الجامعة العربية: فلسطين ستظل المحدد الرئيسي لمصير المنطقة
الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية يؤكد أن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والأمن بالمنطقة
أكد السفير سعيد أبوعلي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية أن القضية الفلسطينية مازالت وستبقى هي العامل الرئيسي الذي يحدد مصير المنطقة بأكملها.
وقال السفير أبوعلي، في تصريحات للصحفيين، الخميس، إن "القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والأمن والاستقرار واجتثاث الاٍرهاب ومفتاح التنمية والازدهار التي لن تتحقق إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية الثابتة وممارسة استقلاله في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
- "حكماء المسلمين": نصرة الأقصى بدعم الفلسطينيين وليس بالتظاهر في الحج
- منظمة "التعاون الإسلامي" تثمن دور خادم الحرمين بأزمة الأقصى
وحذر أبوعلي من استمرار التهرب من استحقاق ومتطلبات تحقيق السلام العادل الذي تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي وصولاً إلى الدفع نحو تفجير حرب دينية في المنطقة جراء الممارسات والمخططات الاحتلالية التي تستهدف القدس والحرم القدسي واستمرار ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على الأراضي الفلسطينية.
ونبه إلى أن تصعيد الاقتحامات للمسجد الأقصى، وقيام مئات المستوطنين بمسيرات استفزازية وأعمال عربدة في محيطه وفي باحاته بحماية سلطات الاحتلال الرسمية إنما يؤشر إلى تمادي الصلف والاستهتار الإسرائيلي بالقيم الدينية والإنسانية وبالقوانين الدولية واستمرار تحدي إرادة المجتمع الدولي واستفزاز مشاعر العرب والمسلمين، والإصرار على مواصلة نفس السياسات ومتابعة تنفيذ المخططات التي تستهدف القدس والحرم القدسي والعودة من جديد لفرض تدابير واجراءات عدوانية ضد الحرم بعد فشل المحاولات السابقة في فرض البوابات الإلكترونية وتركيب الكاميرات، ما يستدعي استمرار اليقظة والاستعداد وحشد الطاقات لمواجهة الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية.
وحذر من أن تحديد أعمار الداخلين إلى المسجد الأقصى المبارك يعتبر تدخلاً سافراً واعتداء على حرية العبادة، معرباً عن الرفض التام لأي تدخل أو إجراء يمس بالوضع القانوني والتاريخي القائم بالحرم، محملاً سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الأحداث الأخيرة وعن أي إخلال أو مساس بهذا الوضع القائم وما يمكن أن يليه من تداعيات وتبعات.
وقال إن المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم كما أكدت ذلك القرارات الدولية سواء بمجلس الأمن أو اليونسكو، وإنه لا يمكن أن يتحقق سلام عادل ولا استقرار في المنطقة إلا بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأشار إلى أن الاجتياحات الأخيرة التي نفذها ما يزيد عن الألف مستوطن للمشاركة في المسيرات التهويدية، تؤكد استمرار محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وتابع السفير أبوعلي: "من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو اختارت كعادتها تصعيد إجراءاتها القمعية والتهويدية في القدس، باحثةً عن مزيد من التدابير والانتهاكات لتوتير المناخات والأجواء السياسية إفشالاً لأي جهد دولي يسعى لإحياء عملية السلام، وهو ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً للجم الانفلات الإسرائيلي الذي بات يشكل تهديداً حقيقياً ومباشراً للأمن والسلم الدوليين، ولإجبار إسرائيل كقوة احتلال على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقبل فوات الأوان وانفجار حرب دينية" .
وقال: "إننا ننتظر مضاعفة الجهود الدولية، خاصة أن تقوم الإدارة الأمريكية بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف انتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وإنقاذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وإطلاق عملية السلام من جديد".
- بالصور.. "العين" ترافق المصلين إلى "الأقصى" بعد فتح أبوابه
- سر عداء إسرائيل لـ"حطة" الأقصى.. أرض المقاومة عبر العصور
ونبه أبوعلي إلى أن الصمت والتراخي الدولي بات يفسر من قبل الحكومة الإسرائيلية على أنه ضوء أخضر للمضي قدماً في تدمير خيار حل الدولتين الذي يعبر عن الإرادة الدولية والخيار الدولي الوحيد، وهو ما تمليه الحكومة الإسرائيلية على الأرض من خلال سياساتها وممارساتها وقوانينها.
ولفت إلى خطورة المقترح الذي تقدمت به أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرف وقيادات ووزراء وأعضاء في الكنيست، بضم خمس مستوطنات استعمارية كبرى إلى مدينة القدس، وهي: معاليه أدوميم، وغوش عتصيون، وجفعات زئيف، وبيتار عيليت، وأفرات، موكداً أن ذلك يشكل اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني وتحدياً للمجتمع الدولي وانتهاكاً جسيماً لقرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى خطورة هذه المستوطنات وأثرها على القدس والمقدسيين في سياق المخططات التي تستهدف المدينة.
وشدد على خطورة هذه المخططات التهويدية الاستعمارية على مدينة القدس وعلى الجهود المبذولة في سبيل إحياء عملية السلام، وعلى خيار حل الدولتين، ما يتطلب الوقوف بحزم أمام هذه المقترحات والمشاريع الاستيطانية العدوانية، مطالباً المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على وقف أنشطتها الاستيطانية فوراً، وتنفيذ القرارات الأممية الخاصة بالاستيطان وخاصة قرار مجلس الأمن 2334.
وأشار إلى أن مجلس الجامعة العربية الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية، الخميس الماضي، شدد على ضرورة إزالة كل الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل بحق الأقصى وعودة الأمور لما كانت عليه قبل الرابع عشر من الشهر الجاري، وأن المجلس قرر البقاء بحالة انعقاد مستمر لمتابعة أية تطورات جديدة وبالتالي فإن الجامعة العربية تتابع بقلق شديد التطورات بالغة الخطورة في القدس واستمرار الاعتداءات والانتهاكات غير المسبوقة للمسجد الأقصى، بما في ذلك الاحتجاجات وعربدة المستوطنين وتحديد أعمار المصلين، لما في ذلك خرق واضح لكل قوانين وقرارات الشرعية الدولية الضامنة لحرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، ولكل القرارات المتكررة التي اتخذتها الأمم المتحدة، وخاصة اليونسكو بشأن القدس، والحرم القدسي الشريف.