خبراء لـ"العين الإخبارية": اتفاق السويد فضح جرائم مليشيا الحوثي
اتفاق السويد تتعامل معه المليشيا الانقلابية كمرحلة جديدة من المراوغة والنكث بالعهود ضد مصالح الشعب اليمني
استغلت مليشيا الحوثي اتفاق السويد الذي لم يمر عليه سوى أسبوعين، كمرحلة جديدة من المراوغة والنكث بالعهود.
وبحسب خبراء في الشأن اليمني تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن "الاتفاق فضح جرائم الحوثيين للعالم كله، ومساعيهم للالتفاف عليه، بدء من رفضهم الانسحاب من ميناء الحديدة، وحتى مسألة فتح المعابر الإنسانية، فضلا عن الخروقات المتعددة لهدنة الحديدة".
ووافق طرفا النزاع اليمني، الخميس 13 ديسمبر/ كانون الأول، على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، غربي البلاد. وجاء الاتفاق في ختام محادثات جرت في السويد برعاية الأمم المتحدة، بغية إنهاء الصراع الذي دخل عامه الرابع.
يرى شريف عبد الحميد رئيس تحرير مجلة "إيران بوست"، أن اتفاق السويد عرّى مليشيات الحوثي وكشف خداعهم أمام المجتمع الدولي.
وأوضح أن ما يحدث الآن في الحديدة هو خدعة، فالميناء سُلِّم لعناصر تابعة لمليشيات الحوثي، ترتدي الزي الرسمي لقوات خفر السواحل، في حين أن اتفاق الحديدة نص على أن قوات الأمن المحلية هي المسؤولة عن أمن المدينة والموانئ، وهي قوات تابعة للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا.
وأشار عبد الحميد إلى أن ممثلي الحوثيين وافقوا في لقائهم رئيس لجنة إعادة الانتشار، يوم الجمعة الماضي، على فتح الطرق المؤدية إلى الحديدة؛ بهدف فتح ممر للمساعدات الإنسانية، لتسيير قافلة إغاثية إلى صنعاء، صباح السبت الماضي، لكن المليشيات تنصّلت من الاتفاق، ورفضت مرور القافلة الإغاثية بشكل قاطع، وهو ما يؤكد أن الاتفاق عرّاهم وفضحهم أمام العالم.
كما نوّه عبد الحميد إلى أن خروقات مليشيا الحوثي لاتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة، حيث أشار التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، يوم الجمعة الماضي، إلى أن إجمالي الخروقات بلغ 190 خرقا منذ بدء تنفيذ الاتفاق، كما أعلن عن عشرات الخروقات على مدار اليومين الماضيين.
ووفقا لمعمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، فإن مليشيا الحوثي، تنهب المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب اليمني، من منظمة الغذاء العالمي.
وفي خرق آخر للاتفاق، نكثت مليشيا الحوثي بوعودها مع الحكومة الشرعية في ختام مشاورات السويد، بتبادل قوائم المعتقلين، حيث كان من المقرر أن يبدأ وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال الأيام المقبلة، عملية تنفيذ الاتفاق، لكن مليشيا الحوثي استبقت الخطوة بإنكار وجود ألفين و846 شخصا في معتقلاتها.
خيبة أمل
جرائم الحوثيين المتتالية وخرقهم للاتفاق، أصاب المجتمع الدولي بخيبة أمل. فلم يكمل الجنرال الهولندي باتريك كومارت رئيس اللجنة الأممية لإعادة الانتشار في الحديدة، 15 يوما من التعامل مع الحوثيين، حتى خرج بيان عن الأمم المتحدة يعبر عن أسفه لإضاعة الفرص الرامية لبناء الثقة، في إشارة إلى تنصل الحوثيين عن تنفيذ اتفاق السويد بخصوص الحديدة.
فيما أكّد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية، أن أهم محاسن اتفاق السويد أنه "يعرّي الحوثي أمام المجتمع الدولى ويفضح ممارساته".
وأوضح، في تغريدة له، أن "خروقه المستمرة للاتفاق حول الحديدة ومسرحية انسحابه من الميناء مكشوفة وتضعف موقعه وموقفه، ويبدو واضحا أن الحوثي يحاول أن يتحايل على الاتفاق الذى يفرض خروجه من ميناء ومدينة الحديدة، هذا التوجه المكشوف يوثّق الطبيعة الإجرامية للحوثي أمام المجتمع الدولي، وفي المحصلة هى مناورات يائسة لن تنجح".
مشروع خديعة
المحلل السياسي اليمني عبد الرحيم الفتيح عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، وصف أفعال مليشيا الحوثي بـ"مسرحية هزلية دارت فصولها في حرم ميناء الحديدة"، مؤكدا أن "ما تم هو تداول أمن الميناء ما بين المليشيات الحوثية (بزي مدني) وبين المليشيا نفسها لكن بالزي العسكري لقوات خفر السواحل".
وأكد أن "اتفاق السويد لم يكن أكثر حظا من اتفاقيات عديدة نكث الحوثيين عن التزاماتهم مرورا من مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، ليكون اتفاق السويد إضافة لسلسلة الانقلابات والنكث بالعهود، وهذه هي السياسة التي تنتهجها المليشيا الحوثية من سالف عصرها حتى اليوم".
وشدّد على انتهاكات الحوثيين وجرائمهم "تؤكد أن مليشيا الحوثي لا يمكن أن تلتزم باتفاق أو تنفذ مشروع إعادة الانتشار، والذي خرجت به مشاورات السويد ودخول الاتفاق حيز التنفيذ في الـ18 من ديسمبر الجاري".
وأضاف "الحوثيون مشروع خديعة، يخادعون ويكذبون باسم الدين، وهم ليسوا إلا جماعة كاذبة انتهجت الخداع وتربت عليه وكما انقلبت على الاتفاقات وتنصلت عن القيام بالتزاماتها ستتهرب من تنفيذ اتفاق السويد".
واعتبر أن "الأمم المتحدة أنقذت الحوثيين من الهلاك الحتمي، والذي أطبقه أبطال المقاومة الوطنية المشتركة، والتي ضربت في الساحل الغربي أعظم صور الرجولة والاستبسال والجلد في تكبيد فلول المليشيا الحوثية خسائر فادحة في العتاد والأرواح ولتحصد أرواح قيادات الصف الأول للحوثيين، حيث حققت قوات المقاومة الوطنية انتصارات عظيمة وساحقة في غضون أيام قلائل، حتى وصلت لشوارع وأحياء مدينة الحديدة لتهرع الأمم المتحدة لنجدة الحوثيين وإغاثتهم".