انطلاق فعاليات مؤتمر "التسامح في النظم والتشريعات والقوانين" بأبوظبي
الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: قيادة الإمارات تقدّر قوة التسامح وأهمية توفير حياة كريمة لكل من يعيش على هذه الأرض
انطلقت، الأربعاء، جلسات المؤتمر الدولي "مفهوم التسامح في سياق النظم التشريعية والقضائية" بأبوظبي ويستمر ليومين.
وتنظم المؤتمر وزارة التسامح بالتعاون مع المركز الدولي للقانون والدراسات الدينية بجامعة بريجهام يونغ بالولايات المتحدة الأمريكية وكلية القانون بجامعة الإمارات.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على المبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقعها، في أبوظبي فبراير/شباط الماضي، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وإعلان "بونتا ديل إستي" بشأن الكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان، لتتحول إلى أطروحات قانونية يمكن لجميع دول العالم الاستفادة منها.
وطن متسامح
وفي كلمته، قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن قادة دولة الإمارات يقدرون قوة التسامح وأهمية توفير حياة كريمة لكل من يعيش على هذه الأرض.
وأكد أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" كان يريد للإمارات أن تكون قوة موجبة ونظرته الثاقبة هي التي أوصلتنا لهذه المكانة.
وأشار إلى أن الإمارات هي الدولة الأولى في العالم التي استحدثت وزارة للتسامح لمحاربة خطاب الكراهية والاحتفاظ بالقيم الإنسانية المشتركة.
وأوضح أن التسامح لن يتحقق إلا بجهد كبير وتفهّم عبر التعاون بين الدولة والمجتمع وهو طريقنا لإشاعة روح التسامح.
وقال إن مؤتمر مفهوم التسامح في سياق الأنظمة التشريعية والقضائية يهدف للتأسيس لها بالتعاون مع كليات القانون ومراكز الدراسات الدينية وكلية القانون بجامعة الإمارات.
وأضاف: "أتمنى من مؤتمركم استخدام وثيقة الأخوة الإنسانية كأساس لتحقيق التسامح في سياق النظم التشريعية والقضائية".
وأكد أن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بأبوظبي هو أساس لما نحتاجه لتأسيس مفهوم التسامح ومحاربة الكراهية.
وتمنى وزير التسامح أن تنشر وثيقة الأخوة الإنسانية في جميع أنحاء العالم والتوصل لاقتراحات حول تشريعات ترسخ للتسامح في النظم القضائية بجميع أرجاء العالم.
ولفت إلى أن أكثر من 200 جنسية في العالم تقيم في دولة الإمارات واتجاهنا لوطن متسامح وآمن هو أبرز توجيهات قيادة دولة الإمارات.
وثيقة الأخوة رسالة سلام
من جانبه، قال الأستاذ الدكتور كول درهام، مدير ومؤسس المركز الدولي للدراسات القانونية والدينية بكلية بريجهام للقانون بالولايات المتحدة، إن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت بأبوظبي تمثل رسالة سلام من الإمارات للعالم.
وأضاف أن الوثيقة ترسخ لمبادئ السلام والتسامح والكرامة الإنسانية وعلينا العمل على جذب الناس إليها.
وتابع: "نعيش وسط تجاذبات كبيرة ومهددات أمنية عديدة لقيم العيش المشترك ولتخطي كل هذا علينا استلهام الإرث الإنساني في التسامح".
وأكد أن "الكرامة الإنسانية تساعدنا على تخيل العالم وما يفترض أن يكون عليه وهي مفهوم مهم لرفع مستوى التفاهم".
الابتعاد عن الانغلاق الفكري
بدوره، قال جان فيجل، المبعوث الخاص للحريات الدينية للاتحاد الأوروبي: سعدت بلقاء الشيخ نهيان بن مبارك وزير التسامح الإماراتي والشيخ عبد الله بن بيه (رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة).
وأشار إلى أن الإمارات أعلنت عام 2019 عاما للتسامح ونتمنى من الدول الأخرى أن تحذو حذوها.
وأضاف: "ما حدث في سيرلانكا من أعمال إرهابية أمر مؤسف للغاية ونتمنى أن ينال الإرهابيون ما يستحقونه من عقاب".
والأحد الماضي، وقعت سلسلة تفجيرات ضربت 4 كنائس و3 فنادق فاخرة بالعاصمة كولومبو في عيد القيامة؛ ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والمصابين في حدث لم تشهد البلاد مثيلا له منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 10 أعوام.
وأشار إلى أن الإمارات أصبحت من المقرات الرئيسية لانتشار مفهوم التسامح في جميع أنحاء العالم ودول الخليج العربي.
وأوضح أن مفهوم التسامح العالمي مبني على القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان المختلفة.
وأكد أن الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس لدولة الإمارات رسخت معانيَ عدة أبرزها التسامح الذي جسدته وثيقة الأخوة الإنسانية.
واعتبر أن الاهتمام بالشباب والتعليم يمكننا من تجذير قيم الكرامة الإنسانية والتسامح وترسيخها في نفوس الأجيال.
ونوَّه بأن الابتعاد عن الانغلاق الفكري يمثل خطوتنا الأولى لاحترام الكرامة الإنسانية وإشاعة روح التسامح.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 200 من الخبراء في القانون وحقوق الإنسان والقضاء من كل أنحاء العالم، وتركز جلسات المؤتمر الذي يستمر يومين على إعداد تصور عام للأطر التشريعية المحلية والدولية المتعلقة بالتسامح وقبول الآخر والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان.
وتقر وثيقة الأخوة الإنسانية، التي شهدت تفاعلاً دولياً وإقليمياً، عدداً من الحقائق، أبرزها: أن أهم أسباب أزمة العالم اليوم تعود إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية، وكذلك استدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والسامية.