قفزة إيرانية في الفراغ.. "مهسا أميني" تكتب بنود الاتفاق النووي
فيما بدا قفزة في الفراغ، ربط مرشد إيران علي خامنئي بين الاحتجاجات الشعبية على مقتل الشابة الكردية مهسا أميني والاتفاق النووي.
واعتبر خامنئي أن المظاهرات المستمرة منذ 3 شهور هدفها تقديم تنازلات للولايات المتحدة والتوجه نحو إبرام اتفاق ثان وثالث غير الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن.
وقال خامنئي -في خطاب بثه التلفزيون الرسمي خلال استقباله حشداً من قوات الباسيج الذراع العسكرية للحرس الثوري "العدو (أمريكا) يبحث عن خطة عمل مشتركة ثانية وثالثة معنا، حيث يريد في الثانية أن نغادر المنطقة وفي الثالثة أن نتوقف عن إنتاج أي أسلحة مهمة"، مضيفاً "لن نقدّم التنازلات لأمريكا".
واتهم خامنئي المحتجين الإيرانيين بمحاولة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) 2 و3 بتنسيق مع الولايات المتحدة.
وأضاف خامنئي "الأمريكيون الآن يدعون لإنهاء الملف النووي للبلاد، ثم سيطالبون بتغيير الدستور، ثم سيسعون لإزالة مجلس صيانة الدستور"، مبيناً "العدو يريدنا ألا ننتج أسلحة استراتيجية مهمة حتى نقاتلهم بالبنادق والدبابات إذا هاجموا".
كما حث خامنئي السلطات في بلاده على قمع المحتجين ومحاسبتهم، وقال "يجب معاقبة كل الإرهابيين وكل مثيري الشغب"، مشيراً إلى أن "مشكلتنا مع أمريكا لن تُحل عبر التفاوض وإنما عبر تقديم التنازلات فقط، وهم يريدون منا أن نقدم التنازلات يوميا! ويريدون إسقاط النظام في إيران ولن يتمكنوا من ذلك".
وخاضت إيران ثماني جولات من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة منذ العام الماضي، بهدف التوصل إلى تفاهم يعيد إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ويرفع عنها العقوبات.
ولم تسفر تلك المفاوضات عن أي نتيجة بسبب تعنت إيران ومواصلتها فرض مطالب جديدة على القوى الغربية من بينها الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 وقامت بتشديد العقوبات على طهران.
وقد أثقلت العقوبات الأمريكية والغربية كاهل الاقتصاد الإيراني، لدرجة أن البلاد تشهد بين الحين والآخر موجة احتجاجات شعبية عارمة بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وعادة ما تواجه السلطات الحاكمة تلك الاحتجاجات بمزيد من القوة والعنف.