صور نادرة لـ"قطار الكونجرس".. وسيلة تنقل رؤساء أمريكا السرية
ماذا تعرف عن قطار الكونجرس السري؟، الإجابة عن السؤال لن تكون سهلة وتحديدا من الشعب الأمريكي الذي لا يعرف معظمه معلومات عن وسيلة النقل المفضلة للرؤساء والمشاهير.
وإن كان القطار نفسه يبدو غامضا بالنسبة للشعب الأمريكي، فهو يبدو أكثر غموضا بالنسبة للآخرين حول العالم.
لكن رحلة بسيطة داخل هذا القطار، تدرك أنك أمام أحد أهم وسائل النقل في العالم، كونه الوسيلة المفضلة للعديد من رؤساء الولايات المتحدة وعدد من صناع القرار في واشنطن.
ما هو قطار الكونجرس السري؟
في 7 مارس/آذار 1909، افتُتحت أول شبكة للكونجرس تحت الأرض، وكانت مخصصة لأعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا يأملون تجنب الحر الشديد والرطوبة القوية خلال الصيف في واشنطن عند الانتقال من مكاتبهم إلى مبنى الكابيتول.
كانت القطارات في البداية عبارة عن مركبات "ستادبيكر" الكهربائية التي استُبدلت بعد 3 سنوات بخط حديدي أحادي.
وبعد 31 عاما، وتحديدا في عام 1960، أُطلقت 4 قطارات كهربائية صغيرة بتكلفة 75 ألف دولار في ذلك الوقت ضمن هذا الخطط لسكك الحديد الذي سُمي "قطار الديموقراطية السريع".
وعلى جانب مجلس النواب، وُضع خط آخر بعد 5 سنوات.
وفي عام 1993، افتُتح خط للقطارات الآلية من دون سائق بقيمة 18 مليون دولار.
ما هو الهدف من القطار؟
تشكل شبكة الكابيتول لسكك الحديد تحت الأرض منذ عقود طويلة وسيلة التنقل المفضلة لبعض من أكثر السياسيين نفوذا في العالم، إلا أن أكثرية الأمريكيين يجهلون حتى وجودها، وفقا لـ"فرانس برس".
ويرتاد هذه الشبكة من القطارات الصغيرة التي تجوب أنفاق مقر الكونجرس في واشنطن، منذ أكثر من قرن الكثير من الرؤساء والبرلمانيين وقضاة المحكمة العليا وحتى نجوم هوليوود.
كما أن مقصورات "قطار الكونجرس السري" احتلت عناوين الأخبار أحيانا في مناسبات مختلفة، بينها محاولة اغتيال فاشلة وعرض فني ارتجالي، لكنها تستقطب يوميا زائرين مغمورين.
وتمتد سكك الحديد هذه لمسافة كيلومتر تقريبا، وتتيح الثواني الـ90 التي يستغرقها الانتقال من محطة إلى أخرى تحت أضواء النيون، وقتا يكفي بالكاد للتحدث بالمستجدات السياسية أو التداول بآخر الأخبار أو إطلاق العنان للخيال ولو لبرهة قصيرة.
ما هي أبرز الأحداث التي شهدها القطار؟
تسود حماسة في المحطة الرئيسية المقامة في أقبية مجلس الشيوخ، عند عقد البرلمانيين جلساتهم. وعندما ترن الأجراس إيذانا بوصول كل قطار، يندفع حشد من الصحفيين إلى أعضاء مجلس الشيوخ لطرح أسئلة عليهم بشأن الموضوعات الساخنة. لكن الأحاديث ليست دائما ودية.
ففي عام 1950، كانت السيناتور الجمهورية مارغريت تشيس سميث على وشك إلقاء كلمة حاسمة في الكابيتول توجه فيه انتقادات حادة إلى زميلها جو مكارثي الذي كان يقود حملة ضد الشيوعيين.
وقال لها زميلها خلال التنقل في القطار عينه "مارغريت، وجهك يبدو عابسا للغاية. هل ستلقين خطابا؟". فأجابت "نعم. وهو لن يعجبك كثيرا"، وفق الرواية التي نقلها عنها هولت.
ماذا عن حادث إطلاق النار في القطار؟
وقبل ثلاث سنوات، أطلق الشرطي السابق في الكابيتول وليام كايزر، النار على عضو مجلس الشيوخ جون بريكر. وقد لجأ هذا المرشح الرئاسي الخاسر إلى مقصورة قطار أخرى كانت متوقفة في المكان، وطلب بأعلى صوت من السائق الانطلاق فيما رصاصة ثانية كانت تطير فوق رأسه.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" حينها "وحدهما الحظ وضعف مهارات المعتدي في إطلاق النار أنقذا السيناتور".
من هو الرئيس الذي اختفى في القطار؟
في مراحل أخرى أكثر هدوءا، شكّل هذا القطار للسياسيين واحة سلام بعيدا من الوتيرة المحمومة للحياة في واشنطن.
وكان وليام هاورد تافت، الرئيس السابع والعشرون للولايات المتحدة، قد تسبب في حالة من الذعر لدى المقربين منه بعد اختفائه خلال يوم سبت من شهر يناير 1911 لمدة ساعة تقريبا.. ليتبين أنه ذهب لرؤية قطارات الكابيتول.
وكتبت صحيفة "واشنطن تايمز" في ذلك الوقت "اجتاحت موجة خوف شديدة المدينة عندما كان الرد على أسئلة القلقين في البيت الأبيض بأن مكان الرئيس لم يكن معلوما".
وقد استقل قطار الكونجرس هذا مرشحون للبيت الأبيض مثل رونالد ريجان، وأيضا بطبيعة الحال باراك أوباما وجون ماكين اللذين كانا عضوين في مجلس الشيوخ خلال حملتهما الانتخابية.
ما الموقف المحرج الذي تعرض له كينيدي في القطار؟
من ناحية أخرى، رُفض دخول جون كينيدي حين كان عضوا شابا عاديا في مجلس الشيوخ، وقيل له يومها "دع أعضاء مجلس الشيوخ يمرون يا بني".
لكنّ القطار لا يثير إعجاب الجميع.
فقد منع النائب الجمهوري السابق مايك ديواين أعضاء فريقه من استخدام هذا القطار احتجاجا على ما يعتبره هدرا للمال العام.
كما استقل هذا القطار مشاهير كثر بينهم ريتشارد غير وتشاك نوريس ودينزل واشنطن والموسيقي بونو. حتى أن المؤلف الموسيقي والممثل لين مانويل ميراندا، مؤلف مسرحية "هاميلتون" الغنائية، صوّر نفسه عام 2017 وهو يغني بأعلى صوته على متن ما وصفه بـ "قطار الكونغرس السري".
مع ذلك، يحجم عدد متزايد من أعضاء الكونجرس عن استخدام هذا القطار في ظل سعي كثيرين منهم إلى الحفاظ على لياقتهم البدنية واختيارهم تاليا المشي بجانب مسارات القطار.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز