اعتراف إيراني متأخر.. مقتل أكثر من 300 شخص بالاحتجاجات
اعترف قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، مساء اليوم الإثنين، بمقتل أكثر من 300 شخص في الاحتجاجات الأخيرة.
وقال قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، في اجتماعه مع طلاب جامعة رجائي بالعاصمة طهران، "لقد فقدنا في الأحداث الأخيرة على خلفية وفاة مهسا أميني أكثر من 300 شخص بين شهيد وقتيل".
ويقصد بكلمة شهيد في الإشارة إلى مقتل العناصر الأمنية، بينما استخدم كلمة قتيل في إشارة إلى المتظاهرين.
الاعتراف الرسمي الإيراني جاء متأخرا مع دخول الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الإيراني شهرها الثالث على خلفية مقتل الشابة الكردية "مهسا أميني" على أيدي شرطة الأخلاق في طهران لعدم ارتداء الحجاب.
وماطلت السلطات الرسمية الإيرانية كثيراً في الكشف عن أعداد القتلى، ونفت مرارا الأرقام والإحصائيات التي تنشرها المنظمات الحقوقية الإيرانية والدولية.
وأضاف العميد حاجي زاده أن "الجميع تأثر لوفاة هذه الفتاة وليس هناك شخص سعيد لما حدث تجاهها، لكن بسبب هذه الحادثة رغم عدم وجود أرقام دقيقة لديه، لكن ما أستطيع أن أؤكده أنه فقدنا أكثر من 300 شخص في هذه الأحداث الأخيرة".
"جهل الأجهزة الأمنية"
كما اعترف العميد حاجي زاده بما وصفه بـ"جهل" الأجهزة الأمنية بخطط من وصفهم بـ"الأعداء" لتحريك الاحتجاجات، وقال "أولئك الذين خدعتهم الأحداث الأخيرة ليسوا أعداء للثورة يجب أن يعرفوا العدو".
وقال "لماذا لا يكون لدينا مقرر "دراسات العدو" في الجامعات والتعليم؟"، مضيفاً وهو يهدد المتعاطفين مع الاحتجاجات "المشاهير الذين ليس لديهم معلومات يجب ألا يثيروا الشك في المجتمع، لأنه إذا نزفت أنف شخص ما بكلماته فيجب محاسبته".
كما اعتبر القائد بالحرس الثوري إن "إطلاق النار والطعن وإلقاء قنابل المولوتوف ليس احتجاجا أو قتالا عائليا إنه حرب".
منظمة حقوقية: 451 قتيلا في الاحتجاجات
وفي سياق متصل، قالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، مساء اليوم، إن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى 451 شخصاً بينهم 63 طفلاً و60 عنصراً أمنياً، كما أشارت المنظمة ذاتها إلى اعتقال 18 ألف و173 شخصاً.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الإثنين، إن طهران لن تتعاون مع لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة التي وافق عليها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أنه إذا لم تسمح السلطات الإيرانية لأعضاء هذه اللجنة بالدخول أو رفضت التعاون معهم، فلن تتوقف أنشطة هذه اللجنة.
وتصف إيران المتظاهرين بـ "مثيري الشغب" وتعزو بدء الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الحادي عشر واستمرارها إلى حكومات أجنبية، وأصدر القضاء الإيراني حكما بالإعدام على عدد من المحتجين المعتقلين.
والخميس الماضي، صوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، والتي سيتم تشكيلها في الأسابيع المقبلة، في إشارة إلى "مئات القتلى" خلال قمع الاحتجاجات السلمية.
وردت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) على مقتل الأطفال والمراهقين في هذه الاحتجاجات بإصدار بيان دعت إلى إنهاء أي عنف وإساءة معاملة للأطفال في إيران.
ورغم حملة القمع، تواصلت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الإيراني في عدة مدن من بينها طهران وشيراز ومشهد وسنندج وغيرها.
وقال موقع "سحام نيوز"، إن احتجاجات شعبية مناهضة للنظام خرجت مساء اليوم الإثنين رفعت شعارات ضد المرشد علي خامنئي.