اعترافات كاملة.. المقاومة اليمنية توثق صلة إرهابيي القاعدة بالحوثيين
إثبات جديد على تجنيد الحوثيين عناصر منخرطة في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي لدعمها بالوكالة في المناطق اليمنية المحررة.
6 عناصر إرهابية وقعوا في قبضة استخبارات المقاومة الوطنية، اعترفوا بجرائم متنوعة أدارتها مليشيات الحوثي وتنوعت من نشر الفوضى عبر نهب الدوريات إلى الاغتيالات واستهداف المدنيين والعسكريين على حد سواء.
ونشرت المقاومة الوطنية في اليمن مقطع مصور لاعترافات مسؤول وأعضاء الخلية الموقوفين وجميعهم ينحدرون من مدريتي "خنفر" و"زنجبار" في محافظة أبين، وسبق وانخرطوا في تنظيم القاعدة قبل أن تجندهم مليشيات الحوثي لاستهداف القوات المشتركة خصوصا قوات العمالقة، القوة الضاربة في مواجهة الانقلابيين.
وبحسب بيان للمقاومة الوطنية تلقته "العين الإخبارية"، فأنه تم ضبط الخلية المؤلفة من مسؤول الخلية و5 عناصر أخرى فضلا عن عناصر فارة من العدالة الشهر الماضي وذلك بعد أن جندهم الحوثيون عام 2020.
وعلى رأس العناصر الموقوفة المسؤول المباشر عن الخلية الإرهابي "مهدي علي أحمد المرقشي"، المكنى "أبو علي"، والإرهابي "عوض محمد عوض جوبل" وهو عنصر سابق في تنظيم القاعدة الإرهابي، وكذلك "حمدي العزيبي، ومحمد علي المرقشي وموسى مهدي المرقشي، ومازن فضل الهدار".
ويدير الخلية الإرهابية، وفقا لاعترافات أعضائها في المقطع المصور الذي تابعته "العين الإخبارية"، القياديان الشقيقان في ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابعة للحوثي فارس، وهيثم عريك، إلى جانب قيادي أمني آخر ويعمل مسؤول عن الاغتيالات في ذات الكيان الإرهابي.
من القاعدة للحوثي
ويعترف عضو الخلية الإرهابية "عوض محمد جوبل" بأنه كان يعمل بحارا في أبين قبل أن ينخرط مع تنظيم القاعدة الإرهابي ثم ينتقل للعمل لصالح مليشيات الحوثي عبر خلية إرهابية تنفذ أعمال قطع الطرق والنهب والاغتيالات.
وبدأت علاقة جوبل بتنظيم القاعدة عندما تعرف على أحد أبناء منطقته في "الشيخ سالم" في أبين، ويكنى "أبو محمد" واسمه "عبدالمنعم بقش"، وهو إرهابي يقوم بمهمة استقطاب الأفراد لتنظيم القاعدة.
وبحسب اعترافات جوبل فإنه انخرط بالفعل مع تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين لشهور، لكن سرعان ما تواصل معه المدعو "مهدي المرقشي" مسؤول الخلية الإرهابية للحوثيين، وهو على صلة قرابة به، للعمل معه في نشر الفوضى عبر النهب وقطع الطرقات.
وأشار إلى أنه سرعان ما انتقل من الساحل الشرقي الجنوبي للبلاد إلى الدريهمي في الساحل الغربي لليمن للعمل مع الخلية الحوثية في تنفيذ أعمال نهب سيارات مسؤولين في القطاع الصحي والعسكري.
ولفت إلى أنه بعد نهب السيارات تقوم العناصر بإيصالها إلى أحد القيادات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي في بلدة" المحجر" الريفية الذي حررت مؤخرا وهو "فارس عريك" والذي يشتريها بمبالغ مالية كبيرة.
إغراءات مالية
وتقدم مليشيات الحوثي مبالغ مالية مغرية للعناصر الإرهابية عند كل عملية إرهابية تصل من 20 ألف دينار سعودي (نحو 5 ملايين ونصف المليون ريال يمني)، إلى 60 ألف دينار سعودي (قرابة 16 مليون ريال يمني) عند نهب أو إحراق أحد الأطقم أو الدوريات العسكرية.
كما اعترف مسؤول الخلية الإجرامية أن قيادات مليشيات الحوثي تقوم بدفع مبلغ 100 ألف دينار سعودي (أكثر من 27 مليون ريال يمني) لكل عملية اغتيال تطال قيادات عسكرية وأمنية موالية للقوات المشتركة (حراس الجمهورية، ألوية العمالقة الجنوبية).
وبث المقطع المصور مكالمة هاتفية بين الإرهابي المرقشي ومسؤول ملف الاغتيالات في جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، ويدعى "أبو معتز"، حيث يطلب خلال المحادثة من الخلية اغتيال قيادات بالقوات المشتركة ونهب دوريات وإحراقها وتوثيقها بالهاتف مقابل تكفل المليشيات بتمويل العمليات ماليا بملايين الريالات.
كما تضمن الفيديو مراسلات عبر تطبيق "واتساب" بين المسؤول المباشر عن الخلية وقيادات في جهاز الأمن والمخابرات للحوثيين يوجهه بشكل صريح بتنفيذ عمليات اغتيالات بتخطيط وتنسيق من الحوثي فضلا عن نهب دوريات وسيارات راح ضمن ضحاياها مدنيون.
وفي تسجيل صوتي آخر بين مسؤول الخلية الإجرامية مهدي المرقشي والقيادي في مليشيات الحوثي فارس عريك أشار إلى تخطيط الانقلابيين لتنسيق هجوم غادر على موقع عسكري من الخلف للاستيلاء على الأسلحة وأسر الجنود قبل أن تحبط القوات المشتركة العملية وتضبط الخلية وعناصرها الإرهابية.
وتشير الاعترافات التي تابعتها "العين الإخبارية"، إلى أن الخلية كانت تنفذ العمليات الإرهابية في مديريات الساحل الغربي قبل أن تعود إلى مسقط رأسها في أبين (جنوب) وفق توجيهات دقيقة ومنسقة من الحوثيين.
ويقر مسؤول الخلية أن القيادي الحوثي عريك كان يجند فقراء من ملاك درجات النارية لنقل عناصرهم في الحالات الطارئة لتسهيل تنقلهم في بلدات الساحل الغربي، كما يعترف بتفخيخ الحوثيين الطرق الرئيسية بين حيس والجراحي الذي يفترض فتحها بموجب الهدنة الأممية.
كما أقر أعضاء الخلية بوجود تنسيق مع عناصر مماثلة لهم في محافظة شبوة، للقيام بعمليات نهب وقطع طرق واغتيالات؛ تنفيذًا لتوجيهات من قيادات حوثية ما يثبت إدارة المليشيات بشكل كامل لعملية نشر الفوضى والاغتيالات في المناطق المحررة غربا وجنوبا وشرقا.
ويمثل سقوط الخلية ضربة موجعة لمليشيات الحوثي، وإنجازًا نوعيًا جديدا لشعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية، والأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب.
وكانت لسيطرة مليشيات الحوثي على شبكات الاتصالات تأثير كبير في قدرتها على التواصل مع عناصر تنظيم القاعدة وتجنيدهم لخدمة مشروعها التدميري.