نائب البغدادي.. "رجل المال" في داعش يفرغ حقيبة أسراره للأمن العراقي
اعترافات خطيرة أدلى بها نائب زعيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، الذي يوصف بـ"رجل المال" في التنظيم المتطرف.
سامي الجبوري أو ما يُعرف بـ"حجي حامد"، الذي انتهى به المطاف مؤخرا في قبضة قوات الأمن العراقية، كشف عن خبايا التنظيم الإرهابي، وذلك خلال التحقيق معه.
اعترافات أعلن عنها مجلس القضاء الأعلى في العراق، مع رفعه السرية، اليوم الأحد، عن "حجي حامد"، وذلك بعد شهر على اعتقاله.
وفي بيان حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، قال مجلس القضاء الأعلى إن "عملية إلقاء القبض على حامد تمت خارج البلاد، وبعد عملية مخابراتية استمرت نحو 6 أشهر، حيث تم استدراج الإرهابي عبر مدن أوروبية عدة، لينتهي أخيرا في قبضة جهاز المخابرات العراقي".
وأوضح البيان أنه "تم التحقيق مع حامد الذي اعترف بمعلومات حساسة ومهمة أدلى بها أمام القضاء المختص، رغم الظروف الأمنية المشددة التي رافقت الانتخابات النيابية" التي جرت في العاشر من الشهر الماضي.
اعترافات خطيرة لـ"رجل المال"
وأضاف البيان، أن حجي حامد "لم يكن نائب البغدادي، فحسب، بل كان رجل المال وأهم ركائز بناء العصابات الإرهابية، الذي استغل احتياطيات الوقود الأحفوري في العراق وسوريا لضمان استمرار عمل المجموعة الإرهابية.
واعترف الإرهابي خلال التحقيق، متحدثا عن "بيت المال ومسؤوليته في تجهيز مصروفات ضرب القوات الأمنية العراقية والسورية والمكافآت عن العمليات المفخخة، فضلا عن بيانه للتقسيمات الإدارية لداعش".
وكشف عن أنه قام بتزويد حركة "التوحيد والجهاد" بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، قائلا إنه "بعد حصول الفراغ الأمني جراء أحداث عام 2003 جرى الاستيلاء على العديد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة من المعسكرات وقمت بإخفائها في القرية التي أسكن فيها".
وتابع: "عام 2004 عند ظهور ما يقرب لـ12 فصيلا مسلحا دعت لقتال القوات المشتركة والجيش والشرطة العراقية، زودت الحركة بالأسلحة والمقذوفات التي أخفيتها وبدأت بالعمل مع مجموعتي في زرع العبوات الناسفة وتجهيز السيارات المفخخة".
ولفت إلى "أن البغدادي أمر بقتله عام 2013، كونه اتهم بالعمل لصالح جبهة النصرة بإمرة الجولاني المنشق عن داعش، وبعد تدخل عدد من القيادات وتزكيته أمام البغدادي، أصدر عفوا بحقه وألحقه بمفصل المالية في ولاية نينوى كجابي أموال".
وعن مجموع ما كان يحصله من أموال، قال: "كنا نأخذ الإتاوات من ميسوري الحال وأصحاب محطات الوقود والشركات تحت طائلة قتلهم".
وبيّن أن قيمة الإتاوات في "ولاية نينوى" (المصطلح الذي يطلقه داعش) "تصل إلى حوالي 500.000 دولار شهريا يذهب النصف إلى البغدادي والنصف الآخر يوضع تحت تصرف والي نينوى".
في إطار متصل، أشار إلى أن "ديوان الركاز يعتبر من الدواوين المهمة في العصابات حيث يختص ببيع المشتقات النفطية وعمل الآبار والحقول النفطية وكل ثمر يخرج من الأرض وباطنها".
وكشف عن أن "النفط العراقي كان يباع إلى الأفراد من أصحاب المعامل ومحطات التكرير الصغيرة، وجزء يهرّب إلى خارج الولاية ليصل إلى دول مجاورة" تحفظ على ذكرها، و"الجزء الأخير يباع في السوق السوداء عبر ميناء ضمن الأراضي المسيطر عليها في سوريا بـ(180 دولارا) للطن الواحد".
في المقابل، أكد قاضي أول محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب أن "المتهم قام بقتل العديد من أفراد القوات العراقية من خلال زراعته للعبوات الناسفة كونه انتسب إلى حركة التوحيد والجهاد الإرهابية، كما شارك في خطف ميسوري الحال وغيرهم بعد عام 2014".
وأضاف القاضي أن "المتهم الإرهابي تسلم مناصب عليا في العصابات كأمير لديوان الركاز وبعدها ديوان بيت المال إلى نائب أمير العصابات الإرهابية".
ومن خلال تلك المناصب "قام بوضع الخطط العسكرية وجهّز التنظيم بالعدد والعدة وطور المنظومة المالية ليستخدم تلك الموارد في تنفيذ العمليات الإرهابية".
من هو "حامد حجي"
وسامي جاسم الجبوري الملقب "حجي حامد"، هو عراقي الجنسية من قرية الشرقاط في صلاح الدين شمالي البلاد، وتخرج من إعدادية صناعة الشرقاط.
وهو من مواليد عام 1974، وانضم لما يسمى "حركة التوحيد والجهاد" منذ 2004، ليتدرج في حركات إرهابية عدة آخرها "داعش"، حيث ترأس أهم مؤسسات ودواوين العصابات في العراق وسوريا، وأدار موازناته المالية"، بحسب البيان.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أعلن في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتقال نائب زعيم تنظيم داعش في العراق خلال عملية مخابراتية، دون الكشف عن تفاصيلها.