حكومة "الشتاء".. تشكيلة مرتقبة تعيد الدفء الغائب للسودان
ظل السلام أحد القضايا الأساسية بالسودان، منذ اندلاع ثورة ديسمبر 2018، قبل تحديد ملامح المرحلة الانتقالية لرسم خارطة هذا الملف بالبلاد.
لكن السلام المنشود- وإن تحقق مشوار طويل منه – لا يزال محفوفاً بالتحديات؛ إذ يقول المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني نور الدين بابكر إن اكتمال هياكل السلطة الانتقالية شكل تحديا كبيرا أمام الحكومة المؤقتة.
فقبل توقيع اتفاق السلام بين فرقاء السودان في جوبا، تعثرت المفاوضات لأكثر من عام، فضلا عن ضعف أداء الحكومة لأسباب مختلفة، وفقاً لما أكده نور الدين لـ"العين الإخبارية".
وتوقع تغييرات جوهرية ومنهجية في أداء الحكومة السودانية تطال طرق العمل والأشخاص بعد حضور فاعلين جدد في العملية السياسية أي أطراف اتفاق جوبا.
وتشمل الحكومة الجديدة إضافة 3 أعضاء بالمجلس السيادي و5 وزراء من الجبهة الثورية، بجانب الدفع بقيادات سياسية من قوى الحرية والتغيير في الوزارات المتبقية الشاغرة.
وأضاف: "بعد خطوة فصل الوزارات المتداخلة المرتبطة بتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، وبعد وصول قادة الكفاح المسلح للخرطوم فإنه من المقرر المشاركة في كافة مستويات السلطة من مجلسي السيادة الوزراء والمجلس التشريعي".
غياب الكفاءات
من جهته، عزا القيادي بالجبهة الثورية الطاهر كرشوم، ضعف الحكومة الحالية، إلى عدم اختيار قوى الحرية والتغيير لقيادات من ذوي الكفاءة والخبرة والدراية بوضع الدولة السودانية.
ومضى في حديثه: "كل الأسباب السابقة ساهمت في عدم تقديم الحكومة لأي شيء يذكر خلال الفترة الماضية، وخاصة في الجانب الاقتصادي المتعلق بالمعيشة والعلاقات الخارجية".
وتحدث لـ"العين الإخبارية"، قائلا: "السودان يمر بظروف صعبة في كل الجوانب الأساسية من انعدام خدمات الصحة والمياه والكهرباء حيث أصبح الشعب يقضي وقته في البحث عن معينات الحياة الضرورية".
وطالب بتشكيل حكومة قوية تستطيع مجابهة كل التحديات والإشكاليات التي تعاني منها الدولة السودانية؛ حيث من المقرر إعلان الوزارة الجديدة بمشاركة قيادات الكفاح المسلح الأسبوع المقبل.
بدوره، أكد مراقب سياسي - فضل عدم ذكر اسمه - أن الحكومة الجديدة ينتظرها الكثير من الملفات المهمة لإنجازها وليس الاقتصاد فقط.
وأشار إلى أن عملية السلام لم تكتمل بعد، بجانب خروج بعض القوى السياسية من الحرية والتغيير وإعلان نيتها إسقاط الحكومة، بالإضافة إلى الأزمة الاجتماعية والسياسية التي هزت شرق السودان ولم تتم معالجتها إلى الآن.
وأوضح أن من واجبات الحكومة توسيع قاعدتها الاجتماعية لضمان استقرار المرحلة الانتقالية، والاقتراب من القضايا الحيوية التي تطرحها لجان المقاومة للتعرف على المشاكل ومعالجتها وتحسين الاقتصاد بالاستفادة من رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز