خبراء لـ"العين": التنسيق بين الأردن وفلسطين يصد مآرب إسرائيل بالقدس
لقاء ملك الأردن بالرئيس الفلسطيني يأتي في ظل الحاجة إلى التشاور والتنسيق بين البلدين من أجل مواجهة الأخطار الإسرائيلية
أكد سياسيان أردنيان أن لقاء ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإثنين، يأتي في ظل الحاجة إلى التشاور والتنسيق بين البلدين من أجل مواجهة الأخطار الإسرائيلية المحدقة بالقدس والمسجد الأقصى.
واعتبر السياسيان، أن الأردنيين والفلسطينيين معنيون بتحجيم القدرة الإسرائيلية على العبث بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأن الزيارة تأتي لتثبيت حق الأردن في وصايته على هذه المقدسات.
وشهدت العلاقات العربية الإسرائيلية، مؤخرا، توترا على خلفية نصب إسرائيل بوابات بالمسجد الأقصى لكشف المعادن التي أزيلت بعد أسبوعين إثر احتجاجات فلسطينية عارمة.
وكان الملك عبدالله الثاني قال في وقت سابق إن مستقبل القضية الفلسطينية "على المحك"، وإنه لن يكون هناك أي اختراق في عملية السلام إذا لم يكن هناك التزام أمريكي بدعم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، قال عدنان أبو عودة، رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية إن الأمور تبدو واضحة بالنسبة للمتابع للمشهد السياسي في المنطقة، وإن الموضوع أخد عدة أشكال من المتاعب أهمها قضية المسجد الأقصى ومحاولات إسرائيل لتهويده والسيطرة التامة عليه.
ولفت أبو عودة إلى أن العودة إلى طاولة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو موضوع غامض حتى الآن، مشددا على أنه لا يوجد أي تأكيد من أي طرف رسمي بأن هذه المفاوضات سيتم استئنافها.
وتساءل "في حال تم استئناف المفاوضات، هل هناك مقاربة جديدة أم لا في هذا الخصوص؟"، مبينا أنها مازالت منذ العام 1994 وحتى الآن لم تتقدم خطوة جادة، إلا أن إسرائيل وظفت هذه السنوات الـ23 الماضية من أجل تغيير الأمر الواقع في الداخل لصالحها من خلال بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
وأوضح أبو عودة أن نية إسرائيل للتوصل إلى سلام في الضفة الغربية غير قائمة حاليا.
وأضاف أن ملك الأردن أشار مؤخرا خلال لقاءه مجلس النواب الأردني إلى أن أمور الشأن الفلسطيني أصبحت أكثر تعقيدا.
ولفت إلى أن الزيارة الملكية إلى رام الله ولقاء الملك بالرئيس الفلسطيني محمود عباس تأتي في سياق التشاور والتنسيق المشترك في الدرجة الأولى.
ورفض أبو عودة الربط بين الزيارة الملكية إلى رام الله بالذي جرى في السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمّان، معتبرا أن هذا شأن أردني إسرائيلي بحت ولا علاقة لسلطة رام الله بهذا الموضوع.
وزير الخارجية الأردنية الأسبق، الدكتور كامل أبو جابر، اعتبر في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية أن زيارة ملك الأردن لفلسطين هي زيارة مهمة على الرغم من أنها جاءت متأخرة بعد 5 سنوات، لافتا إلى أن الزيارة الملكية للأراضي الفلسطينية يجب أن تكون متكررة بشكل سنوي لأسباب سياسية ودينية واقتصادية وأمنية وغيرها.
وأشار أبو جابر إلى أن الزيارة جاءت على الرغم من كل شيء بتوقيت مناسب خاصة بعد الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية بشكل عام وخاصة القدس والمسجد الأقصى والجهاد الفلسطيني المتناغم مع جهود ملك الأردن في الضغط على إسرائيل وإجبارها في التراجع عن نصب البوابات الرقمية على أعتاب القدس.
وأوضح السياسي الأردني، أن التراجع الإسرائيلي في المسجد الأقصى، يجب على الجميع أن يبنوا عليه سياساتهم في التعامل مع إسرائيل، مؤكدا أن هذه هي المرة الأولى منذ معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية (معاهدة وادي عربة) وقبلها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، تعترف إسرائيل بتراجعها عن موقفها في المسجد الأقصى، وهو إن دل فإنما يدل على اعتراف صريح من الاحتلال بأن سيادته منقوصة ومطعون بها بالقدس في القانون الدولي.
وأضاف: "هذا الحديث هو في منتهي الخطورة، لأن تراجع إسرائيل يعد بمثابة اعتراف صريح بألا سيادة لها على القدس كما تدعي، وليست المدينة المقدسة هي العاصمة الأبدية لإسرائيل".
وقال أبو جابر إن تشكيل خلية أزمة من سياسيين أردنيين وفلسطينيين من أجل تقييم المرحلة الماضية والدروس والعبر وتقييم أي تحديات قد يواجهها الشعبان في المسجد الأقصى، هي فكرة جيدة وتأتي في وقت مناسب وحساس للغاية.
ولفت إلى أنه كان قد قدم اقتراحا في وقت سابق، بأهمية تعيين سفير أردني على أعلى مستوى لشؤون القدس، وأن يكون له مكان في الديوان الملكي الأردني من منطلق أن الأردن هو الوصيّ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.