تطورات الأحداث الأخيرة في اليمن أكدت لنا أن علاقات تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي حتى مع أوطانهم تقوم على "الميكافيلية" في أسوأ صورها.
البيان المشترك لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية حول جهودهما في اليمن، قبل يومين، جاء ليؤكد أن: نهجهما المشترك لن يتغير وسيستمر على حاله، وذلك على خلفية التطورات الأخيرة، والتي حاولت بعض القوى السياسية في اليمن استغلالها في تشويه العلاقة التعاونية بين أعضاء التحالف العربي بقيادة السعودية، لإعادة الشرعية في اليمن وكذلك الإساءة إلى الدور الإنساني لدولة الإمارات هناك.
وبما أننا اعتدنا في حملات التشويه لأي من الطرفين الحليفين في قضية إعادة الشرعية في اليمن أو في أي موقف سياسي في أي مكان من العالم أن نبحث عن دور لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي الذي يقف وراءها غالباً، فإن ظننا لم يخب؛ حيث كان حزب الإصلاح اليمني التابع للإخوان دوراً أساسياً في ذلك، وإذا كنا نستغرب الأمر أن يتم ذلك بموافقة من السلطة الشرعية في اليمن التي تدرك الدور الإماراتي إلا أننا نعتقد أنها كانت فرصة للكشف عن وجود علاقة كانت خافية بينهما فالآن هي واضحة للجميع.
نحن ندرك أن العلاقة الإماراتية - السعودية الضرورية، كما وصفها معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة لشؤون الخارجية مؤخراً، تزعج الكثير وتقلقهم أيضاً وهذا طبيعي في العلاقات بين الدول، فليست لأنها أثبتت قدرتها على إحجام المشاريع السياسية للتنظيم التخريبي والدول التي تواليها، وصدت المؤامرات التي تحاك ضد منطقتنا العربية التي أصبحت بسببهم ساحة لكل من لديه طموحات شخصية، ولكنه أيضاً أول تحالف عربي يرفض سياسات الاحتواء المؤدية إلى أنصاف الحلول، لأن التهديد خطير واستراتيجي، والأهم من ذلك أن هذا التحالف أقنع أغلب أبناء العالم العربي من الغيورين عليها وعلى استقرارها أن تلك العلاقة الضرورية هي نواة حقيقية لعودة النظام الإقليمي العربي بقوة.
البيان المشترك يمكن فهمه في أن أي محاولة لتشويه علاقة الإمارات بالسعودية أو التقليل من جهود الإمارات في اليمن لا تخرج في أن تكون مراهقة سياسية متأخرة لتنظيم فقد مصداقيته في الشارع العربي ولا يريد أن ينضج ويعقل وينتبه إلى مصلحة وطنه وشعبه.
تطورات الأحداث الأخيرة في اليمن أكدت لنا أن علاقات تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي حتى مع أوطانهم التي تمر بظروف استثنائية وإن كانوا على رأس الهرم السياسي، فإنها تقوم على "الميكافيلية" في أسوأ صورها، فمع أن السلطة الشرعية اليمنية تعاني من ضعف وجودها السياسي في الشارع اليمني نتيجة غيابها المستمر عن الساحة اليمنية في الداخل، إلا أن حزب الإصلاح اليمني المتحكم بها يحاول استثمار ذلك الغياب ليس فقط من أجل السيطرة على السلطة في اليمن بمساعدة من أتباعه في الخارج سواء قطر أو تركيا أو غيرها من الدول العربية وإنما أيضاً يسعى إلى تخوين بعض أبناء جلدته من اليمنيين الجنوبيين وتشويه العلاقة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، هكذا هم دائماً والخوف أن يستغلوا الوضع اليمني بعد انكشافهم.
العقلاء يدركون أن علاقة الإمارات والسعودية وصلت اليوم إلى حد يصعب اختراقها أو التأثير بسهولة فيها على الأقل في هذه الظروف الصعبة التي يحتاج كل طرف منهما إلى الآخر، وأن مجرد الحديث أو التفكير في العداء أو شن حملة إعلامية لإحدى الدولتين يوجب العداء من الطرف الآخر ضد من يفعل ذلك، لكن الشيء الذي يبدو لنا أن هناك البعض ممن يجهلون ذلك إما بغبائهم السياسي أو لأن تفكيرهم لا يسعفهم في فهم طبيعة العلاقة ويحاولون الصيد في الماء العكر فيستمرون في محاولاتهم الفاشلة في الإساءة إلى أنفسهم أكثر من الإساءة إلى موقف أي من الدولتين.
البيان المشترك يمكن فهمه في أن أي محاولة لتشويه علاقة الإمارات بالسعودية أو التقليل من جهود الإمارات في اليمن لا تخرج في أن تكون مراهقة سياسية متأخرة لتنظيم فقد مصداقيته في الشارع العربي ولا يريد أن ينضج ويعقل وينتبه إلى مصلحة وطنه وشعبه، وفي هذه الحالة من الطبيعي أن ينتقل من فشل إلى آخر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة