق الكوكب المُراكشي إبان تأسيسه، حيث دافع بشراسة طيلة مسيرته الكروية عن مرمى فريق الفتيان. تماماً كما كان يُدافع عن استقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي ضمن خلية ضمت كبار المقاومين المغاربة في مُراكش، وكان يُطلق عليها "خلية حمان الفطواكي".
تدارك الراحل ما فاته من علم في مقاعد المدرسة في زنازين السجن، وذلك خلال اعتقاله من طرف سلطات الحماية الفرنسية بأحد سجون الرباط رفقة عشرات المقاومين، إذ تعلم قواعد الكتابة والقراءة، إلى جانب علوم اللغة والفقه والاجتماعيات.
عمل أيضاً في الأمن، إذ كان أحد عناصر القوات المُساعدة، ليتفرغ بشكل كامل للتمثيل المسرحي والتلفزيوني عام 1961، وذلك بعد 10 سنوات على أول عرض مسرحي له بعنوان "الفاطمي والضاوية"، الذي جاب عدة مدن مغربية عام 1951.
وطبعت حياته الفنية عدة أعمال شدت المغاربة، على رأسها "الحراز"، و"سيدي قدور العلمي" و"حلاق درب الفقراء"، و"دار الورثة"، و"ولد مو". وهي الأعمال التي نالت إعجاب عموم المغاربة، وبالأخص العاهل المغربي الراحل الملك محمد الخامس، إذ استدعاه رفقة باقي أعضاء الفرقة إلى قصر الباهية بمراكش لتقديم أحد العروض، بحضور كُل من ولي العهد، آنذاك، مولاي الحسن والأمير مولاي عبد الله. لتتولد علاقة طيبة فيما بعد بينه والمرحوم الملك الحسن الثاني، إذ قد مجموعة عروض فنية كوميدية في حضرته، رفقة فرقة الوفاء المراكشية.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز