الإرهاب والتهريب.. جهود و"ضربات" لتأمين الشرق اليمني
صارت أنشطة الإرهاب وخلايا تهريب السلاح والمخدرات في المحافظات اليمنية الشرقية تحت مجهر المجلس الرئاسي بدعم مكثف من التحالف العربي.
ويتصدر هذه المعركة المحورية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني الذي يقود جهودا كبيرة لمواجهة أنشطة خلايا الإرهاب ومافيا تهريب السلاح والمخدرات في محافظتي حضرموت والمهرة.
وتحقق الجهود الأمنية والعسكرية التي تصاعدت في السواحل الشرقية للبلاد وفي المنافذ والمدن، نجاحات كبيرة ضد خلايا تنظيمات الإرهاب ونشاطات مافيا التهريب المرتبطة بمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وقال مصدر حكومي مسؤول لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي كثفت من محاولاتها تهريب الأسلحة النوعية والمعدات العسكرية الدقيقة عبر محافظتي المهرة وحضرموت وصولا إلى شبوة والبيضاء ثم صنعاء مستغلة التهدئة المدعومة من الأمم المتحدة.
كما تنشط خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي لاستعادة حضورها في حضرموت، ما دفع مجلس القيادة الرئاسي إلى رفع وتيرة جهود الأمن والجيش في المحافظتين لتقف سدا منيعا أمام هذه المحاولات، وفقا لنفس المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته.
وبحسب المصدر، فإن التحالف العربي يوفر دعما فعالا في مواجهة التهريب عبر منافذ وسواحل محافظة المهرة، حيث تنشط أذرع مليشيات الحوثي وطهران الاستخباراتية منذ أعوام عبر خلايا تنتشر في المهرة ووادي حضرموت.
وأشار إلى أن "اللواء البحسني انطلاقا من منصبه كقائد للمنطقة العسكرية الثانية والنخبة الحضرمية، وجد مساحة كافية لإدارة تحركات عسكرية وأمنية فاعلة في حضرموت وحاليا بدأ في المهرة بدعم وإسناد فاعل من دول التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات".
وكثف عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني من تحركاته لمحاصرة أنشطة التنظيمات الإرهابية ومليشيات الحوثي وذلك عبر تحركات وحملات تشارك فيها قوات أمنية وعسكرية ووحدات مكافحة الإرهاب.
ضربات نوعية
وتوجت الجهود الأمنية لاسيما في حضرموت، بنجاحات مهمة خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين، ويوليو/تموز الجاري، كان أبرزها توجيه سلسلة ضربات نوعية للتنظيمات الإرهابية عبر القبض على عناصرها أو إحباط أنشطتها قبل تنفيذها بوقت قياسي.
ففي 8 مايو/ أيار الماضي، تم ضبط سيارة مفخخة قبل تنفيذها لعملية الإرهابية في حضرموت تلاه إحباط عملية مماثلة وضبط منفذ العملية سائق السيارة المفخخة في 30 يونيو/حزيران الماضي في سيئون.
والشهر الجاري، أحبطت السلطات الأمنية تهريب شحنة مخدرات إلى المكلا وقبضت على 10 مطلوبين أمنيا، فيما توجت حملة أمنية قبل أيام، بضبط خلية إرهابية بحوزتها أحزمة ناسفة ومتفجرات في مديرية "القطن" في وادي حضرموت وكانت تخطط لأعمال إرهابية.
وبحسب التحقيقات الأولوية، فإن اثنين من عناصر الخلية هما قياديان بارزان بتنظيم "داعش"، وهما المسؤول الأمني في قيفة ويكلا في البيضاء "أبو محمد المداني"، وقائد كتيبة المدفعية بالتنظيم "عبادة العدني".
كما توجت الحملة بضبط عدد من المهربين والمروجين لمادة "الشبو" المخدرة.
ومن المتوقع أن تتسع الحملة الأمنية لتشمل مداهمة أوكار التنظيمات الإرهابية لا سيما تنظيم القاعدة الذي حرك بعض أذرعه لإرباك المشهد.
أما في المهرة، فمثل ضبط سفينة تهريب مخدرات إيرانية الشهر الماضي، وسبقه إحباط تهريب شحنة صواريخ مضادة للدروع للحوثيين في مارس/آذار الماضي، أهم اختراق ولفتت الأنظار الدولية والأممية إلى ضرورة تأمين المنافذ الشرقية للبلاد.
توحيد القرار
وأرجح خبراء يمنيون عوامل النجاح الأمني المتوفرة في حضرموت والمهرة مؤخرا إلى نجاح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني في "توحيد القرار الأمني والعسكري"، وهو ما تفتقر إليه بقية المحافظات اليمنية.
ووفقا للباحث السياسي، مدين مقباس، فإن تحقيق النجاحات الأمنية تتطلب عوامل وأبرزها القائد الناجح وتوحيد القرار الأمني والعسكري وكفاءة الكادر والوحدات الأمنية وانضباطها ومهاراتها في التعامل مع ضبط الجريمة وتتبعها واكتشافها قبل قوعها.
كما تتطلب إمكانيات وتعاونا بين الأجهزة الأمنية والعسكرية من جهة ومن جهة أخرى مع المجتمع المحلي، وهو ما تحقق مؤخرا في حضرموت والمهرة، وتوج بضربات نوعية للتنظيمات الإرهابية وتهريب المخدرات، وفقا للباحث اليمني.
وقال مقباس في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "كل هذه النجاحات صنيعة لنجاح قيادة اللواء فرج البحسني نائب رئيس المجلس الرئاسي محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية وحسن إدارته لشؤون محافظة حضرموت وتوحيد القرار الأمني والتنسيق الجيد بين الأجهزة الأمنية والعسكرية في إدارة الوضع الأمني".
وأشار إلى تحقيق محافظة المهرة كثيرا من النجاحات الأمنية أيضا، ففي الأول من يونيو/حزيران ضبطت شرطة المهرة سفينة إيرانية تحمل شحنة مخدرات كبيرة إضافة إلى نجاحات أمنية مهمة منها إحباط تهريب شحنة صواريخ لمليشيات الحوثي عبر المنفذ البري الرابط بين اليمن وعمان.
وختم مقباس حديثه لـ"العين الإخبارية" بالتأكيد على أن عوامل النجاح الأمني المتوفرة في حضرموت والمهرة تفتقر إليها بقية المحافظات كعدم توحيد القرار الأمني والعسكري وغياب التنسيق والتعاون بين الأجهزة المعنية بضبط الجريمة أو منع ارتكابها إلى جانب وجود القائد الناجح وتوفر بقية عوامل النجاح.
خطط واعدة
وضعت القيادة اليمنية السياسية الجديدة ممثلة بالمجلس الرئاسي، خططًا للارتقاء بمستوى الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة.
تأكيدات كررها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ حضرموت اللواء الركن البحسني خلال سلسلة من الاجتماعات المتواصلة خلال الأيام الماضية وشملت القيادات المحلية الأمنية والعسكرية في المهرة وحضرموت.
وأكد نائب رئيس المجلس، ضرورة خلق شراكات بين المحافظات المتجاورة في تبادل الخبرات ومواجهة أنشطة خلايا الإرهاب والتهريب، مشيرا للنجاحات التي حققتها الأجهزة العسكرية والأمنية بمحافظة المهرة، رغم الأوضاع الصعبة التي فرضتها ظروف الحرب الحوثية على الشرعية.
ووجه البحسني بالتعاون والتنسيق بين الجانبين العسكري والأمني في محافظتي المهرة وحضرموت لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وتحقيق نجاحات مشتركة في مكافحة التهريب وضبط الخارجين عن النظام والقانون.
وأكد البحسني على أهمية تعزيز العلاقة مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والحفاظ عليها، والتصدي لأي حملات مغرضة تحاك ضد دول التحالف، مشيدا بجهود دول التحالف العربي في مكافحة الإرهاب ودعم الشرعية في التصدي للمد الإيراني.
كما وجه برفع اليقظة الأمنية، واستمرار الحملات الأمنية الميدانية في مديريات الوادي والصحراء في حضرموت، لضبط كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار، وحث بمضاعفة الجهود الأمنية لمواجهة الإرهاب والتهريب.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز