إعلان مؤتمر "علماء أفريقيا".. تفعيل ميثاق حلف الفضول الجديد
المؤتمر جمع 500 من العلماء والشخصيات المرجعية في أفريقيا حول موضوع "التسامح ونبذ التطرف".
أشاد الإعلان الختامي لمؤتمر علماء أفريقيا في موريتانيا بجهود الإمارات وإسهامها في نشر قيم السلم والتسامح في أنحاء العالم وخصوصاً في القارة السمراء.
- مؤتمر "علماء أفريقيا" في موريتانيا.. تأصيل لمفهوم التسامح
- مؤتمر علماء أفريقيا بموريتانيا.. جبهة موحدة لنشر التسامح والسلام
وجمع المؤتمر، الذي نظَّمه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، 500 من العلماء والشخصيات المرجعية في أفريقيا حول موضوع "التسامح ونبذ التطرف".
وأوصى الإعلان الختامي للمؤتمر، الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بتفعيل ميثاق حلف الفضول الجديد لما يحتويه من قيم وفضائل، ويفتحه من آفاق واعدة للتعايش، وكذا توحيد الأمم على أساس "التعارف" و"التعاون" و"الأخوة الإنسانية".
واعتبر الإعلان الختامي للمؤتمر الذي صدر مساء الخميس، أن "واجب الوقت" أصبح يفرض على العلماء والقادة الدينيين التدخل العاجل من أجل التصدي للعنف والتطرف والمساعدة في فهم هذه الظاهرة، وتحليل أسبابها، ومعرفة تشكلاتها وملابساتها، واستشراف مآلاتها المستقبلية.
وتوقّف عند ضرورة تفكيك الخطاب الأيديولوجي الذي تستمد منه ظاهرة التطرف "شرعيتها"، والتوظيف الخاطئ للمناهج في الاستدلال، وتبنى مفاهيم مغلوطة في مجالي الدين والسياسة.
مقترحات وحلول
واعتمد الإعلان الختامي على مقترحات عدة من شأنها تحقيق الأهداف التي التأم حولها المؤتمرون على مدى 3 أيام في موريتانيا، وتضمنت عدداً من العروض والمحاضرات.
ومن أبرز هذه المقترحات والأدوات إنشاء مجلس للوساطات والمساعي الحميدة في مختلف الدول الأفريقية يضم النخبة الدينية والفكرية وأعيان المجتمع.
ودعا المؤتمر المنظمات الإقليمية إلى ضرورة العناية الخاصة بالجانب الفكري والديني في استراتيجياتها المعتمدة خصوصاً الاتحاد الأفريقي وتجمع دول الساحل الخمس.
كما دعا العلماء الأفارقة المنظمات الحكومية وغير الحكومية إلى الشراكة والتّنسيق مع العلماء والقيادات الدينية للوقوف أمام مخاطر التطرف وتحدياته، وكذا إنشاء قوافل أفريقية للسلام وتقريب وتجسير العلاقات بين أتباع الأديان في أفريقيا.
وطالب المؤتمرون بتطوير آليات تصون التنوع الحضاري والديني والثقافي باعتباره ثراءً وانسجاماً وليس ذريعة للصدام، وتبرئة كل الديانات من وصمة الإرهاب وفي طليعتها الدين الإسلامي.
وشدد الإعلان الختامي على أهمية بث ثقافة التسامح باعتباره إلزاماً دينياً وواجباً إيمانياً، وعدم اعتباره مجرّد إمكان متاح في الدين من بين إمكانات متعدّدة.
كما طالب العلماء بإصدار قوانين في تجريم ازدراء الأديان والمقدسات، وتجريم الأفعال والأقوال التي تؤدي إلى الفتن والاحتراب.
ووجه المشاركون في المؤتمر نداءً إلى الشباب الأفريقي، الذي انخرط أو في سبيله للانخراط في جماعات الفتنة، أن يتوقفوا وأن يراجعوا أنفسهم ويعدلوا عن هذا السبيل ويعتمدوا الوسائل الشرعية لصيانة الأوطان والأديان.
وخلص الإعلان الختامي للمؤتمر إلى اقتراح إنشاء مركز متخصص للمناصحة يكون مقره نواكشوط ويعمل على إعادة دمج المتأثرين بالأفكار التي تؤدي إلى الفتن والاحتراب ويسعى لإعادة السكينة للمجتمعات الأفريقية.
الأهداف
مؤتمر علماء أفريقيا الذي التأم حول موضوع السلم والتسامح ونبذ التطرف اعتبر في إعلانه الختامي أن اللقاء كان بهدف إعداد خطة متكاملة فاعلة ومندمجة ومستوعبة للتراث الإنساني الأفريقي للتصدي للتطرف والجريمة العابرة للحدود.
ومن بين أهداف المؤتمر تطوير مناهج التفكير، وآليات العمل وفق وسائل مبتكرة: سلمية ومشروعة لمواجهة العنف والتطرف فكرا وممارسة.
ويهدف المؤتمر كذلك إلى مد مزيد من جسور التعاون بين الأديان والثقافات، أو بين رجال الدين والفاعلين في المجالات الإنسانية والحقوقية على ضوء مبدأ "تحالف القيم" و"الجوار الإنساني".
وأخيراً يرمي المؤتمر إلى إعادة الاعتبار لفكر التسامح الديني، والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب استلهاماً للمبادئ الإنسانية العالمية، وقيم القارة السمراء، وتجسيداً للرسالة السامية التي أرستها صحيفة المدينة المنورة.