فلسطين تحتفل بإعادة ترميم مقام النبي موسى
الفلسطينيون يتطلعون إلى أن يكون الموقع إضافة لكونه وجهة للسياحة الداخلية، ومقصدا للسياحة الدينية مع ازدياد عدد السياح إلى القدس والخليل
احتفل الفلسطينيون بإعادة ترميم وتطوير مقام النبي موسى الذي مضى على إنشائه نحو 800 عام والذي يحظى بشهرة واسعة وتقام حوله احتفالات سنوية.
واستغرقت عملية ترميم وتطوير المقام نحو عامين شملا إعداد الدراسات التاريخية والهندسية.
ويقع المقام فوق تل شرقي مدينة القدس يطل على البحر الميت ويرجع تاريخ تأسيسه لعهد الظاهر بيبرس في القرن الـ13.
ويتكون من 3 طوابق بمساحة 4500 متر مربع ويضم 144 غرفة متعددة الاستخدامات ويحاط بسور على ارتفاع نحو 4 أمتار.
ويرتبط موقع المقام لدى الفلسطينيين بإحياء "موسم النبي موسى" في أبريل/نيسان من كل عام، حيث تقام احتفالات دينية على مدى أيام ويتوافد الزوار من كل مكان.
ويتطلع الفلسطينيون إلى أن يكون الموقع إضافة لكونه وجهة للسياحة الداخلية ومقصدا للسياحة الدينية مع ازدياد عدد السياح إلى مدينة القدس والخليل.
وجاءت أعمال ترميم وتطوير المقام في إطار منحة أوروبية بقيمة 5 ملايين يورو خصصت للقطاع السياحي شملت أيضا ترميم مبنى قديم في نابلس (خان الوكالة) الذي تم تحويله إلى فندق.
وفي احتفال شعبي ورسمي أقيم، الأربعاء، أعيد فتح المكان بعد أعمال ترميم وتطوير استغرقت عامين بدعم من الاتحاد الأوروبي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، في كلمة بحفل الافتتاح: "اليوم يتم إعادة ولادة مقام النبي موسى بثوب جديد، بعد أن تم ترميمه بالكامل"، وأضاف: "عملنا في مقام النبي موسى يمثل بالنسبة لنا الحفاظ على التاريخ والتراث الديني والروحي".
وقال اشتية: "سوف يدار الموقع من شركة فلسطينية تمثل القطاع الخاص الفلسطيني، وأوجه الشكر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على روح الشراكة مع الحكومة، وعلى سخاء الاتحاد الأوروبي على ما يقدمه من مساعدة لفلسطين".
وتتعاون السلطات الفلسطينية مع القطاع الخاص في مشروع إحياء المقام، إذ تتولى شركة خاصة إدارة الموقع الذي جرى تحويل جزء منه إلى نزل فندقي من 20 غرفة إضافة للمطاعم والقاعات.
وقال مدير عام المتاحف والتنقيبات الأثرية في وزارة السياحة والآثار، جهاد ياسين: "جرى ترميم الموقع بما لا يتعارض مع قيمة الموقع الدينية والعالمية حيث إنه مدرج على اللوائح التمهيدية للائحة التراث العالمي".
وأضاف: "فلسفة الترميم قامت على الحد الأدنى من التدخل وعدم تغيير الطابع المعماري للمكان والالتزام بالمعايير الدولية للترميم".
وقالت وزيرة السياحة والآثار، رولا معايعة: "هذا مكان تاريخي مهم جدا من عهد المماليك قمنا بترميمه بشكل مجمع سياحي لاستقطاب السياحة من كل دول العالم وبالأخص السياحة الإسلامية".
وتابعت قائلة: "بالإضافة إلى القدس والخليل سوف يكون هذا الموقع هو من أهم الأماكن التي يتم زيارتها من قبل السائح".
وقال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالأراضي الفلسطينية، روبيرتو فالنت، في كلمة بحفل الافتتاح: "هذا المقام.. الأيقونة التاريخية الذي جرى ترميمه بالشراكة بين قطاعات مختلفة أصبح اليوم حقيقة".
وأضاف: "هنا يلتقي الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا الجهد من أجل فلسطين".
وقال ممثل الاتحاد الأوربي في الأراضي الفلسطينية، رالف تراف: "المباني التاريخية هي انعكاس لتاريخنا ووجه تراثنا، تعكس حروب الماضي وتعكس أيام السلام والازدهار، الحفاظ عليها يساعدنا على فهم المجتمعات واحترامها وتنميتها".
وأضاف: "هذا المقام كان وما زال أحد أكبر المواقع التاريخية في فلسطين وارتبط تاريخه بالطرق الصوفية من غناء روحي وإنساني، لقد كان المقام منارة ثقافية ودينية".
وتابع: "مقام النبي موسى سيوفر 70 وظيفة مباشرة و200 فرصة عمل بشكل غير مباشر ويستعيد الحياة".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز