تحقيق و«صيد ثمين».. أول تعقيب من إسرائيل على «مجزرة رفح»
في أول تعقيب من إسرائيل على ما وصفتها الرئاسة الفلسطينية بـ«مجزرة رفح»، أكدت أنها ستفتح تحقيقا في الواقعة، بينما كشفت عن "صيد ثمين".
وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، في بيان، إنه نفذ ضربة دقيقة على مجمع تابع لحركة "حماس" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأضاف أنه "يحقق في الواقعة بعد أنباء ذكرت أن القصف تسبب في اندلاع حريق وإصابة مدنيين".
وأوضح أن "طائرة عسكرية قصفت مجمعا لحماس في رفح حيث كان يعمل إرهابيون مهمون بالحركة. نفذت الضربة ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي واستخدمت قذائف دقيقة واستندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة أشارت إلى استخدام حماس للمنطقة".
الجيش الإسرائيلي أشار إلى أنه "على علم بالأنباء التي ذكرت أن الضربة أسفرت عن اندلاع حريق وإصابة عدد من المدنيين في المنطقة. الواقعة قيد المراجعة".
كما كشف الجيش الإسرائيلي عن "مقتل القياديين في مكتب حماس بالضفة الغربية ياسين ربيع وخالد النجار جراء القصف على رفح".
عشرات القتلى والجرحى
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية، "قتل وأصيب عشرات المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، مساء الأحد، في مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بعد قصفها خيام النازحين شمال غرب رفح، جنوب قطاع غزة".
ونقلت عن مصادر محلية "مقتل 40 مواطنا على الأقل، وإصابة آخرين، جراء استهداف طائرات إسرائيلية خيام النازحين في مخيم نزوح تم إنشاؤه حديثا قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال غرب رفح، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت عددا كبيرا من القتلى والمصابين عقب الواقعة".
الجمعية أشارت إلى أنه "لا توجد مستشفيات قادرة على التعامل مع هذا العدد الكبير من الضحايا، جراء خروج المنظومة الصحية في قطاع غزة عن الخدمة، سواء من خلال استهدافها المباشر أو من خلال منع وصول الإمدادات اللازمة إليها"، مبينة أنه "جرى نقل الجثامين والمصابين، إلى مستشفيات ميدانية".
وأضافت المصادر أن "الطائرات أطلقت نحو 8 صواريخ صوب خيام النازحين، في منطقة مكتظة بآلاف النازحين، وأن من كانوا داخل الخيام احترقوا، معظمهم من الأطفال والنساء"، مشيرة إلى أن "إسرائيل كانت قد أعلن أن هذه المنطقة آمنة".
"مجزرة بشعة"
ونقلت الوكالة عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قوله إن "استهداف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد، هي مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلا عاجلا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورا".
وأضاف أبو ردينة أن "ارتكاب إسرائيل لهذه المجزرة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
وكانت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، قد أمرت الجمعة الماضية، إسرائيل بوقف فوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، وضرورة المحافظة على فتح معبر رفح، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة، موقعة أكثر من 36 ألف قتيل فلسطيني، ودمارا كبيرا في الممتلكات والبنى التحتية، وأكثر من مليون نازح.
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر العشرات.