«مهارات سيبرانية».. مبادرة مصرية حكومية لتأهيل الطلاب للوظائف الرقمية
تسعى مصر لخلق بيئة رقمية آمنة وبناء اقتصاد رقمي تنافسي، وتحرص على تأهيل عدد كبير من الطلاب للتوظيف بعد التخرج في مجال الأمن السيبرانى.
وفي هذا السياق، أعلن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، اليوم الأحد، عن إطلاق مبادرة "مهارات سيبرانية" التي تستهدف إعداد جيل جديد من الكوادر في مجال الأمن السيبراني الذي يُعد من ضمن أكثر التخصصات طلباً في سوق العمل.
وجاء ذلك خلال افتتاحه فعاليات مؤتمر ومعرض "قمة مصر الدولية للتحول الرقمي والأمن السيبراني"، النسخة المشتركة بين مؤتمر ومعرض FDC في دورته السادسة، ومؤتمر ومعرض CDIS في دورته الثانية.
وأوضح طلعت أن المبادرة تهدف إلى تأهيل 1000 طالب جامعي سنوياً للتوظيف مباشرة بعد التخرج من الجامعة في هذا المجال، وذلك من خلال توفير مناهج عملية تتلاءم مع متطلبات سوق العمل، لتقليص الفجوة بين العرض والطلب على مستوى الكوادر البشرية المتخصصة في الأمن السيبراني.
- الثالث عربيا.. لماذا يكدس «المركزي المصري» عشرات الأطنان من الذهب؟
- بعثة صندوق النقد تشيد بجهود المناخ في مصر.. قرض جديد لدعم المسار
وأشار إلى أنه سيتم تنفيذ المبادرة أثناء الدراسة الجامعية للطلاب من خلال شراكات استراتيجية وأطر تعاون بين جهات حكومية وأكاديمية وشركات القطاع الخاص، حيث سيتم دمج المواد الدراسية العملية والتدريب العملي في المعامل الموجودة بالجامعات، ومراكز التدريب الخاصة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري على الالتزام المشترك نحو خلق بيئة رقمية آمنة، وبناء اقتصاد رقمي تنافسي، موضحًا أنه يقترن مع الاعتماد المتزايد على الأنظمة الرقمية والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وأنظمة الجيل الخامس.
وأوضح أن التقارير الدولية تشير إلى أن التكلفة العالمية للجرائم السيبرانية قد قدرت بنحو 8.4 تريليون دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تتجاوز 20 تريليون دولار بحلول عام 2026.
وذكر طلعت أن مصر تشغل المركز 23 بين 182 دولة بمؤشر "الأمن السيبراني" الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات عام 2021.
وأشار إلى أن الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا بالأمن السيبراني من خلال إنشاء المجلس الأعلى للأمن السيبراني الذي يختص باعتماد أطر واستراتيجيات وسياسات تأمين البنى التحتية للاتصالات، ووضع خطط وبرامج تنمية صناعة الأمن السيبراني، وإعداد الكوادر اللازمة لمواجهة التحديات والمخاطر السيبرانية، والتعاون والتنسيق إقليميًا ودوليًا مع الجهات ذات الصلة، كذلك تولي مصر اهتمامًا بالمركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات.
وأضاف طلعت أنه كأول دولة في المنطقة، فقد قامت مصر من خلال وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإطلاق استراتيجية حماية الأطفال على الإنترنت، لافتا إلى أنه تم إطلاق الاستراتيجية الخمسية الوطنية للأمن السيبراني 2023 – 2027 في إطار الجهود المبذولة لتأمين البنى التحتية للاتصالات والمعلومات بشكل متكامل بمختلف القطاعات وتوفير بيئة رقمية اَمنة، تشمل عددًا من البرامج لبناء إطار تشريعي متكامل، وتغيير ثقافة المجتمع حول الأمن السيبرانى، وتعزيز الشراكة الوطنية، وبناء دفاعات سيبرانية قوية وقادرة على الصمود، وتشجيع البحث العلمي، وتعزيز الابتكار والنمو والتعاون الدولى.
وأضاف أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على المستويين الدولي والإقليمي في مجال الأمن السيبراني لتبادل الخبرات وبناء القدرات ومشاركة المعلومات التي تخص التهديدات السيبرانية، وكذلك تمت المشاركة في صياغة الاتفاقيات الدولية المتعددة الأطراف مثل الاتفاقية الدولية للحد من الجرائم الإلكترونية؛ منوها إلى أنه يتم عقد العديد من ورش العمل في جميع مؤسسات الدولة للتوعية بأهمية الأمن السيبراني وطرق التعامل مع التهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المتخصصة في الجهات المختلفة بالدولة، ووحدات التحول الرقمى بالوزارات والهيئات لرفع كفاءة العاملين للحد من التهديدات السيبرانية المحتملة.
وأكد وزير الاتصالات المصري أن قمة مصر الدولية للتحول الرقمي والأمن السيبراني تناقش قضايا حيوية تمثل ركائز أساسية لتنمية صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهى: التحول الرقمى، والأمن السيبرانى، وصناعة مراكز البيانات.