اليوم الأول لـ(COP28).. 3 إنجازات تاريخية في قمة المناخ الأكبر عالميا
"إنجاز غير مسبوق" حققته الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28)، خلال اليوم الأول من القمة الأكبر عالمياً.
بعد ساعات قليلة من انطلاق أعمال مؤتمر الأطراف، في مدينة إكسبو دبي، تم الإعلان عن مجموعة من الإنجازات التاريخية على مستوى العمل المناخي، مما دفع الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي رئيس مؤتمر الأطراف (COP28)، إلى القول إن ما جرى في اليوم الأول من المؤتمر "إنجاز غير مسبوق".
وأعرب رئيس مؤتمر الأطراف عن تفاؤله بتحقيق المزيد من النتائج والحلول خلال جلسات مؤتمر الأطراف، الذي انطلق في مدينة إكسبو دبي اليوم الخميس، ويستمر حتى 12 ديسمبر/كانون الأول، قائلاً: "تركيزنا سينصب على ترجمة الرؤى والتطلعات إلى أفعال عملية تصنع الفرق".
الإنجاز الأول.. قرار تاريخي بتبني تنفيذ «صندوق الخسائر والأضرار»
تمثلت أولى الإنجازات التي شهدها اليوم الأول لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP28)، خلال الجلسة الافتتاحية، التي شهدت تسليم رئاسة المؤتمر من وزير الخارجية المصري سامح شكري، رئيس الدورة السابعة والعشرين، إلى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، إعلان قرار تاريخي بتبني تنفيذ «صندوق الخسائر والأضرار».
وفي كلمته عقب تسلم الرئاسة، قدّم الدكتور سلطان بن أحمد الجابر رئيس مؤتمر الأطراف (COP28) الشكر لرئيس مؤتمر الأطراف (COP27)، على ما قدمه من جهود خلال الدورة الماضية، وقال إن دولة الإمارات بلد عطاء وتنمية واستدامة، مشيراً إلى أن العلم قال كلمته، ويؤكد أن اللحظة حانت لإيجاد طريق مختلف لأزمة المناخ.
واعتبر رئيس مؤتمر الأطراف أنه "لدى كل دولة، وكل قطاع، وكل واحد منا، دور عاجل عليه الاضطلاع به في أزمة المناخ، وعلينا إيجاد المسار الأوسع للتغلب على التحديات"، مؤكداً "لدينا الفرصة للعمل على إيجاد حلول للأزمات المناخية، من خلال المرونة والتكيف والتطبيق".
الإنجاز الثاني.. الإمارات المساهم الأكبر في تمويل صندوق الخسائر والأضرار
وقد شهد قرار تبني تنفيذ صندوق الخسائر والأضرار، حزمة تدفقات نقدية من أطراف دولية؛ حيث جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة المساهمين بتمويل الصندوق، بمبلغ 100 مليون دولار.
كما أعلنت ألمانيا عن المساهمة بمبلغ 100 مليون دولار، فيما قررت المملكة المتحدة تقديم ما يصل إلى 60 مليون جنيه إسترليني لصندوق الخسائر والأضرار (ما يعادل نحو 75 مليار دولار)، كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم مبلغ 17.5 مليون دولار، وقررت اليابان دعم الصندوق بمبلغ 10 ملايين دولار.
جاء الإعلان عن هذا الإنجاز التاريخي بعد عام من التجاذب، انتهى إلى توصل دول الشمال ودول الجنوب، في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، خلال اجتماع بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، إلى تسوية بشأن قواعد تشغيل الصندوق، الذي من المتوقع أن يتم إطلاقه فعلياً في عام 2024.
وقال الدكتور سلطان الجابر: "أهنئ الأطراف على هذا القرار التاريخي، إنه يبعث إشارة زخم إيجابية للعالم ولعملنا"، كما هنأ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، العالم بإطلاق الصندوق، معلناً عن مساهمة الإمارات بمبلغ 100 مليون دولار، داعياً جميع "الدول القادرة" للمساهمة في هذه الجهود، وتكريس روح التكاتف بين البشر.
ووصف الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، إقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، بأنه يمنح قمة المناخ في دبي انطلاقة جيدة، داعياً الحكومات والمفاوضين إلى استغلال هذا الزخم، من أجل الدفع باتجاه المزيد من الإنجازات الواعدة.
وأشار مسؤولون دوليون وخبراء إلى أن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، ومساهمة الإمارات وعدد من الدول الأخرى، منها الولايات المتحدة الأمريكية، يوضح قوة العلاقات الدبلوماسية والقيادة والتخطيط الناجح.
- سلطان الجابر رداً على ادعاءات كاذبة: محاولة لتقويض عمل رئاسة COP28
- سلطان الجابر: COP28 يسعى لإعادة بناء الثقة في مؤتمرات الأطراف
الإنجاز الثالث.. إقرار أجندة (COP28) سابقة تاريخية بأول أيام مؤتمرات الأطراف
كما سجل اليوم الأول لمؤتمر (COP28) إنجازاً تاريخياً ثالثاً، يتمثل في إقرار أجندة (COP28)، والتي تستهدف إعادة صياغة العمل المناخي العالمي، في ضوء رؤية العمل المناخي خلال العامين المقبلين، التي قدمها الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.
وقال "ستيل" إنه من المقرر أن تقدم الدول الأطراف تقريرها الأول عن الشفافية فيما يتعلق بالعمل المناخي اعتباراً من عام 2024، على أن يتم تقديم هذه التقارير كل سنتين، بالإضافة إلى وضع ملامح للاتفاق على كيفية تمويل هذا التحول الهائل، من خلال وضع هدف مالي جديد.
وفقا لبيان رسمي، اتفقت كافة الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على جدول أعمال المفاوضات الذي قدّمته رئاسة COP28 وذلك في أول أيام انعقاد المؤتمر.
ويُعد الإعلان عن أجندة المفاوضات محطة مهمة تعكس تحقيق تقدم ملموس في العمل المشترك متعدد الجنسيات لمواجهة تغير المناخ، وخطوة حاسمة لرسم المسار الصحيح وتمهيد الطريق نحو تحقيق أعلى الطموحات المناخية.
يعكس الاتفاق على أجندة المفاوضات بوادر حسن النية والتوافق بين الأطراف ويضع إطاراً لتوضيح التقدم الذي أحرزه العالم خلال العام الجاري وتضافر جهود الجميع لمعالجة تداعيات تغير المناخ وتحقيق نتائج فعّالة وملموسة.
وجاء إعداد جدول الأعمال بناءً على مخرجات ونتائج جولة الاستماع والتواصل مع كافة الأطراف التي قامت بها رئاسة COP28 على مدار العام، والتي تؤكد تركيز رئاسة المؤتمر على تعزيز التعاون والتكاتف لدعم العمل المناخي العالمي، ويساهم وجود أجندة جاهزة وواضحة في تمكين رئاسة المؤتمر للتوصّل إلى توافق في الآراء وتحقيق أعلى الطموحات المناخية.
وتوضح أجندة المفاوضات لجميع الأطراف ما تم إنجازه بالفعل، كما تقدم إرشادات واضحة بشأن الإجراءات التي يتعين القيام بها في الأسابيع المقبلة لتحقيق استجابة حاسمة وفعّالة لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، والحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية.
ويتعين أن تتضمن تلك الاستجابة، مخرجات حاسمة بشأن موضوع التخفيف، واعتماد طار شامل للهدف العالمي بشأن التكيف، وإيجاد حلول رائدة لتطوير آليات التمويل المناخي.
وسجل أكبر حدث مناخي عالمي تستضيفه الإمارات، عدداً قياسياً في المشاركة في المنطقتين الزرقاء والخضراء، تصل إلى 500 ألف مشارك، بواقع أكثر من 97 ألف مشارك في المنطقة الزرقاء، و400 ألف في المنطقة الخضراء، بمن فيهم وزراء وممثلون من المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والشعوب الأصلية والشباب.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز