الخسائر والأضرار في ملف المناخ.. ماذا نعرف عنهما؟
لم يؤد العالم واجبه حتى الآن بالشكل المطلوب تجاه الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وفي الجهود المبذولة للتكيف مع المناخ المتغير.
بل إن الأمر وصل إلى درجة من الخطورة، أنه بالنسبة لبعض الأماكن، قد فات الأوان لمحاولة التكيف مع تأثيرات تغير المناخ، وهو ما سيؤدي بدورة إلى ارتفاع فاتورة الخسائر والأضرار المناخية.
وحذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) من أنه حتى لو تم اتخاذ إجراءات فعالة للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، فإن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ لا يمكن منعها، حيث إن مستوى الاحترار الذي وصلنا إليه يتسبب بالفعل في عواقب لا يمكن تجنبها.
ووفقا لتعريفات الأمم المتحدة والتقارير الدولية، فإن هناك خمسة خسائر وأضرار مناخية، منها ما يمكن رصده وقياسه، بالإضافة إلى أشكال لا يمكن قياسها، تؤثر على العديد من المجتمعات والبلدان في العالم النامي.
وهذه أبرز خسائر وأضرار تغير المناخ:
- الخسائر الاقتصادية: تشمل الأضرار التي لحقت بالممتلكات والبنية التحتية والزراعة والشركات بسبب أحداث مثل العواصف والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، كما أنها تنطوي على الخسائر المالية المتكبدة في إعادة البناء أو التعافي من هذه الكوارث.
- خسارة الأرواح وسبل العيش: يمكن أن تؤدي الكوارث المرتبطة بتغير المناخ إلى خسائر في الأرواح البشرية وتؤثر سلبًا على سبل عيش الناس، خاصة أولئك الذين يعيشون في المجتمعات الضعيفة التي تعتمد على الزراعة أو الذين يعيشون في مناطق معرضة للمخاطر المناخية.
- التدهور البيئي: يسهم تغير المناخ في فقدان الموائل، وتدهور التنوع البيولوجي، وإزالة الغابات، وتحمض المحيطات، وغيرها من الاختلالات البيئية، مما يؤثر على النظم البيئية والموارد الطبيعية.
- الآثار الصحية: يمكن أن يؤثر تغير أنماط المناخ على الصحة العامة من خلال التأثير على انتشار الأمراض، وتفاقم مشكلات جودة الهواء والمياه، وتكثيف موجات الحر.
- الخسائر الثقافية والاجتماعية: تواجه بعض المجتمعات فقدان التراث الثقافي والمعارف التقليدية والنزوح بسبب الأحداث الناجمة عن المناخ مثل ارتفاع مستوى سطح البحر أو الأحداث المناخية المتطرفة.
اعتراف بالخسائر وجهود لتعويض المتضررين
وأصبح الاعتراف بهذه الخسائر والأضرار ومعالجتها جانبا حاسما في مفاوضات المناخ الدولية، حيث تضغط البلدان الضعيفة من أجل آليات الدعم والتمويل للتعامل مع آثار تغير المناخ والتعافي منها، وغالبا ما تتضمن المناقشة حول الخسائر والأضرار مناقشات حول المسؤولية والمساءلة وكيفية دعم الأشخاص الأكثر تضررا من هذه العواقب.
وكانت قمة "COP27" قد شهدت اختراقا مهما، بإدراج "الخسائر والأضرار" على جدول أعمال القمة لأول مره، ثم تم الاتفاق خلال القمة على مبدأ إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار، وتم إحالة المناقشات حول تفاصيل انشاء الصندوق ونوعية الخسائر والأضرار التي سيتم تمويلها، وكذلك الجهة التي ستستضيف الصندوق، وحجم مساهمات الدول في تمويله، إلى قمة المناخ "COP28"، التي ستبدأ في مدينة دبي بدولة يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقبل أسابيع من بداية القمة نجحت رئاسة "COP28" في قيادة مفاوضات تمهيدية تهدف إلى تأمين مرور سهل وميسر لبنود اتفاقية إنشاء الصندوق خلال القمة، وتم الاتفاق على انشاء صندوق مؤقت مدته أربع سنوات يكون مقره البنك الدولي.
ورغم أن هذا المقترح لم يلبِّ جميع الطموحات، وقد تدور حوله مناقشات مستفيضة خلال "COP28"، إلا أن خبراء استطلعت العين الإخبارية آرائهم، اعتبروه بداية جيدة يمكن البناء عليها.
وكانت الدول الفقيرة تسعى خلال المفاوضات التمهيدية إلى صياغة لغة محددة توضح أن عبء التمويل يقع على عاتق الدول الغنية التي بنت اقتصاداتها عن طريق حرق الوقود الأحفوري، وأطلقت الجزء الأكبر من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي اليوم، كما كانت الدول الضعيفة مترددة في وضع الصندوق داخل البنك الدولي وسط مخاوف من أنه لن يعطي الأولوية الكافية للعمل المناخي.
غير أن الخبراء وصفوا "الصندوق المؤقت"، بأنه "أول الغيث"، مؤكدين أن من مصلحة الجميع الاتفاق على هذا المقترح خلال قمة المناخ "COP28".
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز