الرؤية الحاسوبية لهلال رمضان.. التكنولوجيا في خدمة الشعائر
![الرؤية الحاسوبية يمكنها تحقيق نقلة نوعية في تحديد الأهلة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/18/214-115031-computer-vision-ramadan-crescent_700x400.jpg)
نجح فريق من الباحثين بجامعة السلطان زين العابدين بماليزيا في تطوير نموذج متقدم للرؤية الحاسوبية يُحدث نقلة نوعية في تحديد الأهلة.
ويعد هذا النموذج خطوة هامة في تحسين دقة التقويم الهجري الذي يعتمد عليه أكثر من 1.5 مليار مسلم حول العالم.
وتعتمد الدراسة التي نشرت في دورية " علم الفلك والحوسبة"، على تحسين تقنية اكتشاف الهلال الجديد من خلال معالجة الصور باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي متطورة، مما يضمن دقة فائقة وسرعة أكبر مقارنةً بالطرق التقليدية.
ويعتمد التقويم الهجري بشكل أساسي على رؤية الهلال لتحديد بدايات الأشهر الهجرية المهمة مثل رمضان، شوال، وذو الحجة، مما يجعل رصد الهلال الجديد أمرا بالغ الأهمية، ومع ذلك، تواجه عملية رصد الهلال تحديات تقنية بسبب انخفاض التباين بين الهلال والسماء المحيطة، وهو ما يعوق قدرة المراصد والعلماء على تحديد الهلال بدقة.
وتغلب الباحثون في هذه الدراسة على التحديات باستخدام تقنيات متقدمة في الرؤية الحاسوبية، بهدف تحسين وضوح الهلال الجديد بعد اقترانه باستخدام أساليب معالجة الصور المتقدمة، مثل التمويه الغاوسي ( Gaussian Blur )، التحويل التكيفي للعتبة (Adaptive Thresholding) اللذان يعززان وضوح الهلال في الصور، وتقنية تحويل هوف الدائري ( Circular Hough Transform )، والتي تمثل ركيرزة أساسية في اكتشاف الشكل الدائري للهلال في الصورة.
وتستخدم التقنية الأولى لتقليل التشويش الضوئي وتنقية الصورة، مما يساعد على التركيز على العناصر الأساسية مثل الهلال، وتساعد الثانية على تحسين تباين الصورة لتحديد الهلال بشكل واضح، حتى في الظروف التي تتغير فيها الإضاءة، أما الثالثة فتستخدم لاكتشاف الهلال بناءً على شكله الدائري أو المقوس.
واختبر الباحثون هذه التقنيات في ثلاث مراصد بماليزيا هي ( كوليج أوجاما سلطان زين العابدين )، و( تلوق كيمانغ) و( ميري)، وكشفت النتائج أنها لم تعمل فقط على تحسين دقة اكتشاف الهلال، ولكنها أيضا رفعت كفاءة عملية الرصد بشكل عام، ووجدوا أنها تتميز بالدقة العالية في تحديد الصور التي تحتوي على الهلال مقارنةً بالصور التي لا تحتوي عليه، مما يزيد من فعالية عملية التخطيط للأحداث الدينية المهمة التي تعتمد على الدورة القمرية.
وأوضح الباحثون أن كل هذه التقنيات تم تطبيقها باستخدام مكتبة ( OpenCV) التي تعد من أكثر أدوات البرمجيات كفاءة في معالجة الصور وتطبيقات الرؤية الحاسوبية.
وأضاف الباحثون أن "هذه الدراسة تُظهر مدى قدرة التكنولوجيا الحديثة على تحسين دقة وكفاءة الرصد"، مشيرين إلى أن "هذه التطورات في الرؤية الحاسوبية ستُحدث تغييرا جذريا في كيفية تعاملنا مع مراقبة الهلال الجديد".
aXA6IDE4LjE4OC4xMi4yNCA=
جزيرة ام اند امز