في عيد الاستقلال.. لبنانيون يبحثون عن الاستقلال
يحيي اللبنانيون الذكرى الـ 77 لاستقلال بلادهم في أوضاع وصفوها بـ"المأساوية" على مختلف الأصعدة، معتبرين أن الاستقلال الحقيقي هو الابتعاد عن سياسة المحاور التي تكبّل مصيرهم.
ظهر ذلك بشكل واضح خلال تغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن مشاركتهم في هاشتاق "عيد الاستقلال" التي لم يغب عنه أيضا مواقف السياسيين أنفسهم الذي يرى فيهم الشعب اللبناني سبب مأساتهم.
واستذكرت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو اللبنانيين في عيد الاستقلال عبر "تويتر"، مهنئة إياهم بالاستقلال ومؤكدة أن "فرنسا كانت وستبقى إلى جانبكم".
وكتبت النائبة في حزب القوات اللبنانية ستريدا جعجع قائلة: "صحيح أننا نحيي اليوم ذكرى عيد الاستقلال، إلا أن الواقع الحالي لا يجسّد الاستقلال الحقيقي ولا قناعات اللبنانيين ولا رؤيتهم لدولتهم التي يريدونها حرّة سيّدة مستقلة وقويّة".
وتابعت: "خصوصاً بعد الذي رأيناه في عيونهم في 17 أكتوبر 2019".
وأضافت: "إلا أننا في هذا النهار بالذات، لا يمكننا سوى أن نعاهد الوطن على أننا سنشدّ العزم للعمل بجهد أكبر ليصبح استقلالنا كما يريده شريحة كبيرة من اللبنانيين".
وتوجهت جعجع في هذه المناسبة الوطنية بالمعايدة إلى كل اللبنانيين والجيش "الذي يبقى سياج الوطن وحامي الاستقلال".
العتمة الحالكة
من جانبها، كتبت النائبة في "تيار المستقبل" ديما جمالي عن المناسبة نفسها قائلة: "سيبقى لبنان مستقلا عن كل المحاور في هذا الشرق، وأملا مضيئا في العتمة الحالكة، رغم الغصة التي نشعر بها في قلوبنا، كما في كل عام في ذكرى الاستقلال، الذي نطمح أن يكون حقيقيا".
جمالي تابعت قائلة: "لذا لا بد من أن نضيء شمعة تفاؤل، وابتسامة مشرقة واعدة بلبنان جديد حر سيد مستقل، فنحقق عندها حلم من آمن واستشهد من أجل هذا الوطن".
وشدّدت زميلتها في الكتلة نفسها النائبة رولا الطبش على ضرورة استعادة لبنان استقلالها.
وقالت في تغريدة لها: "الاستقلال ليس منة من أحد، ولا عيدا فارغا، هو أمانة مخضبة بالشهادة، تتناقلها الأجيال بكل عزم وشجاعة، ومتى صار مجرد ذكرى، صار الوطن عند أعتاب السقوط".
وأكدت أن "الاستقلال أمانة، فلنستعيدها، كي نعطيها لأبنائنا حقيقة مشرقة، لوطن له علينا الكثير، ويعني لنا كلنا الكثير. الاستقلال ليس ذكرى، بل أمانة، فلنكن أمناء عليها".
وربطت وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ندى عبد الصمد بين ما الواقع اللبناني الحالي وبين أهمية الاستقلال، قائلة عبر حسابها على تويتر: "عيد بأية حال عدت يا عيد الاستقلال، نريد استقلال القضاء، استقلال من المحاصصة والطائفية، استقلال من التفلت من العقاب، استقلال من الفساد وهدر مال الشعب، استقلال من عدم العدالة".
ندى أضافت: "استقلال وليس استغلال السلطة ليكون عندنا وطن حقيقي ويكون في احتفال حقيقي بالعيد.. استقلالنا بوحدتنا".
وفيما قالت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان: "من احتلال إلى احتلال.. لبنان لم يعرف الاستقلال"، اعتبر الوزير السابق عن "القوات اللبنانية" ريشار قيومجيان أن "الاستقلال أيضا يولد من رحم الأحزان والظلم والمعاناة على أمل أن يتوحد اللبنانيون يوما ما حول مفهوم واحد للاستقلال والسيادة، عندها نتكلم عن بناء دولة وتغيير وثورة كل استقلال".
أين الوطن
وإذا ارتكزت تغريدات السياسيين على المعنى السياسي للاستقلال فإن مواقف الشعب اللبناني كانت مرتبطة بشكل أساسي على أوضاعهم المعيشية من دون إغفال أيضا أهمية الاستقلال الحقيقي بعيدا في ظل ارتباط بلدهم بالمشاريع الخارجية.
وفي هذا الاطار، كتب الإعلامي يزبك وهبي: "عيد الاستقلال يوم يسقط القهر والاستغلال، ونكسر الأغلال ونستعيد الآمال فتستقر الأحوال ويتوفّر المال".
كذلك رأى الإعلامي ادمون ساسين في هذه الذكرى ضرورة الاعتذار ممن ضحّوا لأجل الوطن قائلا: "في عيد الاستقلال اعتذار من كل التضحيات التي سقطت من أجل هذا الوطن، استقلالنا مجرد وهم منذ زمن".
وأردف قائلا: "للخارج كلمة الفصل في شؤوننا بالسياسة والأمن، فساد النظام والإدارة قادنا إلى تبعية اقتصادية أخطر (..) تشرذمنا عمق الولاءات للخارج نحن أصلا في شبه وطن".
ومع استذكار "جوجل" لاستقلال لبنان بوضع صورة له في هذه المناسبة على موقعه، قالت الإعلامية صبحية نجار: "عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ لا أعلم إذا كان جوجل يعرف ماذا يحصل في لبنان لأنه الوحيد الذي يحتفل بهذه المناسبة".
ومع غياب الاحتفالات في هذه المناسبة والتي اعتاد أن يجتمع فيها الرؤساء والمسؤولون، بسبب وباء كورونا، توجه الناشط ريمون حكيم إلى السياسيين قائلا: "نشكر كورونا التي منعت الاحتفال هذا العام لأننا نكره وجوهكم"، على حد قوله.
في المقابل، لا يزال يرى الإعلامي ريكاردو كرم وجها جميلا لهذا الاستقلال، حيث كتب "أجمل ما في ذكرى الاستقلال هي أنّها تجمع وتوحّد حول الوطن وحده وتنحني أمام تضحيات أبنائه ولا تبايع الزعيم".
ووجه "تحية إلى أهل بلادي، نساء ورجال، كبار وصغار، في الداخل والخارج"، داعيا إياهم إلى "النظر إلى الأمام وليس للخلف ونحن ننشد معاً كلّنا للوطن".
واختصر الناشط وساك زعرور الواقع بقوله "ذكرى الاستقلال! عيد بأية حالٍ عدت يا عيد؟"، مضيفا أن "بيروت تحيي ذكرى مرور أربعة أشهر على انفجار مرفئها وما زلنا في انتظار كشف الحقيقة ومحاسبة كلّ المتورطين في هذه الجريمة".
وأشار إلى أنه "في ذكرى استقلال لبنان، لا يسعني إلا أن أتمنى أن نحتفل يوماً ما بولادة لبنان الجديد، لبنان الذي يحاسب فيه كلّ المجرمين".
من جهته، تساءل طوني معوض قائلا: "كيف نحتفل بعيد الاستقلال ولبنان تحت الوصاية الإيرانية؟ عن أي استقلال تتحدثون وقرار السلم والحرب ليس بيد الدولة؟ عن أي استقلال تتحدثون والدولة رهينة منظمة إرهابية أيديولوجية تابعة لإيران؟".
ويحتفل لبنان بالذكرى 77 لاستقلاله في خضم من الأحداث السياسية المتسارعة التي لحقت بالبلاد عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي والذي خلف آلاف القتلى والمصابين. ويغيب العرض العسكري التقليدي عن الاحتفالات بسبب جائحة كورونا.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز