الإمارات والهند هما حلفاء في العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتطرف والإرهاب، ودعم التنمية المستدامة.
"في تاريخ الأمم وذاكرة الشعوب شخصيات ورموز خالدة أحدثت تحولات كبرى في مسيرة بلادها، ولم تثنها التحديات والعقبات عن بلوغ أهدافها الوطنية من أجل تحقيق حياة أفضل لشعوبها، وفي تاريخنا المعاصر ستظل القيم السامية والمبادئ الإنسانية التي حملها الراحلان الكبيران "غاندي" و"زايد" مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة لنشر المحبة والسلام والوئام بين الشعوب، وبث روح الطموح والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً".
هذه الكلمات المعبرة هي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الضيف الرئيسي في احتفالات الهند بيوم الجمهورية الـ68، كلمات ذهبية دونها في سجل كبار الزوار بضريح الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي في منطقة "راج غات" بالعاصمة الهندية نيودلهي.
هذه الكلمات العميقة تلخص إلى حد كبير ما حملته زيارة الشيخ محمد بن زايد الحالية إلى الهند من أبعاد تاريخية وتطلعات حالية ومستقبلية للعلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين، الإمارات والهند.
فالشيخ محمد بن زايد كما والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، هو شخصية ورمز إماراتي وعربي وعالمي، أسهم ويسهم مع أخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإخوانهما الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، في تحقيق إنجازات كبيرة بجميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدولة.
ولم ولن تمنع أي من التحديات والعقبات الشيخ محمد بن زايد عن بلوغ الأهداف السامية التي يسعى لتحقيقها من أمن وأمان وسعادة ورضا وازدهار وسلام لشعب الإمارات والمقيمين فيها وزوارها، ولكل الشعوب العربية والإسلامية الشقيقة، والشعوب الصديقة وبينها الشعب الهندي.
ولهذا اختارت القيادة الهندية شخصية قيادية عالمية هي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليكون الضيف الرئيسي في احتفالات الهند بيوم الجمهورية الـ68، وذلك في زيارة تاريخية تشبه إلى حد كبير الزيارات التاريخية التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه إلى الهند عام 1975 ثم عام 1992.
وحين توجه الشيخ محمد بن زايد إلى ساحة حديقة ضريح الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي، قام بسقي شجرتي الصداقة الأولى التي غرسها والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال زيارته الرسمية للهند عام 1992، والشجرة الثانية التي غرسها الشيخ محمد بن زايد خلال زيارته الرسمية للهند عام 2016، ليؤكد القيم السامية والمبادئ الإنسانية التي حملها الراحلان الكبيران "المهاتما غاندي" والوالد والقائد المؤسس الشيخ زايد، والتي لا تزال تشكل مصدر إلهام لقادة وشعبي البلدين الشقيقين الإمارات والهند .
ومن المحطات المهمة في زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى الهند، حرصه على رعاية وحضور توقيع دولة الإمارات وجمهورية الهند اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومذكرات التفاهم ووثائق الاتفاقيات بين البلدين الصديقين.
ومما لا شك فيه أن هذه الزيارة التاريخية واتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومذكرات التفاهم والاتفاقيات بين البلدين ستسهم في تعزيز العلاقات المتميزة بين الإمارات والهند، إذ يتطلع البلدان إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما ليصل إلى 100 مليار دولار بحلول 2020، وزيادة الاستثمارات الهندية في الإمارات إلى أكثر من 70 مليار دولار، وكذلك الاستثمارات الإماراتية في الهند الى أكثر من 10 مليارات دولار، وهي الأرقام الحالية .
ومن خلال هذه الزيارة التاريخية تؤكد الإمارات حرصها على تطوير علاقاتها بالهند الصديقة، والمبنية على التفاهم والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وعلى بناء شراكة استراتيجية حقيقية لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية، لأن العلاقات بين البلدين هي من أهم وأقوى العلاقات الثنائية في المنطقة والعالم.
وبالتأكيد فإن قيادتي وشعبي الإمارات والهند هما حلفاء في العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتطرف والإرهاب، ودعم التنمية المستدامة .
وختاماً نقول :
عاشت دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً، وعاشت الصداقة الإماراتية الهندية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة