كل شيء تجاه التعامل مع فيروس كورونا الخطير يتعلق بالوعي، ويبقى الرهان الأكبر على وعي المواطن والمقيم، ومدى اتباعه لكل التعليمات
يخطئ كثيراً من يعتقد أن تخفيف دول العالم إجراءات الإغلاق والحظر المفروضة يعني انتهاء فيروس كورونا أو النجاح في القضاء عليه، ويخطئ كثيراً من يعتقد أن كل شيء انتهى فيتراخى في اشتراطات السلامة، ويخفف من الالتزام بالتعليمات الرسمية.
قرار تخفيف القيود الاحترازية هو بمثابة التجربة التي يمكن أن تتطور باتجاه انفتاح أوسع أو العودة للإغلاق الكلي ومنع التجول، وأحد الأسباب التي جعلت بعض الحكومات تتخذ هذا القرار هو الأثر الهائل على الاقتصاد، بسبب الإغلاق الرسمي لكل الأنشطة إلا الضروري منها، وهو خطر حقيقي، ولا مخرج منه إلا بالتوازن بين أهمية حياة البشر وصحتهم من جهة، وأولوية ذلك وبين تحريك الاقتصاد، والحفاظ على استمراره ونجاحه.
تستطيع الدولة أن تفرض الانضباط العام والالتزام بالإجراءات والتعليمات الاحترازية في الشوارع والمجمعات والأماكن العامة. لكنها لا تستطيع أن تفرض ذلك داخل البيوت، ولا تستطيع أن تلزم أو تجبر كل مواطن وكل مقيم على أن يستشعر المسؤولية والخطر، وألا يكون مستهتراً، وأن يتصرف على هذا الأساس.
لذلك كل شيء تجاه التعامل مع فيروس كورونا الخطير يتعلق بالوعي، ويبقى الرهان الأكبر على وعي المواطن والمقيم، ومدى اتباعه لكل التعليمات وحماية نفسه والمجتمع من تفشي هذا الوباء، والإنسان خصيم نفسه.
كل شيء تجاه التعامل مع فيروس كورونا الخطير يتعلق بالوعي، ويبقى الرهان الأكبر على وعي المواطن والمقيم، ومدى اتباعه لكل التعليمات وحماية نفسه والمجتمع من تفشي هذا الوباء.
الوعي هو معيار النجاح والفشل لقرار تخفيف القيود الاحترازية، أي أن من سيحكم على هذه التجربة بالنجاح أو الفشل هو الفرد، ومدى اتباعه لكل التعليمات، ألمانيا التي كانت قد نجحت في احتواء تفشي الفيروس، واختارت تخفيف القيود الاحترازية، ولكن بسبب مخالفة التعليمات الوقائية عاد منحنى الإصابات للارتفاع مجدداً.
كوريا الجنوبية هي الأخرى نجحت بشكل كبير في تطويق الفيروس، بعدما كانت ثاني بلدان العالم من حيث عدد المصابين، ولكن العدد تزايد بعد أيام قليلة من تخفيف الحكومة للقيود المفروضة بسبب كورونا.
اليوم ومع حلول عيد الفطر المبارك وما قد يصاحبه من استهتار البعض بالتعليمات والمخالطة الاجتماعية تبقى المسؤولية الأهم هي عليك أنت وعليّ وعلى المجتمع ككل، فمن دون تحمّل الأفراد لمسؤولياتهم وعنايتهم بأنفسهم وعوائلهم، واتباع تام لتوجيهات المؤسسات المسؤولية في الدولة، فلا شيء سينجح.
لذلك يجب أن يتحلى كل مواطن وكل مقيم بأقصى درجات الوعي وأن يدرك أنه شخصيا يمثل خط الدفاع الأول عن الدولة والمجتمع في هذه المواجهة، وأنه من دون أقصى درجات الانضباط والالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية، لا يمكن أن ننتصر في هذه المواجهة وسيدفع المجتمع كله الثمن.
بإذن الله سنتجاوز الجائحة، وسنخرج منتصرين بالوعي والعمل الجماعي، وتكريس روح ونص "أنت مسؤول" وتنفيذ شعار "نبتعد اليوم لنقترب غداً".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة