بعد السيطرة على حريق سنترال رمسيس في مصر.. ما مصير المبنى التاريخي؟

خلال أيام قليلة نجحت الحكومة المصرية في احتواء أزمة حريق سنترال رمسيس، بعد إخماد النيران، وعودة خدمات الاتصالات.
بعد أن هدأت العاصفة، بدأت الأنظار تتجه نحو المبنى التاريخي، وما سيحدث فيه خلال الفترة المقبلة؟ بالفعل جاءت الإجابة سريعة وواضحة من الحكومة المصرية.
حيث بدأت شركة "المقاولون العرب" رسميًا أعمال إعادة تأهيل مبنى سنترال رمسيس التاريخي، تنفيذا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، وذلك بعد تعرض المبنى لسلسلة من الحرائق التي اندلعت يوم الإثنين الموافق 7 يوليو/تموز 2025، وأدت إلى أضرار بالغة وتأثر في خدمات الاتصالات والإنترنت على مستوى الجمهورية.
جاء الإعلان عبر الصفحة الرسمية لمحافظة القاهرة، مشيرة إلى أن عملية إعادة التأهيل تهدف إلى ترميم المبنى وضمان استعادة كفاءته التشغيلية بوصفه إحدى أبرز المنشآت الحيوية في منظومة الاتصالات المصرية.
إجراءات حكومية عاجلة لضمان السلامة
في مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء 9 يوليو/تموز 2025، أكد رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، أن الحكومة باشرت تنفيذ خطة شاملة لمراجعة منظومات السلامة والتأمين داخل جميع المنشآت الحكومية، خاصةً مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وشدد مدبولي على ضرورة تفعيل خطط الطوارئ والوقاية، وتشكيل لجان تفتيش متخصصة للمرور على الهيئات الخدمية والتأكد من جاهزية إجراءات الحماية المدنية، إلى جانب تدريب الموظفين على التصرف في حالات الطوارئ.
تحذيرات البنك الدولي
وأُعيد تسليط الضوء على تقرير أصدره البنك الدولي في ديسمبر/كانون الأول 2020 بعنوان "تقييم الاقتصاد الرقمي في مصر"، الذي حذّر فيه بشكل مبكر مما وصفه بـ"نقطة الفشل الواحدة" في بنية الاتصالات.
أشار التقرير إلى أن اعتماد الدولة على مشغل واحد -الشركة المصرية للاتصالات- في البنية التحتية دون وجود أنظمة احتياطية أو بدائل، يعرض الشبكة الوطنية لانهيارات حادة، وهو ما تجسد بالفعل في أعقاب حريق سنترال رمسيس الأخير.
كما انتقد التقرير غياب خطط التعافي من الكوارث (Disaster Recovery)، وعدم وجود أنظمة بديلة تضمن استمرارية الخدمة عند تعطل المركز الرئيسي، مؤكدًا أن الوضع القائم يعيق التحول الرقمي ويهدد الأمن المعلوماتي والاقتصادي.
استعادة تدريجية
من جهتها، أوضحت الشركة المصرية للاتصالات في بيان رسمي أن الحريق أسفر عن تأثر جزئي بخدمات الإنترنت الثابت والمحمول نتيجة تعطل بعض دوائر الربط، مؤكدة أن فرق الطوارئ نجحت في نقل الخدمة إلى سنترالات بديلة عن سنترال رمسيس ، وتواصل العمل على استعادة الخدمة الكاملة تدريجيًا.
وأكدت الشركة أن جميع أصول المبنى مؤمَّن عليها ضمن تغطية تأمينية شاملة، ويتم حاليًا حصر وتقييم الأضرار بالتعاون مع جهات التحقيق، مشددة على التزامها الكامل بالشفافية واستمرار تقديم الخدمة بأعلى جودة ممكنة.
تفاصيل فنية وراء تفاقم الأزمة
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، أوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، أن الحريق بدأ في غرفة خوادم بالطابق السابع، وأن أجهزة الاستشعار أطلقت إنذارًا فوريًا، لكن انتشار النيران كان سريعًا بسبب وجود أسلاك مغلقة داخل مواسير بلاستيكية، مما صعّب من عمليات الإطفاء وأدى إلى تفاقم الحريق.
سنترال رمسيس شاهد على تاريخ الاتصال في مصر
يُعد مبنى سنترال رمسيس أحد أعرق رموز البنية التحتية للاتصالات في مصر،وتعود جذوره إلى يوم 25 مايو/أيار 1927، حين افتتح الملك فؤاد الأول "دار التليفونات الجديدة"، حيث أُجريت أول مكالمة رسمية باستخدام هاتف سويدي من طراز "إريكسون".
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، تم تشييد المبنى الحالي المكوَّن من 13 طابقًا، ليستوعب أكثر من 400 ألف خط أرضي، وليصبح حينها الأكبر في الشرق الأوسط، ومركزًا رئيسيًا لربط القاهرة بجميع المحافظات، بل وبالعالم الخارجي.
وقد لعب المبنى دورًا محوريًا في إدخال خدمات الإنترنت إلى مصر في تسعينيات القرن الماضي، واستمر حتى وقت قريب كمحور رئيسي في شبكة المصرية للاتصالات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjI4IA== جزيرة ام اند امز