إن التحريض على الإرهاب انتشر خلال السنوات الأخيرة كالنار في الهشيم عبر مواقع الإنترنت، وساعد في ذلك المساحة الواسعة التي نجح أصحاب الفكر الإرهابي والمتشدد في الاستيلاء عليها في المجال العام العربي والإسلامي عقب ما عرف خطأ بـالربيع العربي
إن التحريض على الإرهاب انتشر خلال السنوات الأخيرة كالنار في الهشيم عبر مواقع الإنترنت، وساعد في ذلك المساحة الواسعة التي نجح أصحاب الفكر الإرهابي والمتشدد في الاستيلاء عليها في المجال العام العربي والإسلامي عقب ما عرف خطأ بـ"الربيع العربي".
فقد خرج علينا أشخاص لا يعرف أحد مؤهلاتهم ليقدموا فتاوي شيطانية تحرض على القتل مستهدفين الشباب العربي والمسلم.. هؤلاء المحرضون قاموا باستغلال الإعلام المرئي والمكتوب والانترنت والمساجد للوصول إلى الشباب لينتشروا سمومهم.
علينا أن نعترف أن هناك قصور واضح في مواجهة انتشار الأفكار المتطرفة والتكفيرية في المجتمعات العربية، هذا القصور ندفع ثمنه يومياً في هجمات أصبحت مثل خبز الصباح على الموائد العربية حتى أن البعض تبلد من أخبار العمليات الإرهابية وصار يتعامل معها كأخبار الطقس والرياضة.
إن وضع أكثر من خطة والسير على أكثر من طريق لمواجهة ومحاربة المحرضين على الإرهاب يساهم بشكل جاد في وقف نزيف الدماء على يد الإرهابيين.. فالإرهابي الذي سيقتل نفسه كالحوت بسبب مرضه النفسي أو فقدانه البوصلة لن يجد في هذه الحالة من يدفعه لقتل آخرين أبرياء باسم الدين.
إن بداية مكافحة الإرهاب تبدأ بإجراءات عالمية صارمة لعل أولها إصدار قرار واضح من مجلس الأمن والأمم المتحدة بغلق كافة الفضائيات التي تحرض على العنف في العالم ليصبح القرار عالمي يشمل كافة البلدان وأن تضع المنظمات العالمية قيوداً صارمة لمنع ظهور أي شخص يحرض على الإرهاب في العالم بل ومحاكمتهم أمام القضاء في دولهم.
وبالتوازي مع غلق الفضائيات فإن هناك ضرورة عالمية لقطع دابر التحريض على الإرهاب والعنف على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، فبحسب أكثر من دراسة إقليمية وعالمية فإن أغلب الذين يتم تجنيدهم لتنظيمات إرهابية يتعرفون على الفكر التكفيري الشيطاني عبر الإنترنت. ومن هنا فإن منع وصول المحرضين على الإرهاب إلى الشبكة العنكبوتية يظل أولوية على أجندة ليس العرب والمسلمين فقط بل كل دول العالم.
ولعل قرار شركات التكنولوجيا العملاقة "يوتيوب وفيسبوك وتويتر ومايكروسوفت" في ديسمبر الماضي بتكثيف جهودها لإزالة المحتوى المتطرف عن مواقعها عن طريق بناء قاعدة بيانات مشتركة هي خطوة على هذا الطريق ولكن الأهم أن يتم التنفيذ بشكل جدي وحاسم ويأخذ خطوات أكثر وضوحاً في الفترة المقبلة.
إن المنع لا يكفي هنا لمواجهة المحرضين على الإرهاب، فمن الضروري أن يركز الجميع على طرح الصورة الصحيحة للإسلام من خلال المؤسسات الإسلامية الوسطية وفي قلبها الأزهر الشريف ومجلس علماء المسلمين. وهو ما يجب أن يتوافق مع تكثيف الجهود لإعادة تأهيل الدعاة في العالم العربي والإسلامي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة