عباس يطالب الفلسطينيين بعدم تكرار "خطأ" ترك أراضيهم عام 1948
الرئيس الفلسطيني قال إن رباط الفلسطينيين في القدس هو ما أجبر المحتل على التراجع عن قراراته الاستفزازية الخاصة بالأقصى الشهر الماضي
اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن خروج الفلسطينيين من أراضيهم أمام هجمات الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 كان "خطأ"، متعهدا بألا يتكرر.
جاء ذلك في كلمة عباس ألقاها أمام المئات من أبناء القدس في مقر الرئاسة برام الله تحت شعار "القدس تنتصر"، بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادات حركة فتح والأجهزة الأمنية ورجال دين مسلمين ومسيحيين، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في وقت متأخر السبت.
وجاء هذا اللقاء احتفالا بنجاح الاحتجاجات الفلسطينية والرباط حول المسجد الأقصى، الشهر الماضي، في إرغام الاحتلال الإسرائيلي على التراجع عن قراراته الخاصة بفرض إجراءات أمنية جديدة مشددة تضيق فرص الفلسطينيين في الوصول إلى الأقصى.
وقال عباس في هذا الصدد: "لن نخاف بعد اليوم، وهذه المعركة التي حصلت معركة شرسة وقوية، وكان يمكن أن نخسرها في غمضة عين، لولا إرادة الله أولا ومن ثم لولاكم وما فعلتم ولولا صمودكم".
وتابع: "وهذا الذي جعلنا نحقق هذا النصر ولذلك علينا أن نحافظ عليه وألا يفلت من بين أسناننا وأيدينا من أجل نصر آخر ومن أجل خطوة أخرى، فالخطوات طويلة وصعبة ومريرة".
وعن ضرورة بقاء الفلسطينيين داخل أراضيهم لحمايتها قال: "فنحن منذ 52 سنة تحت الاحتلال و70 سنة في التشرد، لكن مع ذلك لم نيأس ولن يهدأ لنا بال، وما زالت إرادتنا كما كانت في أولها، المهم أن نستمر في هذا وألا يقولوا لنا ضاعت القضية، هنا باقون ولن نخرج من هذا البلد، والخطأ الذي ارتكبناه عام 1948 لن يتكرر، وشعارنا الآية الكريمة "اصبروا وصابروا ورابطوا"، ونحن المرابطون".
ودعا الرئيس الفلسطيني أبناء شعبه إلى عدم اليأس أمام استمرار الانتهاكات الإسرائيلية الخاصة بالاعتداءات والاعتقالات والاستيطان: "وأكرر مرة أخرى باقون هنا، رغم الاستيطان وهدم المنازل والاعتداءات والأسر".
وذكرهم بأن وحدة الشعب الفلسطيني في معركة القدس أمام الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي هي التي أجبرته على التراجع عن قرارته، وجلبت احترام العالم للفلسطينيين: "كلنا مرابطون، وكل تحية للمرابطين والمرابطات الصامدين الصابرين والصامدات الصابرات، كلكم كنتم على قلب رجل واحد، وكلكم فعلتم ما يجب أن يفعل، وقمتم بما يجب أن يقام به، لذلك كل الشعب الفلسطيني والأمة العربية والعالم يحيونكم، ويقولون: نعم الشعب الفلسطيني صمد وصبر ونال، ولكن عليك أن تستمر، فإذا توقفت لحظة واحدة خسرت، وإذا قمت بالعمل في غير وقته خسرت أيضا".
وخرج مئات الآلاف من الفلسطينيين من بلادهم تحت وقع الاحتلال على دفعتين كبيرتين، الأولى عام 1948 والثانية 1967.
ووفق ما نشره جهاز الإحصاء الفلسطيني عن أعداد الفلسطينيين في الداخل والخارج حتى نهاية 2016 فإنها بلغت 12.7 مليون فلسطيني مقسمين على نصفين في الداخل والخارج.
ومن بينهم أكثر من 6 مليون فلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية وداخل إسرائيل (عرب 48) وأكثر من 6 مليون في الخارج.