الممثلة اللبنانية نور لـ"العين الإخبارية": أعود للكوميديا في "الأوضة الضلمة الصغيرة"
نور تكشف تفاصيل تجربتها في فيلم "الأوضة الضلمة الصغيرة"، وأسباب اختيارها لتقديم أدوار الشر في ذروة نجاحها بالأدوار الرومانسية.
نجحت الممثلة اللبنانية نور أن تحجز لنفسها مكانا مميزا وسط نجمات السينما المصرية، فهي لم تكتف بالنجاح الذي حققته في شخصية الفتاة الرومانسية الحالمة في أفلام مثل "أصحاب ولا بيزنس" و"سنة أولى نصب" لكنها تمردت على هذه الشخصيات وقدمت أدوار الشريرة في أفلام مثل "الرهينة" و"ملاكي إسكندرية"، متسلحة بموهبة كبيرة وبخبرات اكتسبتها بالتعاون مع مخرجين مهمين مثل سعيد حامد وساندرا نشأت وكاملة أبو ذكري.
وتنتظر نور حاليا استئناف تصوير مشاهدها في فيلم "الأوضة الضلمة الصغيرة" الذي تشارك في بطولته أمام نجم الكوميديا أكرم حسني، وتعود من خلاله للأفلام الكوميدية التي سبق أن تألقت من خلالها مع نجوم بحجم أحمد حلمي ومحمد سعد.
وفي حوارها مع "العين الإخبارية" تكشف نور عن تفاصيل تجربتها في فيلم "الأوضة الضلمة الصغيرة"، وأسباب اختيارها لتقديم أدوار الشر في ذروة نجاحها في أدوار الفتاة الرومانسية.
- ما ملامح تجربتك في فيلم "الأوضة الضلمة الصغيرة" مع نجم الكوميديا أكرم حسني؟
الفيلم كوميدي، والسيناريو مكتوب بشكل يجعل كل الممثلين المشاركين في البطولة يتقاسمون المواقف الكوميدية وليس أكرم حسني فقط، فالدور الرئيسي لأكرم لكن كل شخصية لها الطابع الكوميدي الخاص بها، وهذا أهم ما يميز الفيلم.
- حققت نجاحا مع العديد من نجوم الكوميديا، منهم أحمد حلمي ومحمد سعد، ورغم ذلك لم يتم تصنيفك ضمن ممثلات الكوميديا، فما السبب؟
لأن السيناريو كان يتم كتابته للكوميديان، سواء كان محمد سعد أو أحمد حلمي، ويركز عليه لتفجير الكوميديا داخل العمل، وأنا أو أي ممثل نساعد الكوميديان على "فرش الإيفيه"، وأعتقد أن ذلك كان مناسبا لي في ذلك الوقت؛ لأن الكوميديا ليست سهلة، فهي من أصعب أنواع الدراما، وإذا لم يتم الإعداد لها بشكل جيد لن تظهر بالشكل المطلوب، وبالتأكيد كل شيء يأتي في وقته المناسب.
- هل يعني ذلك أننا سنكتشف نور كنجمة كوميدية في فيلم "الأوضة الضلمة الصغيرة"؟
ليس بهذه الدرجة، لكن بالتأكيد التجربة ستكون جديدة ومختلفة بالنسبة لي، وعندي ثقة كبيرة في المخرج محمد سامي، فهو بالنسبة لي المرجعية في تقديم الكوميديا خلال أحداث الفيلم، لأنني لست كوميديانة في الأساس؛ لذلك وجود نجم مثل أكرم حسني ومخرج مثل محمد سامي بمثابة ميزان أثق به، وفي وجودهما من الممكن أن أترك نفسي لخوض مغامرة الكوميديا دون خوف.
- ألم تشعرين بالقلق من كون أكرم حسني يخوض البطولة المطلقة الأولى له على شاشة السينما؟
بالعكس، فهذا كان عاملا مشجعا جدا بالنسبة لي، فهو سيقاتل من أجل تقديم تجربة مميزة، وهذا سيعود عليّ بالخير، وأكرم حسني ممثل موهوب جدا وكوميديان رائع ولديه تجارب كثيرة ناجحة، سواء في البرامج التلفزيونية، أو في المسلسلات، أو الأفلام التي قدمها في السينما، وبالتأكيد سيسعى لخروج أول بطولة له بأكبر قدر ممكن من النجاح، ويتبقى التوفيق من عند الله، وأن ينال الفيلم إعجاب الجمهور.
- عملت مع أغلب نجوم السينما المصرية.. مع أي منهم كنت تشعرين بـ"كيمياء" خاصة؟
الحمد لله كل النجوم الذين عملت معهم لم يكن لدي معهم أي مشكلة، وهذا شيء رائع بالنسبة لي، فكل من عملت معهم كان بيننا تواصل جميل، وكانت لدينا جميعا الرغبة في أن نساعد بعضنا البعض لكي نظهر بشكل جيد، وكل هذا كان يصب في مصلحة العمل.
- من الملاحظ في مسيرتك السينمائية التنوع بين أدوار الرومانسية والشر.. هل كنت تقصدين هذا التنوع؟
الموضوع كان صدفة، لكن التنوع مطلوب للممثل؛ لأنني كممثلة كنت شعرت بالملل من كثرة تقديم دور الفتاة الطيبة، وكنت أحتاج للتنوع وتقديم شخصيات مختلفة عما اعتدت على تقديمه، وعندما عرضت عليّ المخرجة ساندرا نشأت فيلم "ملاكي إسكندرية" ورشحتني في دور شريرة مع أحمد عز وغادة عادل رحبت جدا بالعرض، وسعدت جدا لأنها شاهدتني كممثلة من زاوية أخرى، وكان لدي تعطش للتغيير، والفيلم كان مصنوعا بشكل جيد نظرا لموهبة ساندرا كمخرجة، وجودة السيناريو نفسه، واستكملت نزعة التمرد على أدوار البنت الطيبة في "الرهينة" و"نقطة رجوع"، فالتنوع ضروري جدا لأنني لن أسير في اتجاه واحد.
- بدايتك كممثلة كانت في مرحلة ازدهار السينما المصرية، كيف ترين الفرق بين اختياراتك في بدايتك واختياراتك حاليا؟
في بدايتي كان عندي رغبة في تقديم كل الأدوار، وكانت مساحة الاختيار بالنسبة لي واسعة، فلم يكن لدي حسابات بأني قدمت هذا الدور أو ذاك من قبل، فأنأ أقدم أغلب الأدوار لأول مرة، لذلك كانت الاختيارات سهلة بالنسبة لي، لكن حاليا مساحة الاختيارات تقل، فأنا لا أريد تقديم أدوار تشبه الأدوار التي قدمتها من قبل، ومع النضج أصبح تفكيري أكثر اختلافا بالنسبة للسيناريوهات التي تعرض عليّ، وهذا يجعل اختياراتي أقل، وأعتقد أن هذا شيء طبيعي يحدث مع كل الممثلين، وحاليا يشغلني الكيف أكثر من الكم.
- في ذروة نجاحك وتألقك اختفيت نحو 5 سنوات عن الساحة الفنية بسبب الزواج والإنجاب، هل أثرت فترة غيابك أثرت على مسيرتك كممثلة؟
أعتبرها أشبه باستراحة محارب؛ لأنني كنت أحتاج هذه الفترة لكي أحصل على قدر من الراحة، ولم أكن أقصد أن يطول غيابي، لكن واجهتني ظروف مثل غيري من الفنانين، مثل ثورة يناير، فطالت مدة غيابي، وبعد عودتي بمسلسل "سرايا عابدين" كنت الأمور صعبة بعض الشيء، لأنني كنت أستغرب الوضع خاصة أنني لم أكن وقفت أمام الكاميرا منذ فترة طويلة، وأصابني الخوف لدرجة أنني فكرت في الاعتذار عن عدم المشاركة في المسلسل، لكن أقنعني المخرج عمرو عرفة، وفي بداية التصوير شعرت بنفس الرهبة التي شعرت بها في أول أفلامي "شورت وفانلة وكاب"، ولكن بعد أول "شوت تصوير" شعرت كأنني كنت أقف أمام الكاميرا بالأمس، ورغم طول فترة الغياب لكني شعرت بأني اكتسبت خبرة أكبر، ونضجت أكثر بسبب تجربة الحياة والأمومة، وأصبح أفكر في الأشياء بشكل معين.
- ما الأعمال التي تعتبرينها درة التاج في مشوارك السينمائي؟
لن أستطيع أن أقول إن كل الأفلام التي قدمتها تعني لي نفس القيمة، بالتأكيد هناك أفلام قدمت لي إضافة أكبر، لكن هناك أفلام حتى لو كانت قدمت لي إضافة أقل أو أنا التي قدمت فيها أداء أقل فإنها كانت فترة مررت بها لكي أثقل نفسي، فما كنت سأصل إلى التميز وحسن الاختيار إلا لو مررت بكل التجارب التي قدمتها، قد أختار أي فيلم فيه بعض الاختلاف، لكن حتى أول أفلامي "شورت وفانلة وكاب" عزيز على قلبي جدا، فهو الذي عرفني للجمهور.
- لماذا لم تقدمي أفلاما ومسلسلات لبنانية؟
عندما بدأت العمل في مصر لم يكن لي سابق أعمال لبنانية، لذلك لم يكن يعرفني أحد في لبنان وبدأوا يعرفونني من مصر، حيث بقيت فترة كبيرة مجهولة بالنسبة للمخرجين والمنتجين في لبنان الذين بدأوا ينتبهون لوجودي بعد أن قدمت عددا من الأفلام المصرية، وعندما عرضوا عليّ أعمالا لبنانية تصادف ارتباطي بتصوير أفلام في مصر، ثم كان هناك مشروع كنت أحضر له في لبنان مع المخرج يوسف الخوري عن حياة الأديبة مي زيادة، حيث تمت كتابته للسينما ثم تم تحويله لمسلسل تلفزيوني، وتوقف المشروع لأسباب إنتاجية.
- كيف ترين الوهج الذي عاشته السينما اللبنانية في الفترة الأخيرة، والذي توجته المخرجة نادين لبكي بفيلمها "كفر ناحوم"؟
أعتبر هذا تطورا طبيعيا؛ لأن السينما في لبنان بدأت تسير بشكل جيد، ولدينا في لبنان مخرجون ومؤلفون وممثلون عاشوا مراحل مهمة ومؤثرة في حياتهم، فمنهم من عاش مرحلة الحرب الأهلية، وعاش في الغربة؛ لذلك لديهم الكثير الذي يمكن أن يطرحوه على الشاشة، وكل فنان منهم لديه خبرة معينة في حياته بالإضافة للفن، والتطور الذي تعيشه السينما اللبنانية جعلهم يصلون لما وصلوا له، لذلك لم أستغرب ما حدث، فاللبنانيون يستحقون الوصول للترشيح النهائي للأوسكار لأنهم قدموا أعمالا مهمة، ونادين لبكي لم تكن الأولى التي ترشحت للأوسكار، حيث سبقها المخرج زياد الدويري بفيلم "قضية رقم 23"، وذلك بمثابة نقلة كبيرة للسينما اللبنانية.