الراعي في ذكرى استقلال لبنان يتحسر على سنة "لا تقدر بثمن"
شاءت الصدفة أن تمر ذكرى استقلال لبنان، والبلد شبه مبعثر يبحث عن مخرج من مأزق عمّقه مرفأ مدمر وحكومة متعسرة.
مشهدٌ لم يكن ليمر على عظة الأحد للبطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي تحدث اليوم، في جملة من الملفات الراهنة التي يعيشها لبنان، في مقدمتها عرقة تشكيل الحكومة، والتحقيق في انفجار المرفأ.
وفي عظته التي تزامنت مع الذكرى الـ77 لاستقلال بلاده، قال الراعي إن "استقلال لبنان لا يعني نهاية الانتداب الفرنسي فقط، بل خروج لبنان من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد، فلا ينحاز تارة إلى الشرق وطورا إلى الغرب. ولا ينحاز تارة إلى الشرق وطورا إلى الغرب".
سنة "لا تقدر بثمن"
وفيما انتقد العودة إلى نغمة الحصص والحقائب التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة، أكد أن هذا الأسلوب "عزز من الفساد والاستيلاء على المال العام وهدره، وأوصل الدولة إلى حالة الانهيار والإفلاس".
وهنا تساءل " هل يدرك المعطلون أن الناتج المحلي انحدر هذه السنة من 54 مليار دولار إلى 25، وأننا خسرنا سنة إصلاح لا تُقدر بثمن؟".
محذرا "إذا تشكلت الحكومة على صورة سابقاتها، لا سمح الله، سينتج عنها الخراب الكامل".
لكنه استدرك بقوله: "ما زلنا نعول على إرادات حسنة مخلصة للوطن تعمل على استعادة قرار الدولة المستقل، وبناء دولة جيشها واحد لا أكثر، وقوميتها واحدة لا أكثر، وولاؤها واحد لا أكثر دولة حدودها محصنة، وسيادتها محكمة، وشرعيتها حرة، ودستورها محترم".
حكومة استثنائية
كما أن الراعي يعول على "حكومة استثنائية إنقاذية قادرة على النهوض بالبلاد، وكسب الثقة الداخلية والخارجية العربية والدولية، ودولة تعيد بناءها الداخلي على الدستور والميثاق نصّا وروحا".
ليس هذا فحسب، بل آمال بطريرك لبنان امتدت لـ"دولة تُصلح الخلل في هويتها الأساسية: العيش المشترك كمشاركة متوازنة بين المسيحيين والمسلمين، لا كمحاصصة بين أفراد سياسيين نافذين".
وفي كلمته عرجّ الراعي كما في عظاته السابقة، على ملف التحقيق بانفجار مرفأ لبنان الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب الماضي.
وفي هذا الصدد، تساءل : "ماذا نقول عن ضحايا ومنكوبي انفجار مرفأ بيروت، والصمت بشأن التحقيق العدلي مطبق حتى الآن، وقد مر ما يقارب الأربعة أشهر؟".
مستطردا في الجزئية الأخيرة " نتساءل معهم (الضحايا) لماذا لا يشمل هذا التحقيق كل المعنيين إلى أقصى حدود المسؤوليات، ولو كشهود".
وختم حديثه حول هذا زلزال المرفأ، " إن جريمة بهذا الحجم لا يمكن أن تستثني أحدًا مهما علا شأنه، ومرة أخرى نقول: إنها ساعة القضاء الحر والشجاع"!
وبعد انفجار مرفأ بيروت، واستقالة حكومة حسان دياب، وافقت القوى السياسية على مبادرة فرنسية تنص على تشكيل حكومة خلال أسبوعين، لكنها فشلت في ترجمة تعهداتها.
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل الحكومة، إلا أنت ولادة هذه الحكومة مازالت متعسرة إلى يومنا هذا، وسط انقسامات سياسية لطالما عرقلت وأخرت تشكيل الحكومات في لبنان.