نظريات مؤامرة وعنف سياسي.. مخاوف تتفاقم قبل سباق البيت الأبيض
مع احتدام الحملات الانتخابية تمهيدا للسباق الرئاسي 2024 تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة من انتشار العنف السياسي في ظل تطور نظريات المؤامرة.
وكشفت وكالة «أسوشتد برس» الأمريكية عن انتشار نظريات المؤامرة مثل «بيتزا غيت» و«كيو أنون»، والتي «شيطنت» أعداء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض العام المقبل.
وقال جاكوب وير، زميل باحث في مجلس العلاقات الخارجية يركز على الإرهاب الداخلي: «لم تعد نظريات المؤامرة والأيديولوجيات المثيرة للخلاف موجودة على الهامش.. إنهم يتسللون الآن إلى المجتمع الأمريكي على نطاق واسع».
وفيما أشار إلى أن سنوات الانتخابات الأمريكية غالباً ما تتميز بالعنف، قال إنه «يجب أن نتوقع مثل هذه الحوادث في عام 2024».
والخميس الماضي، أدانت هيئة محلفين فيدرالية ديفيد ديبيب بمهاجمة بول بيلوسي زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في منزله بسان فرانسيسكو، العام الماضي.
وقبل صدور الحكم، شهد ديبيب بأنه ذهب إلى منزل نانسي بيلوسي مع خطط لاحتجازها واستجوابها بشأن التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 و«كسر ركبتيها» إذا كذبت.
وديبيب هو أحد أنصار نظرية «كيو أنون» المؤيدة لترامب، وهي نطرية مؤامرة مرتبطة بعمليات قتل وجرائم أخرى.
ويؤمن أنصار النظرية بأن ترامب حاول فضح عصابة تضم ديمقراطيين بارزين ونخباً من هوليوود وتعبد الشيطان وتتاجر بالجنس مع الأطفال.
واعتنق العديد من مثيري الشغب، الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021، معتقدات «كيو أنون» قبل انتقالهم إلى العاصمة واشنطن للمشاركة في مسيرة ترامب «أوقفوا السرقة»، في إشارة إلى مزاعم ترامب حول سرقة الانتخابات وتزويرها لصالح الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وقبل «كيو أنون» تبنى العديد من أنصار ترامب نظرية مؤامرة تدعى «بيتزا غيت»، والتي تقول إن ديمقراطيين بارزين كانوا يديرون عصابة للاتجار بالجنس مع الأطفال من داخل قبو (غير موجود) في مطعم للبيتزا بواشنطن.
وفي عام 2017، حُكم على رجل من ولاية كارولينا الشمالية بالسجن لإطلاق النار من بندقية داخل المطعم.
وفي حملته الانتخابية لعام 2024 كثف ترامب خطابه القتالي بالحديث عن الانتقام من أعدائه، ومؤخرا أطلق مزحات حول الهجوم على بول بيلوسي، واقترح إعدام الجنرال المتقاعد مارك ميلي الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، بتهمة الخيانة.
وفي ظل الانقسام السياسى للبلاد تتنشر التهديدات ضد المشرعين ومسؤولي الانتخابات؛ فمثلا ينتظر رجل من كاليفورنيا محاكمته بعد اتهامه بالتآمر لقتل قاضي المحكمة العليا بريت كافانو، الذي حصل على منصبه بعد ترشيح من ترامب.
وقالت شيهان كين، مديرة جمع البيانات في اتحاد دراسة الإرهاب والاستجابات للإرهاب، إن عدد المجرمين المتطرفين المرتبطين بـ«كيو أنون» أكبر من أي جماعة متطرفة أخرى في الولايات المتحدة، مضيفة: «في 2020 تحول ملايين الأشخاص إلى التطرف بسبب هذه النظرية».
من جانبه، قال بريان هيوز، الأستاذ في الجامعة الأمريكية، المدير المساعد لأبحاث الاستقطاب والتطرف في جامعة كاليفورنيا، إن نظريات المؤامرة تتفاقم بسبب التراخي في الإشراف على المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أمارناث أماراسينغام، الباحث في شؤون التطرف والأستاذ بجامعة كوينز في كندا، إن نظريات المؤامرة مغرية من حيث تصميمها، موضحا أن الاستماع المتكرر إلى أن المعارضين السياسيين أو قادة الحكومة مسؤولون عن أعمال شريرة يعطي المؤمنين كبش فداء لمشاكلهم و«مهمة أخلاقية» لفعل شيء حيالها.