"فساد" السراج يقتل أسرة بأكملها في طرابلس
توفي تسعة أشخاص هم أفراد عائلة كاملة، في أحد أحياء العاصمة الليبية طرابلس نتيجة اختناق ناتج عن دخان مولد كهرباء.
وتتكون الأسرة المنكوبة (عائلة موفق بريون) من الأب والأم وسبعة أبناء وجدت جثثهم جميعا في منطقة عين زارة، بطرابلس.
واعترف المستشار الإعلامي في وزارة صحة حكومة فايز السراج، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بأن المنطقة التي شهدت حالة الوفاة تعاني من مشاكل انقطاع الكهرباء.
وأشار إلى أن والد الأسرة الذي يعيش في منزل متهالك، حاول الاعتماد على الطرق التقليدية لتدفئة المنزل من البرد القارس، إلا أنهم تعرضوا جميعا لحالة اختناق.
وكانت الأسرة المنكوبة عادت لمنزلها منذ فترة قصيرة، بعد نزوحها، بسبب الاشتباكات التي تدور رحاها بين المليشيات المسلحة وبعضها، للسيطرة وكسب مناطق نفوذ جديدة في العاصمة الليبية طرابلس.
وأرجع تقرير الطب الشرعي، الصادر السبت، سبب وفاة عائلة بروين إلى اختناق بسبب المولد الكهربائي الذي وضع بأحد غرف المنزل المتهالك.
وسلط الحادث الضوء على "عجز" حكومة السراج عن توفير أبسط مقومات الحياة لمواطنيها، الذين خرجوا في مظاهرات، أغسطس/آب الماضي، في العاصمة طرابلس، وعدد من المدن الأخرى، احتجاجا على الانقطاعات المستمرة للكهرباء التي تصل إلى 20 ساعة يوميًا.
وخصصت حكومة السراج، خلال العشرة أشهر الماضية، 4200 مليار دينار ليبي للدعم، الذي ينفق جزء منه على المحروقات، إلا أن تلك الأموال تذهب أدراج الرياح، وتنفق في غير الأوجه المخصصة لها.
وقال خبراء ليبيون إن مسؤولي الشركة العامة للكهرباء المعينين من قبل السراج يزيدون الأزمة بتقاعسهم عن عملهم في تخفيف الحمل عن المواطن الذي يشتري مولدات الطاقة الكهربائية بأغلى الأثمان.
وتعاني ليبيا منذ عام 2011 من قصور في الخدمات خاصة الكهرباء والاتصالات، دون إيجاد حلول حقيقية للأزمة، إلا أنها ازدادت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.
واجتمع السراج يوليو/تموز الماضي، مع مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء واقترح في الاجتماع تأجير محطات عائمة تركية لحل أزمة الكهرباء، ما أثار شكوك الليبيين حول القطع العمدي للكهرباء، للجوء إلى الشركات التركية، ومساندة اقتصاد أنقرة المهتز.
وعبرت شركت "كرباورشيب" التركية عن استعدادها لإرسال محطات عائمة "بدءا من هذا الصيف" من شأنها توفير ألف ميغاواط، أي "ثماني ساعات إضافية من الكهرباء" يومياً، وتملك الشركة 6 مركبات ذات أحجام مختلفة تقدر قيمتها بمليار دولار.
ويرى الخبراء أن الهدف الرئيسي للسراج ليس توفير الطاقة للبلاد، إنما هو تسديد فواتير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتعطش لامتصاص ثروات ليبيا بكل الطرق والوسائل.
aXA6IDMuMTM5LjIzNS4xNzcg
جزيرة ام اند امز