الثالث عربيا.. لماذا يكدس «المركزي المصري» عشرات الأطنان من الذهب؟
حل البنك المركزي المصري في المركز الثالث بين أكبر البنوك العربية والأفريقية في امتلاك الذهب خلال عام 2023، رغم أن هذا العام شهد أزمة شح للعملة الأجنبية في البلاد.
وتشير تقدير مجلس الذهب العالمي، التي نشرت قبل أيام، إلى أن البنك المركزي المصري يحتفظ باحتياطي من الذهب يقدر بنحو 126 طنا، ليأتي في المركز الثالث عربيا خلف المتصدر البنك المركزي الجزائري (174 طنا) وصاحب المركز الثاني البنك المركزي الليبي (147 طنا).
ويعتقد مجلس الذهب العالمي أنه على الرغم من أن البنوك المركزية تشتري كميات كبيرة من الذهب منذ عام 2022 ، فإن الطلب على الذهب ربما لم ينخفض بعد.
ولا يتوقع مجلس الذهب العالمي أن يؤدي الارتفاع الأخير في أسعار الذهب إلى تقويض الخطة الاستراتيجية لتخزين الذهب في البنوك المركزية.
صمام أمان
ويقول أحمد معطي، الخبير في أسواق رأس المال، إن احتياطي الذهب لدى البنك المركزي يعتبر بشكل عام أحد مكونات احتياطي النقد الأجنبي، وكلما تمكن البنك المركزي من زيادته من خلال توريد مناجم تابعة للإدارة العامة للثروة المعدنية، أو من خلال عقود خارجية للبنك المركزي، زاد ذلك من الاحتياطيات الأجنبية.
ويضيف معطي أن احتياطيات الذهب هي صمام أمان موثوق به للبنوك المركزية لمواجهة حالات الطوارئ والأزمات، ويمكن استخدامه أيضا لسداد الديون الخارجية للدولة والالتزامات الأخرى.
المكون المفضل للبنوك
من جانبه يعتقد خبير المشغولات الذهبية، أمير منيب، أنه يجب الحفاظ على احتياطيات الذهب حتى يتمكن البنك المركزي من بيعها في حالة الحاجة إلى السيولة النقدية.、
وأوضح: "تتميز المعادن الثمينة بسهولة وسرعة التحويل إلى العملات الأجنبية، فهي عنصر مهم في النقد الأجنبي ومفضل لدى غالبية البنوك المركزية في العالم".
ويرى محللون في بنك "غولدمان ساكس"، أن البنوك المركزية في الأسواق الناشئة قادت الاندفاع الأخير نحو الذهب، حيث تمثل حيازات المعدن 6% فقط من احتياطياتها، وهو الأمر الذي دفعها لشراء المزيد من المعدن النفيس وزيادة الاحتياطي الأجنبي لديها.
ومع نهاية مارس/ آذار الماضي ارتفعت أرصدة الذهب لدى البنك المركزي إلى ما قيمته 424.466 مليار جنيه، مقابل 256.599 مليار جنيه بنهاية فبراير/ شباط 2024، وفقا لبيانات البنك.